تداولت مصادر صحافية محلية في إيران اليوم الاثنين 18 فبراير (شباط) تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء أمس الأحد، خلال اجتماع لمديري محافظة هرمزكان، تفيد بأن الأسعار الرخيصة للبضائع في إيران هي الدافع الأول لتهريبها.

وأضاف روحاني: "عندما يكون سعر لتر الدیزل في إيران 300 تومان، ولتر البنزين ألف تومان، وفي دول أخرى أعلى من ذلك، فسيتم تهريبهما بلا شك".

وأعلن روحاني أن حجم الدعم الحكومي في مختلف القطاعات، بلغ نحو 900 ألف مليار تومان، مضيفًا أن "هذا يعني أننا نقوم بتقدیم دعم يساوي ضعف الميزانية السنوية للبلاد".

وقد فهم البعض أقوال الرئيس الإيراني بوصفها دفاعًا منه عن مشروع حکومته لرفع أسعار البنزين والدیزل، الذي تحدث عنه المسؤولون الحكوميون منذ أشهر، حيث تقول الحكومة الإيرانية إنها تستطيع الإسراع بتطوير وتحديث وسائل النقل العام بعائدات ارتفاع أسعار الوقود، لكن معارضي هذا المشروع، وخاصة من البرلمانيين، يشيرون إلى التبعات التضخمیة لهذا المشروع.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، قال وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنغنة أيضًا: "لا حل أمامنا إلا تقنين أو زيادة أسعار المحروقات".

وفي رده علی سؤال حول سقف زيادة أسعار المحروقات، أجاب زنغنة: "إلى الحد الذي يتحمله المواطنون".

وليس معروفًا على وجه الدقة كمية الوقود التي يتم تهريبها في إيران، لکن حسبما أعلن الموقع الإعلامي الرسمی للحکومة، يتم تهريب ما بين 20 إلى 40 مليون لتر من المحروقات يوميًا. لکن "هیئة مكافحة تهريب البضائع" تحدثت عن نحو 11 مليون لتر في اليوم. فيما يقدر زنغنة كمية البنزين والدیزل المهرب، من 4 إلى 5 ملايين لتر في اليوم.

وفي حديثه حول الارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم، قال روحاني إن السبب يعود إلى أنشطة  "مجموعة من السماسرة، وغلاء أعلاف الماشية"، وأضاف: "يجب أن نوقف تهريب الماشية والبنزين والدیزل".

وأثناء زيارة روحاني إلى محافظة هرمزكان، انتقد إمام جمعة مدينة بندر عباس، غلام علي نعيم آبادي، ارتفاع أسعار اللحوم، مخاطبًا روحاني: " إن سعر اللحم يزيد على مائة ألف تومان، ولم يعد المواطنون يرون اللحم إلا في الأحلام".

وقال نعيم آبادي: "اليوم، لم يعد الناس يملكون الخبز، وتحولت مشاكل الحياة إلى حالة من عدم الرضاء".

وكانت حكومة روحاني قد قررت يوم 6 فبراير (شباط) الحالي، أن تسمح باستيراد اللحوم بالعملة الحكومية، ودون أرباح تجارية، تلبية لحاجات المواطنين الاستهلاكية.

وقبل ذلك، كان الرئيس التنفيذي لشركة "دعم الثروة الحيوانية في إيران" الحكومية، حميد ورناصري، قد أفاد بأن السبب الرئيسي في غلاء أسعار اللحوم الحمراء والدجاج، هو نقص أعلاف الماشية والدواجن، وأرجع ذلك إلى العقوبات وبعض المشاكل ذات الصلة، بما في ذلك التبادلات المالية.