أفادت مصادر قضائية وحقوقية، اليوم الأحد 7 يوليو (تموز)، بإطلاق سراح سخي ريجي، وهو مدون وسجين سياسي بلوشي، کان قد تم نفيه إلى سجن الأهواز، ثم أُطلق سراحه من سجن الأهواز الکبیر، أمس السبت، بعد قضاء 10 سنوات في السجن.

يذكر أنه، قبل أكثر من عشر سنوات، وتحديدًا في 18 يونيو (حزیران) 2009، تم اعتقال سخي ريجي، عندما كان يبلغ من العمر 31 عامًا، في زاهدان، وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا في المنفى بتهمة "نشر الأكاذيب، والعمل ضد الأمن القومي"، في محاكمة لم يتم الإعلان عن تفاصيلها.

وکان سخي ريجي ینشر في مدونته أخبار سيستان-بلوشستان، ووجهات نظره، وحالة السجناء البلوش. وقبل عامين، في رسالة من السجن، أكد أن عقوبة السجن، لمدة عشرين عامًا، صدرت له فقط بسبب تعلیق شخص مجهول.

وكتب في رسالته: "استشهد المحققون بتعليق شخص مجهول، وأنا غير متأكد من أن أحدًا آخر، غير المحققین، قد قرأه، وكان التعلیق نسخة من المواد التي ظهرت بالفعل على صفحات أخرى، وبعد ذلك، تعرضت لأشد أنواع التعذیب لأقول لهم من هو المعلق، وكنت مستعدًا للاعتراف بكل جرائم المدينة لوقف التعذيب، لكنني لم أکن أعرف من هو المعلق. لقد وجهوا لي تهمة الحرابة وكشف وثائق سرية، وفي النهاية حُكم علي بالسجن لمدة 20 عامًا في المنفى، في الأهواز، بسبب امتلاكي لهذه المدونة البسیطة".

وكان موقع نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، قد أكد في السابق على أن "النشطاء المدنيين في المنطقة، الذين كانوا أكثر وعيًا بطبيعة القضية، قد أعلنوا، وقت إلقاء القبض على سخي ريجي، أن "الاعتقال والعقوبة الشديدة کانت بسبب تشابه اللقب مع عبد الملك ريجي، والتهم ليست ذات صلة بأي شكل من الأشكال بأنشطة هذا المدون".

وفي هذا السياق، قال المدعي العام في زاهدان محمد مرزيه، أثناء اعتقال سخي ريجي: "أدين سعيد ريجي، المعروف باسم سعيد بلوش، بالنفي والسجن بسبب أنشطة سیبرانیة لتعزيز أهداف جماعة عبد الملك الإرهابية وتضلیل الرأي العام".

كما أشار محمد مرزية، على وجه الخصوص، إلى نشر مقالات حول اعتقال وإعدام يعقوب مهرنهاد، المدون البلوشي الذي أُعدم، علی أن نشر هذه المقالات هو التهمة الرئيسية لسخي ريجي، قائلاً: "قبل إعدام يعقوب مهرنهاد، كان سخي ريجي قد نشر محتوى موسعًا على مدونته، لتضلیل الرأي العام حیال إعدام المتهم مهرنهاد".

وفي شتاء عام 2018، بينما قضى سخي ريجي عامه التاسع في السجن، خفضت محكمة الاستئناف عقوبته البالغة 20 عامًا في المنفى إلى 10 سنوات. لكن المحكمة ألغت الحكم، فأضرب هذا السجين السياسي عن الطعام، في يونیو (حزیران) 2018، احتجاجًا على عدم موافقة السلطات القضائية على إجازته أو الإفراج المشروط عنه.

وعلى الرغم من أنه كان يستحق الإجازة والإفراج المشروط، إلا أنه حرم من الحق في أي إجازة أو إخلاء سبيل. ونسبت وسائل الإعلام جزءًا من هذه الاعتراضات إلى مكتب استخبارات سيستان-بلوشستان والسلطات المحلية في المحافظة.

وأخيرًا، تم إطلاق سراح سخي ريجي، يوم 6 يوليو (تموز) 2019، بعد قضاء "10 سنوات في المنفى دون إجازة"، من سجن الأهواز المركزي، وتوجه مساء السبت إلى مسقط رأسه زاهدان.