استدعت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأحد 12 يناير (كانون الثاني)، السفير البريطاني في طهران، روبرت ماكير، لقيامه بالمشاركة في مراسم تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية، وبسبب ما وصفته الخارجية الإيرانية بأنه سلوك "غير متعارف عليه".

وكتبت وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، أن السفير البريطاني في طهران "تم استدعاؤه من قبل مساعد وزير الخارجية والمدير العام لدائرة أوروبا في الوزارة، بسبب سلوكه غير المألوف، والمشاركة في التجمعات غير القانونية، وتم إبلاغ السفير والحكومة البريطانية بالاحتجاج الرسمي للجمهورية الإسلامية" بهذا الخصوص.

وكان السفير البريطاني لدى إيران قد أكد سابقا خبر اعتقاله أثناء مشاركته في مراسم تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية، مضيفًا أن اعتقال الدبلوماسيين في أي بلد إجراء "غير قانوني".

وأضافت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أنه خلال استدعاء السفير البريطاني تم تذكيره بأن "مشاركة السفراء الأجانب في التجمعات غير القانونية لا يتناسب أبدًا مع مسؤولياتهم كممثلين سياسيين عن بلدانهم".

وفي السياق نفسه، أوضح روبرت ماكير على صفحته في "تويتر": "أوكد أنني لم أشارك في أي مظاهرة! لقد ذهبت إلى مراسم تأبين ضحايا طائرة بي إس 752".

وأضاف: "من الطبيعي أن أرغب في تقديم التحية، بعض الضحايا كانوا بريطانيين. غادرت بعد 5 دقائق، عندما بدأ البعض ترديد الهتافات".

وتابع أنه "تم اعتقالي بعد نصف ساعة من مغادرة المكان".

وأعلن وزير خارجية بريطانيا، دومينك راب، أن إلقاء القبض على سفير البلاد في إيران يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

ومن جانبه، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن قلقه إزاء إلقاء القبض على السفير البريطاني في طهران، داعيًا السلطات الإيرانية إلى "خفض التصعيد" والاحترام الكامل لاتفاقية فيينا.

وردًا على انتقاد الاتحاد الأوروبي على هذا الإجراء، غرد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على صفحته في "تويتر" بأنه "لم يتم إلقاء القبض على السفير، بل تم اعتقاله من تجمع غير قانوني، وبعد اتصال هاتفي أجرته الشرطة معي، تم إطلاق سراحه، بعد 15 دقيقة من الاعتقال".

وكانت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية قد أعلنت أمس السبت اعتقال السفير البريطاني لدى إيران، موضحة أن السفير البريطاني شارك في تجمعات المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية أمام جامعة أمير كبير.

يشار إلى أن الكثير من المشاركين في الاحتجاجات المذكورة التي اندلعت أمس السبت قاموا بتأبين قتلى ركاب الطائرة، حيث قاموا بالجلوس على أرضية الشوارع وأضاءوا الشموع وحملوا صور ضحايا الطائرة.

وواجهت هذه التجمعات تعاملا أمنيًا مشددًا، كما شهدت استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين، واعتقال عدد من المواطنين الإيرانيين.