"الإيكونوميست": يجب أن تدفع إيران ثمن هجومها على السعودية
نشرت مجلة "الإيكونوميست"، تقريرًا تحليليًا، اليوم السبت 21 سبتمبر (أيلول)، جاء فيه: "يتعين على جمهورية إيران الإسلامية دفع ثمن الهجوم الذي وقع مؤخرًا على منشآت النفط السعودية، وإلا ستشهد منطقة الشرق الأوسط حوادث مماثلة، وفي النهاية ستحدث الحرب".
كما أشارت مجلة "الإيكونوميست"، في عددها الأخیر، إلى التوترات الناجمة عن الهجوم على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وكتبت: "ما دامت إيران لا تدرك أن الاعتداء له ثمن، فسوف تلجأ إلى القوة مرة أخرى، وهذا سیؤدي إلی الحرب عاجلاً أم آجلاً".
يذكر أن طائرات مسیرة استهدفت مجمعًا ضخمًا للتكرير في محافظة بقيق، يوم السبت الماضي، بالإضافة إلى حقل نفطي رئيسي في محافظة خریص في المملكة العربية السعودية.
وقد أعلنت الميليشيات الحوثية في اليمن، على الفور، مسؤوليتها عن الهجمات، لكن السعودية والولايات المتحدة شككت في قوة الحوثيين، نظرًا لدقة الضربات وأضرارها، حيث تُلقي الولايات المتحدة باللوم على إيران مباشرة في الهجوم، وقالت السعودية إن الأسلحة المستخدمة في الهجوم كانت إيرانية الصنع.
وكتبت "الإيكونوميست" أيضًا أنه إذا تبين أن الحرس الثوري هو من قام بالهجمات الأخيرة، فإنه "يجب أن يتحمل عواقبها المباشرة".
ويشير تحليل "الإيكونوميست" إلى أن "استخدام القوة ضد إيران هو الطريقة الوحيدة لكي تعود إيران إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد".
ووفقًا لهذه المجلة التي تصدر في لندن: "إذا كان من المقرر أن تصل المحادثات النووية إلی نقطة ما، فيتعين على إيران أن تدفع ثمن (الهجوم) علی بقیق... إذا رأی المتشددون في إیران أن الولايات المتحدة نمر ورقي، فسوف یستنتجون أن إيران لیست بحاجة إلى تقدیم تنازلات، بل علی العکس من ذلك، سيقولون إن بلدهم يمكن أن تضغط على أميركا من خلال تسريع برنامجها النووي. لذلك يجب على الولايات المتحدة وحلفائها إقناع إيران بأنها لا تستطیع بلوغ أهدافها من خلال اللجوء إلى العنف".
وفي تقریرها تحت عنوان "بقیق صندوق متفجرات"، صرحت "الإيکونومیست": "لا أحد يريد الحرب في الشرق الأوسط. لهذا السبب يجب الرد على العدوان الإيراني بقوة".
وأکدت هذه المجلة أن "صراعًا آخر في الشرق الأوسط يُلقي بظلاله على كل شيء"، وكتبت: "إن هذا الموضوع یضعنا في مأزق. عندما تکون إیران في مأمن من أي رد، فإنها ستشن هجومًا أكثر صرامة ضد أي رد فعل مضاد".
وفي إشارة إلى الهجوم على ناقلات النفط في الإمارات العربية المتحدة، في مايو (أيار) من هذا العام، وعلاقته بإيران، وما تلاه من إسقاط الطائرة الأميرکیة المسیرة من قبل الحرس الثوري، أوضحت "الإيكونوميست" أن تقاعس الحكومات الغربية عن تصرفات إيران قد مهد الطريق للهجوم على المنشآت النفطیة السعودیة.
ووصفت مجلة "الإيكونوميست" عدم التعامل مع إيران بأنه "تكلفة ضبط النفس الغربي الأخير"، مضيفةً: "كان السيد ترامب مستعدًا للانتقام من الاعتداء الأخير (إسقاط الطائرة المسیرة)، وفي ذلك الوقت أیضًا تراجع في اللحظة الأخيرة".
وکانت إشارة "الإيكونوميست" إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة إيران، بعد سقوط طائرة أميركية دون طيار، في يونيو (حزيران)، والتي تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة.
إلى ذلك، يشير التقرير إلى استعداد ترامب الأخير لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الهجوم علی منشآت بقیق وخریص، مضيفًا: "في طهران، ينتظرون معرفة ما إذا كان (ترامب) ينفذ (تهدیداته) أم يتحدث فقط".
وقد اقترح التقرير القیام بهجمات إلكترونية "سرية"، وكذلك القيام بـ"غارات جوية" على مواقع الحرس الثوري الإيراني في إيران وسوريا.