"أصوات غير مسموعة".. تقرير من "واشنطن بوست" عن تفشي كورونا في إيران
تمکنت صحيفة "واشنطن بوست" من الوصول إلى السجلات الطبية لـ56 مستشفى في طهران، تتضمن تفاصيل واسعة عن آلاف الحالات المتصلة بفيروس کورونا، والتي تم تسجيلها بين نهاية فبراير (شباط)/مارس (آذار) ومنتصف مارس (آذار).
وقال تقرير الصحيفة، إنه على الرغم من أن أحد أسوأ الأمثلة على انتشار کورونا حدث في إيران، فإن أصوات الشعب الإيراني بالخارج لم يتم سماعها على نطاق واسع، ولم تظهر معاناتهم في القصص الواعدة لوسائل الإعلام الرسمية بالبلاد.
تمنح الوثائق التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الصحفيين فرصة للتحدث إلى الناجين من المرض وأُسرهم، وتقديم تقارير عن تحديات مواجهة كورونا في إيران.
وفي إشارة إلى أن أكثر من 70 ألف شخص أصيبوا بفيروس کورونا في إيران، وأن أكثر من 4200 شخص قد ماتوا، کتبت الصحيفة اﻷميركية: "لم يلفت عدد القتلى المرتفع انتباه الدول الغربية، التي تشعر بالقلق من عدد القتلى في إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة".
الوثائق التي تم الحصول عليها مما يقرب من ربع جميع مستشفيات طهران التي تقبل مرضى کورونا، وتشمل الفترة من منتصف فبراير (شباط) إلى بداية مارس (آذار). وكانت المستشفيات في هذه الفترة أجرت ما مجموعه أكثر من 5500 فحص کورونا. كان أقل من نصف هذه الفحوص إيجابية، وخضع كثيرون للفحص الثاني.
قال تقرير ما وراء عالم الإحصائيات، إن الحديث مع المرضى وأسرهم يظهر بعض أوضاع الشعب الإيراني، الذي يشعر بسبب المأساة الأخيرة بالاضطراب والقلق.
وقال مزارع تحدث لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه شعر بالرعب عندما نقل والده المريض إلى المستشفى.
في حين قال طالب مصاب بفيروس کورونا، إنه يشعر بالقلق من أنه يمكن أن ينقل المرض إلى عديد من الأشخاص الآخرين. وقالت امرأة فقدت زوجها إثر الإصابة بكورونا لصحيفة "واشنطن بوست"، إن الوضع الاقتصادي سيئ للغاية لدرجة أن زوجها قبل الإصابة بكورونا لم یكن يهتم بحياته.
وتابعت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقريرها، أن بعض المستشفيات الإيرانية بسبب مشاكل الإدارة تسرّح المرضى بموافقتهم الخاصة، في حين أنهم بحاجة ماسة للرعاية الطبية، وفي المقابل، تبذل بعض المراكز الطبية قصارى جهدها لمساعدة المرضى.
وختمت الصحيفة قائلة إن نتيجة المحادثات مع المرضى وأُسرهم تُظهر أن الأوان قد فات لزيادة الوعي، وأن كثيرين أصيبوا بالمرض، لكن الحكومة الإيرانية لا تزال مترددة في تطبيق الحجر الصحي.