شهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في اليومين الماضيين، نشاطًا ملحوظًا من الأخذ والرد بين عدد من المسؤولين الإيرانيين، فيما أثارت بعض التغريدات موجة واسعة من ردود الفعل سواء بين المسؤولين بعضهم وبعض، أو بين نشطاء التواصل الاجتماعي.

وكانت أكثر التغريدات التي شهدت تداولا واسعًا على "تويتر"، تلك التي علقت على تصريح للرئيس الإيراني، حسن روحاني، حول قرض لا يتجاوز 125 دولارا، بفائدة 4 في المائة، فيما كان الموضوع الثاني لممثل المرشد خامنئي في الحرس الثوري، حول "حرب أميركا البيولوجية ضد إيران"، أما الموضوع الثالث فكان حول تصريحات للمتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، وهجومه على الصين، أمس الأحد، ثم تراجعه اليوم الاثنين 6 أبريل (نيسان).

قرض حكومي لا يكفي لإيجار شقة

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاثنين، عن استعداد حكومته تقديم تسهيلات لقروض بقيمة مليون إلى مليوني تومان (نحو 62 إلى 124 دولارًا) لنحو 4 ملايين أسرة من بين ذوي الدخل المحدود، بفائدة 4 في المائة.

أثار هذا الإعلان الحكومي موجة من السخرية والغضب لدى مغردي "توتير" في إيران، فكتب أحدهم: "سيد روحاني تمنُّ على الناس بهذا القرض، في الوقت الذي يجب أن تساعد فيه الحكومة الفقراء والباعة الجائلين دون قروض، عليكم أن تتحملوا مسؤولية إخفاء الحقيقة".

وفي السياق نفسه، تساءل مغرد آخر: "كيف لهذه الحكومة أن تصف هذا المبلغ بالقرض؟ وهو لا يكفي إيجار شقة لشهر واحد". وأضاف آخر: "أي دولة في العالم تمنح قرضًا قيمته 60 دولارا بفائدة 4 في المائة؟".

حرب بيولوجية أميركية لإضعاف الجمهورية الإسلامية

وفي زاوية أخرى من "تويتر"، اهتم المغردون بتصريح لممثل خامنئي في الحرس الثوري الإيراني، علي شيرازي، الذي وصف فيروس كورونا بـ"حرب أميركا البيولوجية"، قائلا: "إن الهدف من نشر فيروس كورونا هو إضعاف معنويات الشعب الإيراني أو هزيمة النظام الإسلامي في إيران".

وقد أثارت هذه التصريحات تعليقات الإيرانيين على صفحات التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم: "هذا التصريح تكرار لتصريحات خامنئي، يبدو أنه أصبح منهجًا بين المسؤولين الإيرانيين لتلميع صورتهم"، فيما كتب آخر: "إذا كان هذا الأمر حقيقيًا، فلماذا لا تسمحون للأمم المتحدة بأن تساهم في التحقيق في هذا الأمر". 

مزحة الصين السوداء التي أصبحت خطًا أحمر

أشعلت تغريدات المتحدث باسم وزاة الصحة الإيرانية، كيانوش جهان بور، وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، منذ ليلة أمس، ولا سيما بعد رد السفير الصيني في طهران عليها.

وكان جهان بور قد صرح بأن "الصين رمت العالم بمزحة سوداء حول فيروس كورونا، وأن أغلب دول العالم تعاملت مع الفيروس وفق المعلومات الصينية، وتخيلت أنه مرض يشبه الرشح العادي، بل أسهل منه، لكن الأمر ليس كذلك".

واليوم تراجع جهان بور عن رأيه في تغريدة مساء أمس، مؤكدًا ضرورة عدم الخلط بين السياسة والأبحاث العلمية، وذلك بعد أن تلقى ردًا من سفير الصين في طهران، وردًا من المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الذي هب مدافعًا عن علاقات بلاده الاستراتيجية مع الصين، محاولاً تهدئة التوتر "التويتري" الذي شارك فيه كثير من المغردين الإيرانيين.

الصحافي وأحد مغردي النظام الإيراني على "تويتر"، حسين دليريان، كتب مغردًا: "لو كنت مكان وزير الصحة لأقلت جهان بور من منصبه"، فیما تعجبت إحدى المغردات- باسم ميترا- من هذا الهجوم على المتحدث باسم وزارة الصحة، قائلة: "جهان بور نفسه يفدي النظام بروحه، ولكنه بانتقاده البسيط للصين أصبح محط هجوم أتباع النظام.. لا يمكن أن ننكر أننا مستعمرة صينية".

ومن بين آلاف التغريدات تحت هاشتاغ "چین" بالفارسية، أي الصين، علق الصحافي الإيراني محمد جواد أكبرين، قائلا: "مدافعو الحرم يدافعون عن الصين"، فيما اعتبر مغرد آخر أن "هدف أميركا هو تخريب العلاقات بين إيران والصين، لأن الأخيرة سترفع آثار العقوبات عن الأولى"، مضيفًا: "هل وضحت الصورة؟"، وبالطبع يقصد- كغيره من مغردي النظام- اتهام جهان بور بالعمالة لصالح لأميركا.

وفي المقابل، هناك هجوم واضح على الصين تحت هاشتاغ "مدافعو_بكين"، سخرية من المدافعين عن الصين، وتشبيها لهم بـ"مدافعي الحرم". وهناك تغريدات أخرى لا تخلو من طرافة وسخرية، كما في تغريدة تساءل صاحبها "هالو.. سفارة الصين. إذا أرسلنا لكم كلاب رقية هل تأكلوهم؟"، في إشارة لبعض المتطرفين في إيران ممن يسمون أنفسهم "كلاب رقية" إشارة إلى تبعيتهم لآل البيت.

وكالعادة كان الانقسام على "تويتر" بين المغردين الإيرانيين لا يخلو من المغردين الرماديين، الذين قال أحدهم دون أي هاشتاغ "لا شرقي ولا غربي، بالضبط إيران"، مذكرًا بشعار الثورة الإسلامية التي زعمت في بدايتها عدم انحيازها لأي معسكر في العالم، لكن سرعان ما أصبح هذا المبدأ مجرد شعار لا حقيقة له.