أفاد تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية اليوم الأحد 22 ديسمبر (كانون الأول) بأن السلطات الإيرانية تشن حملة ترهيب ضد الصحافيين والعاملين في قناة "إيران إنترناشيونال"، ومقرها لندن، وقامت بتجميد أموالهم وممتلكاتهم، واستجواب أقاربهم داخل إيران، وهددت باختطافهم من شوارع بريطانيا إذا لم يتركوا وظائفهم في القناة.

ووصفت وزارة الاستخبارات الإيرانية العاملين في قناة "إيران إنترناشيونال"، الإخبارية الناطقة بالفارسيّة، بأنهم أعداء النظام، وذلك بسبب ما كشفوا عنه من مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في إيران الشهر الماضي.

يذكر أن "إيران إنترناشيونال" بثت مقاطع فيديو للاحتجاجات التي وقعت بسبب ارتفاع أسعار البنزين، منتصف الشهر الماضي، ما أسفر عن أكثر من 200 قتيل، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها سلطات طهران للتشويش على إشارة القناة، فقد استطاعت الوصول على مدى 24 ساعة في اليوم، إلى 20 مليون مشاهد داخل إيران، ممن يستخدمون الأطباق اللاقطة غير المسموح بها في القوانين الإيرانية.

وقال صادق صبا، رئيس تحرير الأخبار في قناة "إيران إنترناشيونال" والمدير السابق لشبكة "بي بي سي الفارسية"، إن النظام الإيراني "يحاول بشدة إسكات القناة" واستهداف ما لا يقل عن 12 من صحافييها، مضيفًا: "إنهم خائفون. لكننا لن نستسلم. لدينا وظيفة يجب القيام بها".

وفي السياق نفسه، قال الاتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا إن "العاملين في إيران إنترناشيونال تعرضوا للمضايقات من قبل النظام الإيراني"، مضيفًا: "إن أقارب وأصدقاء أسر صحافيي القناة في إيران يتعرضون من قبل الحكومة الإيرانية للترهيب ليتخلي الصحافيون عن وظائفهم، والعودة إلى إيران، أو يواجهوا الخطف من الشوارع في لندن".

وقال مجتبى بور محسن (40 عامًا)، وهو محلل في القناة ومدير سابق لصحيفة بمدينة مشهد، إن والده البالغ من العمر 75 عامًا وأخته الصغرى، التي تعمل مدرسة، قد تم استدعاؤهما للاستجواب.. "طلبوا منهما أن يخبراني بضرورة الاستقالة في غضون أسبوع والعودة إلى طهران. قالوا إنه إذا لم أفعل ذلك، فسوف يذهبون إلى لندن ويعيدونني إلى إيران".

يذكر أن بور محسن، سجين سياسي سابق، هرب إلى المملكة المتحدة من إيران في أغسطس (آب) الماضي، مع زوجته. وقد اشتد الضغط على أسرته بعد أن قدم تحليلات على الهواء حول الاحتجاجات. ويتابع بور محسن: "قال لهم أبي إنه لا يستطيع أن يخبرني بما يجب فعله"، مضيفا: "أشعر بالذنب. إنه مسن والإجهاد ضار بصحته. وقد عملت أختي بجد للوصول إلى هذه النقطة من حياتها. أنا قلق أنها سوف تفقد كل شيء. يحتاج العالم إلى معرفة ما يجري".

وقالت مذيعة أخبار، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن والديها تم استجوابهما خمس مرات خلال شهر واعتقل شقيقها الأصغر. وأضافت المذيعة التي تعيش في لندن مع زوجها وطفلها الصغير: "في كل مرة أذهب فيها على الهواء، أول شيء أفكر فيه: هل سيستجوبون والدي مرة أخرى؟".

تجدر الإشارة إلى أن أموال مراسلين آخرين تم تجميدها في إيران، كما تمت مصادرة جوازات سفر أفراد أسرهم. وقدمت صحافية ما يفيد بأنها تلقت أكثر من 300 مكالمة من أرقام غير معروفة في فترة 10 أيام، وغالبًا في الليل.

وفي المقابل، تعترف وزارة الاستخبارات الإيرانية بأنها "رصدت وحددت جميع الحركات والإجراءات" لموظفي "إيران إنترناشيونال"، وكتبت على موقعها على شبكة الإنترنت أن الذين "يخدمون الأجانب، ويخونون البلد، سيعاقبون". واتهمت قناة "إيران إنترناشيونال" بتلفيق الأخبار، قائلة إن المتظاهرين تلقوا تعليمات إحراق متعمد من قبل المديرين التنفيذيين للقناة.

وفي هذا السياق، فإن وزارة الاستخبارات الإيرانية تدين بشدة أنشطة هذه القناة.. وتصفه بالتعاون مع الأعداء في أعمال إرهابية، مشيرة إلى أن "موظفي القناة سيحصلون على العفو الإسلامي إذا ما أعربوا عن ندمهم وتوقفوا عن العمل مع هذه القناة".

السفارة الإيرانية.. لا تعليق

وفي الأثناء، قالت منظمة مراسلون بلا حدود إنها تعرف أن 25 من عائلات الصحافيين الإيرانيين العاملين بالخارج تتعرض لتهديدات منذ بداية العام. فيما عبرت وزارة الخارجية البريطانية عن شعورها بالقلق العميق إزاء التقارير حول هذه التهديدات.

ولم ترد السفارة الإيرانية على طلب "صنداي تايمز" بالتعليق على هذه التقارير.

كما أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تسعى فيها إيران لإسكات الصحافيين، حيث تعرض الإيرانيون العاملون في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لتجميد ممتلكاتهم، وترهيب أقاربهم وتعرضهم لإشاعات مغرضة.