قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إنه لم يتم إجراء أي محادثات مع المسؤولين الإيرانيين حتى الآن، وإن الولايات المتحدة لا تزال بعيدة عن التفاوض. وأكد أن موقف الرئيس الأميركي جو بايدن من الاتفاق النووي واضح؛ وهو: "إذا امتثلت إيران بالكامل لالتزاماتها في الاتفاق النووي ستفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه".

بالإضافة إلى ذلك، شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية على أنه لا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه للتفاوض مع إيران، وقال إن هناك خطوات أوّلية للوصول إلى نقطة نميل فيها للنظر في المقترحات، في حين أن إدارة بايدن سوف تتشاور قبل ذلك مع الحلفاء والشركاء وكذلك الكونغرس.

وجاءت تصريحات نيد برايس ردًا على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حيث قال في محادثة مع "سي إن إن": "يمكن لحكومة بايدن أن تصدر بيانًا اليوم بأنها تريد العودة إلى الاتفاق النووي. وسنعلن على المستوى الرئاسي أنه بمجرد عودتهم، سنضع الالتزامات على جدول الأعمال".

وأشار "برايس"، يوم الثلاثاء، إلى أنه لم تجر محادثات مع المسؤولين في إيران منذ بداية رئاسة جو بايدن، سواء من خلال وزارة الخارجية أو من خلال روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص في شؤون إيران. مضيفًا: "لا تزال الولايات المتحدة بعيدة عن التفاوض مع إيران".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن موقف الرئيس جو بايدن بشأن الاتفاق النووي كان واضحًا للغاية: "إذا امتثلت إيران تمامًا لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه"، وبعد ذلك يمكننا استخدامه كمنصة للتوصل إلى اتفاق أطول وأقوى لمعالجة المخاوف في مجالات أخرى.

ويأتي إصرار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على أن إيران يجب أن تفي أولًا بالتزاماتها الكاملة في الاتفاق النووي في إطار الرد على تصريحات محمد جواد ظريف يوم الاثنين، في مقابلة مع قناة "سي إن إن"، حيث صرح "ظريف" بأن المنسق الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيف بوريل يمكنه التوسط لمراقبة العودة المتزامنة للولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاق النووي للوفاء بالتزامات كل منهما في هذا الاتفاق.

ومنذ وصول جو بايدن إلى السلطة، يصر مسؤولو الحكومة الأميركية، وكذلك مسؤولون في إيران، على أن الجانب الآخر يجب أن يمتثل أولًا لالتزامات الاتفاق النووي.

ومع ذلك، كان "ظريف"، الذي شدد يوم الاثنين على عودة الولايات المتحدة وإيران المتزامنة إلى التزامات الاتفاق النووي، قد دعا يوم الثلاثاء في مقابلة مع موقع المرشد الإيراني علي خامنئي إلى رفع جميع العقوبات، بما في ذلك العقوبات غير النووية والمتعلقة بالإرهاب.

وقال "ظريف": "كان هدف الاتفاق النووي رفع العقوبات. واليوم لا يكفي أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. يجب على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات لأن إدارة ترامب أخرجت العديد من العقوبات من عنوان النووي ونفذتها بعنوان الإرهاب ومواضيع أخرى.

من جانبه، أكد حميد رضا آصفي، المتحدث الأسبق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قبل يومين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يعود إلى الاتفاق النووي بسهولة، وقال: المواقف التي اتخذها المسؤولون الأميركيون قبل الفوز بالانتخابات مؤشر واضح على التغيير في المواقف مقارنة بما اتخذوه بعد ذلك.

وأضاف أن فريق بايدن أصبح أكثر صرامة خطوة بخطوة على ثلاث مراحل: "خلال الحملة الانتخابية كانت مواقفهم ناعمة نسبيًا، وخلال فترة الانتقال أصبحت مواقفهم أكثر صرامة، والآن في السلطة هناك أخبار أقل عن ذلك اللين".

وقال "آصفي" إن تعيين روبرت مالي مبعوثًا أميركيًا خاصًا لإيران "إشارة إيجابية لكنها ضعيفة جدًا، ولدينا بلينكن وكوهين وشيرمان وكمالا هاريس". كل هؤلاء قالوا إنهم إذا عادوا إلى الاتفاق النووي، فسيكون هذا الاتفاق منصة للانطلاق نحو القضايا الإقليمية والصاروخية. ومعنى هذه الرسالة واضح جدًا.