برلمانية إيرانية تهاجم النظام.. و"الاستبداد الصارخ"
قالت بروانه سلحشوري، النائبة عن طهران في البرلمان الإيراني، في خطاب مثير للجدل، اليوم الاثنين 9 دیسمبر (کانون الأول): "من مساوئ نظام الحكم في بلدنا: الاضطراب داخل المجتمع، وانعدام الثقة، ونقص الرصيد الاجتماعي، والانقسامات الطبقية"، مضيفةً أن "النظام الإيراني اتجه نحو المركزية. وأن هناك استبدادًا صارخًا في كل القطاعات، واستعراضًا للقوة من قبل المؤسسات الموازية".
وقد قوبل خطاب بروانه سلحشوري، نائبة طهران في البرلمان، بردود فعل من قبل بعض النواب، حيث صرخ حسين علي حاجي دليجاني، وعلي رضا سليمي، أثناء الاجتماع. وبعد ذلك بوقت قصير، طالب عبد الله سامري بإسكات ميكروفون هذه النائبة.
وعندما غادرت سلحشوري مجلس النواب، لحق بها نصر الله بجمانفر، النائب عن مشهد، وصاح: "لا أحد يستطيع أن يفعل ما يريد".
يشار إلى أن بروانه سلحشوري التي أعلنت، في وقت سابق، أنها لن تخوض الانتخابات المقبلة، انتقدت في خطابها أمام البرلمان، الیوم الاثنین، وجود هیاکل موازیة في البلد، قائلةً: "السيادة المزدوجة تفلت من المساءلة".
تجدر الإشارة إلى أن "السيادة المزدوجة" وصف يستخدمه المحللون السياسيون لوصف الهيكل السياسي في إيران، ويشیر المصطلح إلى وجود بنيتين سياسيتين: الحکومة القائمة، والمؤسسات التي يسيطر عليها المرشد.
كما أشارت بروانه سلحشوري، ضمنيًا، إلى المؤسسات التابعة لآية الله خامنئي، قائلةً: "لدينا هياكل وأجهزة ثنائية، وحتى هيئات متعددة، کلها تحکم؛ کم عدد الحكومات؟ وکم عدد الاستخبارات؟ وكم عدد الكيانات الموازية؟ وفي النهاية، فإن السيادة المزدوجة تنجو من المساءلة، وتدير البلاد من خلال لعبة (من كان؟ لم أكن أنا)".
وفي معرض إشارتها إلى احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي اندلعت في إيران، قالت سلحشوري إن "صناع ومتخذي القرار في البلاد، لا يعلمون ماذا يجري في الساحات".
وأضافت أنه إذا كان مسؤولو النظام الإيراني على علم بأوضاع المجتمع "لشاهدوا الفقر والأزمات التي يواجهها الشعب، ولما نفذوا السياسات الكلية على هذا النحو".
كما وصفت سلحشوري المحتجين بأنهم شباب "يبحثون عن فرص عمل وحياة إنسانية واجتماعية مواتية".
واعتبرت البرلمانية الإيرانية أن الأوضاع الحالية للنظام الإيراني "غير مناسبة"، وقالت إن من المشاكل الأخرى في المجتمع الإيراني، ظهور "طبقة حديثة"، ظهرت بسبب الاضطرابات والغضب الاجتماعي، وهذه الطبقة تحصل باستمرار على امتيازات من النظام.
وأكدت سلحشوري أن من تداعيات هذه الأوضاع غير المناسبة وجود "انقسام اجتماعي، وانعدام للثقة في المجتمع، وعدم وجود رصيد اجتماعي للنظام، وانقسام طبقي، وفجوة بين الجنسين".
وفي إشارة ضمنية إلى أؤلئك الذين قتلوا في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت سلحشوري: "بصفتي ممثلة الشعب (في البرلمان الإيراني)، لا يمكنني أن أستوعب قتل شباب وطني".
وكانت البرلمانية الإيرانية قد انتقدت، في وقت سابق، أيضًا أسلوب تعامل النظام مع المحتجين الإيرانيين، وكتبت على صفحتها في "تويتر": "لقد عبر الناس عن احتجاجاتهم، لكنهم (الأجهزة الأمنية) أجابوا الصغير والكبير بالرصاص والاعتقال".
يشار إلى أن المواقف التي اتخذتها البرلمانية سلحشوري قوبلت، خلال الأيام الأخيرة، بانتقادات واسعة، من قبل بعض وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري.
وفي سياق موازٍ، كانت البرلمانية الإيرانية، بروانة سلحشوري، قد أعلنت، أول من أمس السبت، أنها لن ترشح نفسها في الانتخابات البرلمانية القادمة، وذلك بسبب احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بالإضافة إلى "الهياكل التي تقيّد سلطة البرلمان".
وكتبت سلحشوري: "نظرًا للهياكل التقييدية لسلطة البرلمان، وتجاهل آراء ومطالب الشعب، والإجراءات غير المناسبة للرقابة الاستصوابية (الرقابة المسبقة التي تتيح لمجلس صيانة الدستور رفض أهلية آلاف المترشحين)، وأحداث نوفمبر (الماضي)، وعلى الرغم من كل مشاعري الدينية تجاه الشعب ومحبتهم، إلا أنني لم أستطع إقناع ضميري بالمشاركة في الانتخابات، فقررت عدم المشاركة".