تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

الحرس الثوري إرهابيا.. استراتيجية أميركية مزدوجة الهدف

 

الحرس الثوري هو المؤسسة العسكرية الرئيسية في الجمهورية الإسلامية. ولو لم يكن الجيش موازيًا، لأمكن اعتبار الحرس الثوري الإيراني هو المؤسسة العسكرية الوحيدة في إيران، ومسؤوليته تشبه مسؤولية أي جيش في العالم.

الآن، وضعت الحكومة الأميركية الحرس الثوري في قائمة التنظيمات الإرهابية، إلى جانب تنظيمات مثل داعش. بعبارة أخرى، نفّذت حكومة ترامب كل شيء تحدثت عنه حتى الآن، للضغط على الجمهورية الإسلامية، ونفّذ ترامب تهديداته الأخيرة أيضًا.

ما أهداف الحكومة الأميركية من هذا العمل الجديد؟ وما عواقبه؟ لماذا لم تطبق الولايات المتحدة مثل هذا العمل على جيش الجمهورية الإسلامية؟

 

الفارق بين الجيش والحرس الثوري الإيرانيين

قلنا إن الجيش والحرس الثوري كيانان موازيان في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية. تتمثل المهمة الموكلة للجيش وفقًا للمادة 143 من الدستور في "حماية استقلال ووحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية". لكن وفقًا للمادة 150 من الدستور، فإن واجب الحرس الثوري الإيراني هو "حماية الثورة الإسلامية وإنجازاتها".

وبناءً على ذلك، يحدد الدستور واجب الجيش في الدفاع عن "النظام"، وواجب الحرس الثوري في حماية "الثورة".. بشكل أكثر وضوحًا، يقع على عاتق الجيش واجب الدفاع عن "النظام"، والذي هو مثل أي نظام سياسي آخر، يُعرف داخل منطقة جغرافية معينة، لكن على الحرس الثوري واجب الدفاع عن "الثورة"، والتي، مثلها مثل كل الثورات، هي رمز لنوع من "الآيديولوجيا"، و"الفكر" و"الطموح". من الواضح أن الآيديولوجيا لا تعرف الحدود. كل الثورات تعتبر نفسها عالمية، لأنها تعرض نوعًا من الآيديولوجيا، وليس للآيديولوجيا حدود.

بهذا التوضيح، يُفهم الفارق الجوهري بين الحرس الثوري والجيش جيدًا. يظهر هذا الاختلاف بوضوح في تسمية هاتين المؤسستين العسكريتين. الأول هو جيش [نظام] الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والآخر حرس الثورة الإسلامية حيث لا يذكر فیها حتى كلمة "إيران".

من هذا الموقف الآيديولوجي بالتحديد، يكون للحرس الثوري ذراع داخلية (الباسيج) وذراع خارجية (فيلق القدس). من تسمية هذا الفيلق أي "القدس"، يتضح الجذر الآيديولوجي.. في خارج البلاد، قاد "فيلق القدس" تيارات في زوايا من دول المنطقة. كما أسس الباسيج الآن فرعه الأجنبي باسم "الحشد الشعبي"، وهو يعني بالضبط التعبئة الشعبية في العراق.

 

استراتيجية الولايات المتحدة ذات الغرض المزدوج 

قلنا إن على الحرس الثوري واجب الدفاع عن آيديولوجيا الثورة الإسلامية، وهي آيديولوجيا لا تعرف الحدود. ومع ذلك، ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يميز الحرس الثوري عن الجيش على مدار الأربعين سنة الماضية. لا يمكن ذكر أي من القطاعات مثل الاقتصاد والثقافة والرياضة والمصارف والصناعة و ... دون أن ترى وجودًا للحرس الثوري. لا يمكن أن تجد مثل هذا التجذر للجيش في النظام على الإطلاق. من هنا يُمكن فهم استراتيجية الولايات المتحدة ذات الغرض المزدوج في إدراج اسم الحرس الثوري على قائمة الإرهاب. فمن ناحية لضرب اقتصاد الحرس الثوري، ومن ناحية للحد من وجوده خارج الحدود.

أما النقطة الأساسية فهي عندما نعرف أن الحرس الثوري متجذر في الصناعة والجمعيات والمؤسسات المالية والنقدية، فمن المحتم أن اعتبار الحرس الثوري تنظيمًا إرهابيًا يعني اعتبار هذه المؤسسات والجمعيات إرهابية أيضًا.

وكمثال واحد من مئات الأمثلة، في أعقاب الحركة الخضراء في عام 2009، اشترى الحرس الثوري أكثر من نصف أسهم شركة الاتصالات الإيرانية. وقد أثار هذا الخبر كثيرًا من المخاوف من أن هذا الأمر من شأنه أن يعرّض أمن اتصالات المواطنين للخطر. ومع ذلك، فمع إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب الآن ستقوم الولايات المتحدة باعتبار هذه الشركة إرهابية، ونتيجة لذلك، يمكن أن تقع تحت عقوبات الولايات المتحدة، وهذا المثال يصدق على المؤسسات الأخرى التي یساهم فیها الحرس الثوري.

مع هذا الشرح، فإن استراتيجية الولايات المتحدة ذات الغرض المزدوج هي ممارسة أقصى ضغط ممكن على الاقتصاد الخاضع للعقوبات من جهة، وملاحقة الحرس الثوري وراء الحدود من جهة ثانية.

بالإضافة إلى ذلك، ستسمح الولايات المتحدة لنفسها بمعاملة كافة أعضاء الحرس الثوري الإسلامي مثل إرهابيي داعش، وتقوم بملاحقتهم. وبناءً على ذلك ستشكل الاستراتيجية الأميركية ذات الغرض المزدوج تحديًا كبيرًا لمرشد الجمهورية الإسلامية، الذي ليست لديه آلية لمواجهة ذلك.

 

نتيجة الخطوة الأميركية

يجب تفسير الاستراتيجية التي تبنتها حكومة ترامب في سياق "أفعال الإيذاء" التي بدأت منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والتي انتهت الآن باعتبار الحرس الثوري تنظيمًا إرهابيًا. ومع ذلك، فإن ما فعلته حكومة الولايات المتحدة بالفعل يجب أن ينظر إليه في سياق خلق المشاكل من خلال "القوة الناعمة"، إذ إن ترامب لم يهدد أبدًا باستخدام قوته الصلبة.

وبالنظر إلى افتقار إيران إلى قدرات الرد بالمثل (أي: فرض عقوبات على أميركا)، فإن طريقة طهران في مواجهة الولايات المتحدة يمكن أن تكون من خلال القوة الصلبة واللجوء إلى العنف ضد أميركا، فمع تهديدات قائد الحرس الثوري بمهاجمة القوات الأميركية، يبدو أن طهران الآن في الطريق الذي يريده ترامب، أي اللجوء إلى الحرب.

بهذا الوصف، يمكن القول إنه بعد ردود الفعل التي أججتها خطوة الولايات المتحدة، فقد اقترب الطرفان خطوة أخرى من الحرب.

 

محلل سياسي ودبلوماسي سابق
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More