بعد يوم واحد من انتقاد كيانوش جهان بور، المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، لإحصاءات الحكومة الصينية بشأن ضحايا كورونا، تراجع هذا المسؤول، وكتب في صفحته على "تويتر"، اليوم الاثنين 6 أبريل (نيسان): "إن حكومة وشعب إيران يقدران الحكومات والأمم التي وقفت بجانبهم، لا سيما في هذا الوباء العالمي، ولن تنسى الذاكرة التاريخية للإيرانيين الدعم الصيني في هذا الجزء من القصة".

وتابع في إشارة مباشرة إلى حكومة بكين: "إن دعم الصين للشعب الإيراني في هذه الأوقات الصعبة لا يُنسى"، مضيفًا: "لا ينبغي أن يكون الأجانب سعداء".

جاء هذا التراجع من قبل المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية بعد أن كان قد قال، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، أمس الأحد، عن إحصائيات الحكومة الصينية حول انتشار فيروس كورونا: "الصين قامت بمزحة مريرة مع العالم كله، في هذا المجال".

وكانت الصين قد قدرت عدد ضحايا فيروس كورونا على أراضيها بنحو 3300 شخص، لكن الأرقام غير الرسمية تظهر عددًا أكبر بكثير من الوفيات في الصين.

وفي الآونة الأخيرة ، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن عدد وفيات كورونا في الصين بلغ نحو 42000 شخص. كما وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتهامات للصين مرارًا وتكرارًا بتجاهل الطلبات بتقديم معلومات حول فيروس كورونا.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية أن "كثيرًا من الناس في جميع أنحاء العالم كانوا يعتقدون أن المرض يشبه الأنفلونزا وأن عدد وفياته أقل"، مضيفًا أن "كل هذا كان يستند إلى تقارير تأتي من الصين".

كما تساءل جهان بور عن ادعاءات المسؤولين الصينيين الحاليين بشأن احتواء كورونا، مؤكدًا: "إذا قيل في الصين إن وباءً تم احتواؤه خلال شهرين، فنحن بحاجة إلى التفكير أكثر في ذلك".

وأشار في صفحته على "تويتر" إلى أن "المناقشات العلمية لا يمكن ولا ينبغي أبدًا أن تختلط بالسياسة"، مضيفًا أن المعلومات الصينية حول كورونا تتعارض مع المعلومات التي تحصل عليها الآن وزارة الصحة الإيرانية، و"نحن نثق أكثر في نتائجنا".

يأتي انتقاد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية للصين، في وقت تُتهم فيه إيران نفسها بإخفاء إحصائيات كورونا، حيث قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية إن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بكورونا في إيران ربما يكون أعلى خمس مرات من الرقم الرسمي المعلن.

يشار إلى أن انتقادات وزارة الصحة الإيرانية أثارت رد فعل السفير الصيني في طهران واستنكاره، كما قوبلت بموجة من الهجوم من قبل نشطاء مقربين من النظام الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي.