أفادت مصادر صحافية هندية بأن المرشد الإيراني علي خامنئي أطلق حملة من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باللغة الهندية، تهدف إلى تعزيز مشاعر الاستقطاب الديني، وحذرت هذه المصادر حكومة نيودلهي من خطر "الانقسام" في المجتمع الهندي الذي يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الأنشطة.

وذكر موقع "تي إف آي" الهندي أن نشاط صفحة المرشد الإيراني جاءت بعد أن خابت توقعات طهران من الهند في مواجهة العقوبات الأميركية.

وقد ناقش الموقع، في مقال بعنوان "حريصون على اهتمام الهنود"، اليوم الأربعاء 12 أغسطس (آب)، مساعي صفحة خامنئي الهندية على "تويتر" لاستثمار الهنود الشيعة في هذه البلاد.

وجاء في المقال أن "طهران تعلن، مرة أخرى، أنه إذا فشلت الهند في اختبار الصداقة مع إيران، فيمكنها استغلال انقسامات الطوائف الإسلامية"، مشيرًا إلى أن نسبة 25 في المائة من مسلمي الهند هم من الطائفة الشيعية.

وفي إشارة إلى ارتباط الشيعة الهنود بإيران، كتب الموقع أنه في وقت سابق، عندما قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في العراق، خرجت احتجاجات كبيرة في بعض المدن الهندية، مرددين هتافات ضد إسرائيل وأميركا.

وقال كاتب المقال إن مثل هذه الحوادث تخلق "إحساسًا بالراحة" لدى إيران، مشيرًا إلى فرصة استغلالها دبلوماسيًا، وهو ما فعله محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، إزاء هذه الاحتجاجات بعد مقتل سليماني.

ولفت الموقع إلى أن الهند كانت تحتل المركز الثاني في واردات النفط الإيرانية قبل ضغوط العقوبات، وأن إيران تعتبر نيودلهي "صديقة حقيقية" وتتوقع منها أن تنقذ اقتصادها.

كما وصف موقع " تي إف آي بوست" تغريدات خامنئي الدينية "الانقسامية" باللغة الهندية بأنها "خطوة مخيبة للآمال لجذب انتباه الهند".

تغريدات دينية استفزازية باللغة الهندية

وقد نشرت صفحة "تويتر" الهندية التابعة لخامنئي، حتى الآن، تغريدتين، وكلتاهما تحتوي على رسائل دينية. وأضاف موقع "تي إف آي" أن هذه الصفحة ليست لها "مهمة دبلوماسية".

إلى ذلك، أشارت إحدى تغريدات خامنئي على هذه الصفحة، يوم 8 أغسطس (آب) الحالي، إلى أن "عيد الغدير" ليس حكرًا على الشيعة، قائلاً إن هذا العيد مرتبط بـ"العالم الإسلامي كله".

وفي إشارة إلى الاختلافات الآيديولوجية والتاريخية بين المذاهب الدينية، وصف الكاتب تصريحات خامنئي بأنها "استفزازية للغاية" وتستهدف الجالية المسلمة في الهند.

ومضى المؤلف في الإشارة إلى استخدام خامنئي لعبارة "الروح الحقيقية للإسلام" عن عيد الغدير، واصفًا إياها بـ"تعزيز الشعور بالتفوق لدى الشيعة"، وأنها بمثابة "إطلاق نار على السنة".

ويرى الموقع أن رسالة خامنئي في هذا الصدد تهدف إلى إظهار "تأثيره" على رجال الدين الشيعة، واصفًا نشاط خامنئي على "تويتر" بأنه إجراء "شوفيني".