تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر (أيلول)، فيديو عقد قران طفلة في حدود الحادية عشرة من عمرها مع شاب يبلغ 28 عامًا، في منطقة ليكك، مركز مدينة بهمئي، التابعة لمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد، جنوب غربي إيران.

بوجهها البرئ وبفستانها الملون، ومبسمها الضاحك المشوب بخجل الطفولة المعهود، تجلس فاطيما إلى جوار شاب مكتمل، تلف أصابعها على بعضها البعض خجلا، وصوت رجل الدين الذي يتولى إجراء صيغة عقد الزواج يملأ الأسماع، فيما تجيب الطفلة بالموافقة على الزواج.

قالت الصحافية والناشطة المدنية، مسيح علي نجاد، إن العريس الموجود في المقطع المنتشر، اتصل بها وأمطرها بوابل من الإهانات في موقع "إنستغرام"، قائلا: "لقد تزوجت مع الطفلة ذات الـ12 عامًا على طريقة زواج المتعة، كي تكون حلالاً عليّ، حينما ألمسها، نحن لم نتزوج زواجًا دائمًا بعد، لقد اشترطت في هذه المراسم أن أتزوجها بعد 4 أعوام".

كما أكد الصحافي جواد حيدريان، أنه تكلم مع رئيس المحكمة، ورئيس الرعاية الاجتماعية في مدينة بهمئي، وصرح المسؤولان بأن العائلتين تم استدعاؤهما لاستيضاح الأمر، وأن القضية مدرجة على جدول أعمال المؤسسات الحكومية والقضائية.

ومن جهته، أفاد مدير إدارة الطوارئ الاجتماعية في إيران بإرسال "التقارير اللازمة حول زواج طفلة ذات 9 سنوات في مدينة بهمئي إلى محكمة المحافظة"، مضيفًا :"لقد أرسلنا سابقًا، خلال حدوث حالات مماثلة، تقارير إلى النيابة العامة، حيث قام النائب العام بنفسه بالتدخل في مثل هذه الحالات، وإلغاء عقد الزواج".

وبعد هذا، أعلن رئيس المحكمة في مدينة بهمئي، علي سعيدي، عن إلغاء عقد الزواج المؤقت (المتعة) لهذه الطفلة التي لم تبلغ 10 سنوات من رجل بعمر 28 عاما في هذه المدينة.

وكان المدير العام للشؤون الاجتماعية في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد، قد أوضح في العام الماضي أن زواج الأطفال تحت سن الـ13 في هذه المحافظة تحول إلى ظاهرة.

كما كان محمد علي نقوي، المدير العام لمنظمة الأحوال المدنية في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد، قد أعلن عن تسجيل 9 حالات لزواج القاصرات دون 10 سنوات، خلال العام الماضي، في هذه المحافظة، مضيفًا: "إن عدد الفتيات اللاتي تزوجن دون 11 سنة، عام 2017، وصل إلى 12 طفلة، وتحت 12 سنة وصل إلى 25 طفلة، وتحت 13 سنة وصل إلى 63 طفلة، وتحت 14 سنة بلغ 124 طفلة".

وفي وقت سابق، حذر عدد من النشطاء في مجال حقوق الأطفال، حذروا الحكومة الإيرانية من أن زواج القاصرات في إيران آخذ في التزايد.

تجدر الإشارة إلى أن "اليونيسيف" (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) تعتبر أن الزواج تحت 18 سنة "زواج قاصرات"، ويعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان، هذا بينما تقر القوانين الإيرانية الزواج في سن أقل بمقدار 5 سنوات عن السن المعلنة في "اليونيسيف"، بل ويجوز في إيران الزواج أقل من 13 سنة "بإذن من أولياء الأمر وموافقة المحكمة".

يشار إلى أن الصحة الجسدية والنفسية للفتيات اللائي يتزوجن دون السن القانونية تواجه كثيرًا من التهديدات والتحديات. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، غالبًا ما تقع هؤلاء الفتيات الصغيرات ضحايا للعنف المنزلي، ولا يعرفن كيف يدافعن عن أنفسهن.

وتفتقر الطفلة المتزوجة دون السن القانونية غالبًا إلى المعرفة اللازمة بممارسة الجنس الآمن، والصحيح، والوقاية من الحمل، مما يزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو غيره من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، ناهيك بخطر الحمل في سن مبكرة. 

إلى ذلك، تواجه القاصرات المتزوجات، غالبًا، مشاكل نفسية، وبطبيعة الحال فإنهن محرومات من التمتع بطفولتهن وبسن المراهقة، ومن المحتمل أن يتعرضن للإيذاء النفسي والعنف المنزلي. ويواجهن أيضًا تقييد الحريات الشخصية، والتعليم الناقص، والحرمان من فرص العمل والتوظيف.

كما تشير الدراسات أيضًا إلى أن زواج القاصرات يحدث غالبًا في العائلات التي تعاني من مشاكل، مثل الفقر، والإدمان، والأمية.