أقيمت صلاة الجمعة، اليوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) في مختلف المدن الإيرانية، بإمامة نواب المرشد خامنئي. وكانت المحاور الأبرز لخطب أئمة الجمعة هي: العقوبات الأميركية، وتصريحات ظريف حول غسل الأموال، وإعدام اثنين ممن اتهمتهما السلطة القضائية بـ"الإفساد في الأرض".

وقد قال خطيب جمعة طهران المؤقت، محمد إمامي كاشاني، بعد تقديم "الشكر والتقدير" للسلطة القضائية، لـ"ملاحقتها المفسدين الاقتصاديين": "لا يقتصر الفساد على رفع السيف وقتل الأشخاص، بل يشمل أيضًا نهب الأموال والإخلال بالنظام الاقتصادي".

كما انتقد إمامي كاشاني الولايات المتحدة، قائلاً: "لم يكن أي رئيس أميركي أبشع من ترامب، وينبغي ترك هذا الحكم للعالم".

وقال إمام جمعة مشهد، أحمد علم الهدى، إن عمليات الإعدام الأخيرة "جاءت بالأمل والأمن للشعب"، ودعا علم الهدى السلطة القضائية إلى "مقاضاة المديرين الذين يهيئون للفساد" على الأقل.

وقد أشار علم الهدى، العضو في مجلس خبراء القيادة، إلى أن "التوجيه الغيبي من قبل إمام الزمان قد أوصل ثورتنا إلى هنا"، مضيفًا أن العقوبات الأميركية قد فشلت.

ووفقًا لمزاعم علم الهدي، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها التأثير على إيران- باعتراف محلليها- هي "إقناع المرشد الإيراني بالتفاوض"، لكن مرشد إيران "لا يمكن أن ينساق إلى التفاوض، لأنه عمل بذكاء سواء في الداخل الإيراني أو مع المجتمع الدولي، وليس من السهل أن يُستدرج إلى الفخ".

وأضاف علم الهدى أن تصريحات المسؤولين الأميركيين تشير إلى أن خامنئي "تمت الموافقة عليه من قبل إمام الزمان".

وانتقد إمام جمعة قم، محمد سعيدي، تصريحات محمد جواد ظريف، عن غسل الأموال في إيران، وقال: "من المتوقع أن يتحدث مسؤولو وزارة الخارجية في تصريحاتهم عن مواقف الكرامة والحكمة والمصلحة، بطريقة لا تروق للكيانات الأجنبية، ولذا فإن كلام وزير الخارجية حول غسل الأموال لم يكن مدروسًا".

وفي تبريز، قال محمد علي آل هاشم، في إشارة إلى العقوبات الأميركية على إيران: "الشعب الإيراني المسلم البطل مصمم على هزيمة الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من العقوبات، وعلى حد قول المرشد الأعلى، سيصفع الأميركيين صفعة أخرى".

وأضاف إمام تبريز أيضًا أن "عدم اهتمام الشعب الإيراني بدعوة الولايات المتحدة للاضطرابات الداخلية، والاستقرار النسبي لسعر العملة في السوق"، يشيران إلى "فشل الجولة الأولى من سيناريو البيت الأبيض".

ووفقًا لما قاله آلِ هاشم، ومن خلال النظر لنتائج الانتخابات الأميركية النصفية، فإن "سياسة الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه إيران، تظهر أنه ليس لها أي تأثير على العقوبات ضد بلادنا".

وانتقد إمام جمعة كرج، محمد مهدي حسيني همداني، تصريحات محمد جواد ظريف، مشيرًا إلى أنه "في نفس الوقت الذي تزعم فيه وزارة الخزانة الأميركية أن النظام الاقتصادي الإيراني يقوم بغسل الأموال للالتفاف على العقوبات"، فإن "وزير خارجيتنا يكمل الطريق إلى الأعداء".

وأضاف حسيني همداني: "لقد اتهم ظريف البلاد بغسل الأموال دون وثيقة أو دليل، وهو ما يعد وثيقة رسمية للعدو، مما جعل العدو سعيدًا".

وقال حسيني، مخاطبًا وزير الخارجية: "سيدي، نحن لا نتوقع منك خیرًا، فلا تجلب لنا الشرّ، ما هذه اللعبة: بين الحين والآخر، تتفلسف على الشعب بالدبلوماسية والسياسة، لماذا تجلس على الغصن وتقطع الجذور؟".