المرشد الإيراني: لا يهم من سيصبح رئيسًا للولايات المتحدة.. وسياستنا "واضحة"
أشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أنه "لا يهم" من سيصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة، وأن سياسة الجمهورية الإسلامية في هذا الصدد "واضحة".
جاء ذلك، أثناء حديث المرشد الإيراني في برنامج تلفزيوني، صباح اليوم الثلاثاء، حيث قال: "بالتأكيد ستكون هناك تغيرات مع مجيء بعض الأشخاص، لكن هذه التغيرات لا علاقة لها بنا ولا علاقة لنا بها".
وأعرب خامنئي عن دعمه لاحتلال السفارة الأميركية عام 1979، والتي كانت بداية التوترات بين البلدين على مدى العقود الأربعة الماضية، وتوقع أن أميركا "لن تدوم طويلا"، و"ستدمر".
يذكر أنه في السنوات الأخيرة، أشار المرشد الإيراني، مرارًا وتكرارًا، إلى تدمير الولايات المتحدة وإسرائيل في المستقبل، وقد كتب مؤيدوه وترجموا العديد من الكتب والمقالات في هذا المجال؛ الأمر الذي يثير انتقادات واسعة.
وكانت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة قد زادت توترًا بعد انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه، خلال رئاسة باراك أوباما.
ومن جانبه، انتقد الرئيس الأميركي مرارًا سياسات إيران في المنطقة، ودعمها للميليشيات الشيعية في دول الشرق الأوسط الأخرى، وبرامجها الصاروخية، ووصف ذلك بأنه انتهاك لروح الاتفاق النووي.
وقد وصف دونالد ترامب الاتفاق النووي بأنه أسوأ صفقة ممكنة، وبانسحابه من هذا الاتفاق انتهج سياسة "الضغط الأقصى" من خلال فرض عقوبات شديدة على النظام الإيراني لإجباره على التفاوض.
وصرح ترامب مرارًا وتكرارًا بأنه على استعداد للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة، لكن المسؤولين الإيرانيين رفضوا هذا العرض.
إلى جانب هذه السياسة، أعربت إدارة دونالد ترامب عن دعمها لـ"الشعب الإيراني" ضد النظام، واعتبرت نفسها داعمة لـ"صوت الإيرانيين".
وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت تكهنات بأن النظام الإيراني يرغب في فوز جو بايدن في الانتخابات.
وشدد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية، أمس الاثنين، على أن "تصريحات بايدن واعدة أكثر، ومع ذلك، علينا أن ننتظر ونرى."
وقال، في الوقت ذاته، إن "إيران ليست مستعدة لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي إذا فاز السيد بايدن".
وفي جزء آخر من خطابه، اليوم الثلاثاء، انتقد المرشد خامنئي بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً: ما كان عليه أن "يدعم" رسم كاريكاتير نبي الإسلام.
وكان الرئيس الفرنسي قد أوضح، في وقت سابق، أنه دافع عن حق عرض الرسوم على أساس تقليد بلاده في حرية التعبير.
كما وصف المرشد نشر الرسوم الكاريكاتيرية بـ"الجريمة"، و"الخطأ"، و"العمل التنظيمي"، دون تعليق صريح على مقتل المدرس الفرنسي لعرضه رسماً كاريكاتيريًا مسيئًا لنبي الإسلام.
يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة، تم قطع رأس صمويل باتي، مدرس التاريخ البالغ من العمر 47 عامًا، خارج المدرسة على يد متطرف شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا يُدعى عبد الله إنروف، بعد أيام قليلة من عرض المدرس رسومًا مسيئة لنبي الإسلام.
وفي هجوم آخر بمدينة نيس الفرنسية تم قتل 3 مدنيين في كنيسة نوتردام على يد متطرف تونسي كان ينادي "الله أكبر".
كما لقي 3 أشخاص مصرعهم، مساء أمس الاثنين، في سلسلة من الهجمات في مدينة فيينا، والتي تعتبر مرتبطة بأحداث فرنسا.
يذكر أن المرشد الإيراني لم يشر في خطابه اليوم إلى إدانة هذه الاعتداءات الدموية، واكتفى بانتقاد السلطات الفرنسية.