"بي بي سي": القضاء الإيراني "يرهب" موظفينا بـ"العدالة الإلهية"
وصفت قناة "بي بي سي"، على طاولة مستديرة متخصصة، تشديد إجراءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد موظفي القسم الفارسي وأقربائهم، بأنه "تخويف وإرهاب".
ووفقًا لما قاله رحيم بور، أحد مقدمي برامج قناة "بي بي سي" الفارسية، أمس الجمعة مطلع مارس (آذار)، فقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانية أخيرًا، مقالات وصورًا لموظفي "بي بي سي" الفارسية، ووصفتهم فيها بأنهم "مجموعات مافياوية" إرهابية، وذلك على سبيل التخويف والإرهاب،
وأضاف رحيم بور، أن وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، حذرت في تقرير لها من أن "يد العدالة الإلهية ستظهر نفسها في سواعد الشعب الإيراني، وأنهم (موظفي بي بي سي) سوف يلقون جزاء أفعالهم".
وأشار رحيم بور إلى أن مثل هذه الأدبيات في الماضي کانت تستخدم لوصف القتل "خارج نطاق القضاء".
ومن جهة ثانية، قال موظفو "بي بي سي" في مقاطع فيديو، إن أبناءهم تعرضوا للتهديد بالقتل، ومنعوا من حضور مراسم تشييع آبائهم المتوفين، كما أن المخابرات الإيرانية تحاول باستمرار أن تزرع بينهم "جواسيس".
يذكر أن قناة "بي بي سي فارسي" (BBC Persian)، ومقرها لندن، تأسست عام 1940 على موجات الراديو القصيرة. والآن يحتوي هذا القسم على قناة تلفزيونية رقمية.
وبحسب الشبكة، يصل عدد جمهورها إلى 23 مليونًا، منهم نحو 13 مليونًا داخل إيران فقط.
وتقول إدارة "بي بي سي" إن موظفيها في القسم الفارسي وعائلاتهم يتعرضون للمضايقات، وهذا الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
ووفقًا لما ذكرته الشبكة، فإن سلوك النظام الإيراني قد تفاقم، لا سيما بعد الاضطرابات التي أعقبت انتخابات 2009، عند انتخاب أحمدي نجاد رئيسًا بشکل شابته علامات استفهام.
وفي عام 2017، أعلنت الحكومة الإيرانية اتهام 152 من موظفي قناة "بي بي سي" وأقاربهم بـ"العمل ضد الأمن القومي"، وحظرت ممتلكاتهم.
ووفقاً لاستطلاع رأي داخلي في شبكة "بي بي سي"، قال 86 من أصل 96، ممن أجريت معهم مقابلات، إنهم تعرضوا للمضايقات. فيما قال 45 من هؤلاء إن السلطات الإيرانية قامت باستجواب آبائهم.
وبحسب طارق کفالة، المسؤول عن مراقبة الأقسام الخارجية في "بي بي سي"، فإن "شعبية" القناة بين الإيرانيين تسببت في غضب المسؤولين الحكوميين.
إلى ذلك، تقدمت "بي بي سي"، بشكوى، في السنوات الأخيرة، إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمقررين الخاصين المعنيين بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية. وفي أعقاب هذه الخطوة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومة الإيرانية إلى التوقف عن مضايقة موظفي قناة "بي بي سي" الناطقة بالفارسية.