البرلمان الإيراني يستدعي ظريف.. والمدعي العام في طهران يرفع دعوى لنشر الملف الصوتي
أعلن مكتب المدعي العام في طهران عن رفع دعوى قضائية، ردًا على نشر مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فيما استدعت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني الوزير لسماع أقواله، فيما تضمنه الملف الصوتي الذي تم تسريبه على قناة "إيران إنترناشيونال".
ونشرت وكالة "فارس" للأنباء بيانا من مكتب المدعي العام في طهران، اليوم الثلاثاء 27 أبريل (نيسان) جاء فيه أن "الاتهام الرئيسي في هذه القضية هو إتاحة المعلومات السرية للبلاد لأفراد غير مؤهلين".
وشدد البيان على "الملاحقة الجنائية للمسؤولين عن الحادث ومن تعان معهم"، مضيفا أنه "تم إصدار الأوامر اللازمة للأجهزة الأمنية لتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة وكيفية وقوعها".
يذكر أن نشر تسجيل صوتي لمقابلة محمد جواد ظريف مع سعيد ليلاز، الصحفي المقرب من حكومة حسن روحاني، على قناة "إيران إنترناشيونال" أثار ردود فعل واسعة في مجال السياسة الإيرانية، وطالب عدد من أعضاء البرلمان الإيراني باستدعاء ظريف.
ووصفت الخارجية الإيرانية المحادثة التي جرت تحت رعاية المركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية بـ"السرية"، وزعم متحدث حكومي أن الملف الصوتي للمحادثة "سُرق" وأن وزارة الاستخبارات تتابع هذه القضية.
وفي هذه المقابلة، وجه محمد جواد ظريف انتقادات غير مسبوقة لهيمنة العسكر على سياسة إيران الخارجية، قائلًا إن بعض هذه السياسات، بما في ذلك تلك المتعلقة بسوريا، كانت بسبب "إرادة روسيا".
وقال إن الحكومة الإيرانية فضلت "الميدان"، أي مجال نشاط الحرس الثوري، على "الدبلوماسية"، واتهم قاسم سليماني، قائد "ميدان" النظام، بالإضرار بدبلوماسية حكومة روحاني.
كما اتهم ظريف، قاسم سليماني بالتعاون مع موسكو في جهود الحكومة الروسية "لتدمير" إنجازات إدارة روحاني في مجال الاتفاق النووي.
في غضون ذلك، أعلنت وكالة أنباء "إيسنا"، اليوم الثلاثاء، عن قرار لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني استدعاء ظريف.
ونقلت "إيسنا" عن أبو الفضل عمويي، المتحدث باسم اللجنة قوله إنه أرسل رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني يطلب فيها منه حضور الاجتماع الأول للجنة.
واليوم أيضا رد قائد الحرس الثوري، إسماعيل كوثري، على تصريحات محمد جواد ظريف، وأوصى وزير الخارجية بالذهاب إلى "الميدان" ومعرفة ما يحدث هناك.
وقال السيد كوثري: "الكلام لا فائدة منه، للأسف يعتبر الجميع أنفسهم خبراء، لكن ماذا في الواقع؟ يبقى أن نرى ما سيقوله الروس أو القوات السورية نفسها. نحن ذهبنا إلى سوريا نيابة عن لجنة الأمن القومي ورأينا التطورات عن كثب، أدركنا أن القائد وصانع القرار في الميدان لم يكن سوى فيلق القدس... لكن البعض ممن يريدون، للأسف، مصادرة جهود المقاتلين لصالح الآخرين، يجب عليهم أن يستغفروا ".
هذا وقد وصف العديد من المحللين هذه التصريحات بأنها علامة على "ازدواجية السيادة" في إيران وتصعيد التوترات، لكن علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نفى هذه المزاعم.
وقد حاول شمخاني أن يظهر على صفحته على "تويتر"، أنه لا يوجد تعارض بين "الميدان" و"الدبلوماسية"؛ وكتب أن "السياسات المحددة للنظام في الميدان والدبلوماسية كانت ومازالت نتيجة حوارات مقنعة وخفية عن العيون المسمومة للمعارضين والأعداء".