دخول النساء استاد آزادي بطهران للمرة الأولى إنجاز أم مسرحية؟
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ الثورة الإسلامية الإيرانية، عام 1979، سُمح اليوم الخميس 10 أكتوبر (تشرين الأول) رسميًا لمجموعة من النساء بدخول استاد آزادي لكرة القدم في العاصمة الإيرانية طهران، لمشاهدة مباراة إيران وكمبوديا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، والتي انتهت بنتيجة 14-0 لصالح أصحاب الأرض.
وقبل هذا كان دخول النساء الإيرانيات إلى الملاعب محظورا، وكان مراجع الدين الإيرانيون يعارضون دائما دخول النساء إلى الملاعب لمشاهدة المباريات على الرغم من عدم وجود مانع قانوني لهذا الأمر.
وأدى بيع تذاكر مباراة إيران وكمبوديا بشكل محدود لأقل من 4 آلاف مشجعة، إلى ردود فعل مختلفة من قبل المسؤولين وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما اعتبر بعض الناشطين في مجال حقوق المرأة، أن السماح بدخول النساء إلى الملاعب بحد ذاته إنجاز مهم للنساء في إيران في ظل القوانين التقييدية الموجودة في هذا البلد.
ولكن تزامن حضور النساء في الملاعب مع تهديد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتعليق أنشطة إيران في حال استمرار منع النساء من دخول الملاعب، وكذلك مع موجة من الإدانات الداخلية والدولية على خلفية حرق المشجعة الايرانية، سحر خداياري، نفسها، بعد أن كانت قد تم اعتقالها بتهمة الدخول إلى الملاعب بشكل غير قانوني، كل ذلك عزز التكهنات حول تأثير الضغوط الدولية على إيران.
واعتبر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والنشطاء الإعلاميين ونشطاء حقوق المرأة، محدودية تذاكر المباراة للنساء، رغم وجود العديد من المدرجات الفارغة في الملعب، ووجود النساء في أماكن مخصصة لهن، ووضع السياج الحديدي عليها، وكذلك تخصيص مواقف سيارات خاصة للنساء، اعتبروا أن كل هذه الإجراءات سلوك مهين من قبل إيران.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الذي حضر في ملعب آزادي بطهران لمشاهدة مباراة كرة القدم بين منتخبي إيران وكمبوديا المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، أكد أن إيران "لم تكن تحت أي ضغط من الضغوط الأجنبية لدخول النساء إلى الملاعب، وأن البعض يرغب في ربط هذه القضية بالأجانب".
وأضاف أن "رؤية الحكومة إيجابية بشأن حضور السيدات في الملاعب ویجب علینا تطوير تجاربنا بهذا الشأن".
ومن جهة أخرى، أعربت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة، معصومة ابتكار، عن أملها في أن يحدث هذا في مباريات الدوري الإيراني الممتاز أيضا.
تأتي هذه الخطوة الإيرانية، بعد شهر من حرق المشجعة المعروفة بـ«الفتاة الزرقاء"، سحر خداياري، نفسها أمام المحكمة في طهران، خوفا من إصدار حكم قضائي ضدها بتهمة الدخول غير القانوني إلى الملاعب متنكرة بزي الرجال.
واعتبر بعض المحللين السياسيين الإجراء الإيراني بالسماح لعدد محدود من النساء بدخول الملاعب أنه مجرد إجراء شكلي له أهداف دعائية، وجاء في إطار تقليل الانتقادات الموجهة لقوانين البلاد.
وكان فيليب لوثر، مدير البحوث للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، قد قال أمس الأربعاء، في بيان له: "إن قرار إيران بالسماح لعدد رمزي من النساء بالدخول إلى الملعب لمشاهدة مباراة كرة القدم غدًا، ما هو إلا دعاية تثير السخرية من جانب السلطات التي تهدف إلى تلميع صورتها بعد اندلاع الاحتجاج العالمي على وفاة سحر خدایاری المأساوية".
وتابع: "أي شيء أقل من التراجع الكامل عن الحظر المفروض على دخول النساء إلى جميع ملاعب كرة القدم، سيكون بمثابة إهانة لذكرى سحر خدایاری، وإهانة لحقوق جميع الإيرانيات اللائي يناضلن بشجاعة من أجل رفع الحظر".