بعد التصریحات المتناقضة للمسؤولين الإيرانيين بشأن ملف إسقاط الطائرة الأوكرانية، قال ديمتري كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، إن بلاده، مع شركائها الدوليين، لن تسمح لإيران بالتهرب من مسؤوليتها عن هذا الحادث.

وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية إماراتية، أذيعت اليوم الثلاثاء 7 أبريل (نيسان)، أعلن كوليبا عن إرسال خطاب من قبل سفارة بلاده في طهران إلى السلطات الإيرانية لتقديم إيضاحات حول تصريحات كان قد أدلى بها حسن نوروزي، عضو اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني.

وفي الوقت نفسه، غرد نائب رئيس الوزراء الأوكراني، فاديم بريستايكو، أول من أمس الأحد، بأن تصريحات البرلماني الإيراني حول إطلاق صاروخ الحرس الثوري الإيراني على هذه الطائرة تمثل "عدم احترام مطلق لحياة الضحايا"، ودعا إلى توضيح فوري من الحكومة الإيرانية.

وكان نوروزي قد قال لصحيفة "همدلي": "لقد تم تحديد أهداف خاصة لهذه الطائرة في إيران، وأعتقد أن القوات العسكرية قامت بواجبها بشكل جيد.. لذلك لن يكون هناك توبيخ أو اعتقال في هذا الصدد".

وأضاف وزير الخارجية الأوكراني: "مثلما هو الحال في بلدنا، قد يقول المشرعون ما يحلو لهم  داخل البلاد للحصول على ترقية، أو الاعتماد على الحقائق أو التلاعب بها.. علينا الاعتماد على المعلومات الرسمية".

وأشار إلى أن الاستنتاج سيتم بعد تلقي معلومات رسمية من إيران.

وقال كوليبا: "لكننا لن نسمح لإيران بالتنصل من المسؤولية عن المأساة التي وقعت.. سنعمل معهم لتسليم الصندوقين الأسودين حتى يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن معايير المسؤولية القانونية عما حدث"، مشيرًا إلى أن بلاده لا تعمل وحدها في هذا الصدد، ولكن أيضًا مع الشركاء الدوليين، وخاصة كندا.

يذكر أن المنظمة القضائية في القوات المسلحة الإيرانية، أعلنت، أمس الاثنين، بعد يوم واحد من نشر تصريحات نوروزي، عن رفضها لهذه التصريحات، وقدمت دعوى قضائية ضده بسبب هذه التصريحات.

من جانبه، وصف شكر الله بهرامي، رئيس المنظمة القضائية، تصريحات النائب بأنها "مخالفة للحقيقة والوثائق المتاحة"، وقال إن هذه القضية شهدت حتى الآن استدعاء بعض الأشخاص كمتهمين، وهناك متهم واحد لا يزال رهن الاحتجاز".

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين عسكريين وحكوميين إيرانيين كبارا وصفوا إطلاق صاروخ من الحرس الثوري على الطائرة الأوكرانية يوم 8 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي بأنه "خطأ بشري".

وبعد ثلاثة أيام من الإعلان عن أسباب أخرى للحادث، أصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بيانًا يوم 11 يناير (كانون الثاني) يؤكد أن طائرة أوكرانية تقل 176 راكبًا وطاقمًا أصيبت بصاروخ دفاعات الحرس الثوري.

وكان على متن هذه الطائرة، بالإضافة إلى المواطنين الإيرانيين، مواطنون من بريطانيا وكندا والسويد وأوكرانيا وألمانيا وأفغانستان.