التقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالمرجع الشيعي آية الله سيد علي السيستاني، صباح اليوم الأربعاء 13 مارس (آذار)، في بيته بالنجف.

ومن المعروف أن روحاني، هو ثاني مسؤول كبير في الجمهورية الإسلامية يلتقي آية الله السيستاني، بعد علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

وقد رافق حسن روحاني، في لقاء المرجع الشيعي رفيع المستوى، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد بدأ زيارته إلى العراق، أول من أمس الاثنين، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام.

ويأمل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال زيارته للعراق، في زيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين المتجاورتين والإسلاميتين، في ظل العقوبات والضغوط الأميركية.

يشار إلى أن العراق آصبح في السنوات الأخيرة أحد أهم شركاء إيران التجاريين، لكن التساؤل الذي يطرحه مراقبون هو: إلى أي حدٍ سيتحمل العراق الضغط الأميركي لتقليص تجارته مع إيران؟ وهو التساؤل الذي ما زال محل تكهنات.

في الأيام الماضية من الزيارة، التقى روحاني بنظيره العراقي برهم صالح، وكذلك رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وبعد لقائه مع صالح، أخبر روحاني الصحافيين بأنه لم یر أية نقطة خلاف خلال المحادثات مع الرئيس العراقي.

وأضاف روحاني أن "الاستقرار والأمن والديمقراطية في العراق" لها أهمية كبيرة بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

يذكر أن العراق وإيران دخلا في حرب دموية، بين عامي 1980 و1988، أسفرت وفقًا لإحصائيات غير رسمية، عن نحو مليون قتيل في البلدين. ولكن بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وصعود الشيعة، نمت العلاقات بين البلدين بشكل كبير.



ومن جهة ثانية، صرح الرئيس العراقي للصحافيين بأنه يأمل في أن "يفهم جيران العراق أهمية الاستقرار" في بلاده. وتابع "إن مجاورة العراق لإيران وتركيا والدول العربية رأسمال كبير للعراق". بالإضافة إلى أن الحكومات الغربية ودول عربية تشاركها الرؤية، اتهمت إيران بمحاولة زعزعة استقرار العراق، من خلال الجماعات المسلحة. وهي الاتهامات التي نفتها الجمهورية الإسلامية.

كما أخبر روحاني الصحافيين بأن السياحة والنفط والغاز والكهرباء وبناء الطرق هي من بين مجالات التعاون بين البلدين.

من ناحية أخرى، قال براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية، إن تمديد الإعفاء من العقوبات الإيرانية على العراق يرجع إلى انخفاض وارداتها من الكهرباء من إيران.

وقال روحاني، بعد لقائه برئيس الوزراء العراقي: "إيران تزود العراق بالكهرباء والغاز، وأعلنا أننا على استعداد لزيادة تصدير الكهرباء.. وكذلك في مجال النفط، يمكننا توفير التسهيلات اللازمة للتوافقات بين البلدين".

كما قال الرئيس الإيراني، في مؤتمر رجال الأعمال الإيرانيين-العراقيين: "إن إيران مستعدة لتطوير العلاقات في مختلف القطاعات، بما في ذلك إمدادات الطاقة والكهرباء والغاز، وکذلك ربط السكك الحديدية الإيرانية بالعراق".

کما ذکر روحاني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتزم زيادة حجم التجارة من 12 مليار دولار إلى 20 مليار دولار. وقال: "إن تسهيل العلاقات المصرفية وتنفيذ الاتفاقيات في هذا الصدد، يمكن أن يوفر فرصة تاريخية عظيمة للحكومتين والشعبين والناشطين الاقتصاديين".

وفي لقاءاته مع الأطراف العراقية، أشار روحاني أيضًا إلى "الدور الكبير" للجمهورية الإسلامية في هزيمة تنظيم داعش، وقال إن إيران والعراق ليس لديهما خيار سوى أن تكون بينهما علاقة جيدة وواسعة.

وقال الرئيس الإيراني، خلال اجتماع مع ممثلي الأحزاب والجماعات السياسية العراقية، مساء أول من أمس الاثنين: "في موقف تفرض فيه الولايات المتحدة عقوبات قاسية من أجل الضغط وخلق فجوة بين الدول الصديقة مثل إيران والعراق، علينا أن نقف مع بعضنا البعض ضد تجاوزاتهم".

ومضى يقول: "في الأيام التي ابتسمت فيها بعض الدول واعتقدت أن الشعب العراقي سيُهزم أمام إرهابيي داعش، كان الشعب الإيراني بجانب الشعب العراقي، واستطعنا أن نهزم الإرهابيين هزيمة کبرى معًا".

تجدر الإشارة إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لروحاني، منذ توليه رئاسة إيران، عام 2013. واللافت أن المرجع الشيعي الإيراني الأصل، آية الله علي السيستاني، الذي التقى روحاني، اليوم الأربعاء في النجف، كان قد رفض لقاء الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.