خلال حديثهم في "غرفة التعذيب الأبيض، روايات الزنزانة الانفرادية" على تطبيق "كلوب هاوس"، أكد عدد من نشطاء المجتمع المدني والسياسيين والطلاب والمحامين والصحافيين أن الحبس الانفرادي هو مثال واضح على "التعذيب المطلق"، واستخدام هذا الحبس ضد النشطاء كان متبعًا لدى الحكومات والفترات المختلفة للنظام الإيراني.

وقال ضياء نبوي، طالب ناشط وسجين سابق، في هذه الغرفة: "مرت 4 سنوات على سجني في سجن الأهواز، وفي عام 2013 تم استجوابي في الحبس الانفرادي بسبب كتاباتي، لا توجد تجربة موحدة للعزلة، الوقت لا يمر وهذا ما كان يزعجني"، مشددا على أنه خلال الحبس الانفرادي فإن "المحقق يستغل جهلك".

وأقيمت غرفة "التعذيب الأبيض، روايات من الحبس الانفرادي"، الثلاثاء الأول من يونيو (حزيران)، بحضور نرجس محمدي ومجموعة من النشطاء والسجناء السياسيين وسجناء الرأي السابقين.

وفي هذه الغرفة أيضًا، قال علي رضا رجائي، ناشط سياسي وسجين سابق: "يختلف الأمر في أي فترة، وفي أي عمر، وفيما يتعلق بأي مجموعة، وفي أي مدينة وبأي تهمة يتم احتجاز الشخص ووضعه في الحبس الانفرادي، والحبس الانفرادي هو عمل جائر".

وأضاف رجائي: "ليس لديك شيء في الحبس الانفرادي، فأنت محروم من الطعام والشمس والوقت، ولا يمكن للجميع الخروج من الحبس الانفرادي بفخر"، وأولئك الذين فشلوا لا يختلفون عن من أدار هذه المرحلة".

نشر المعلومات بمجرد القبض على النشطاء

وشدد عبد الفتاح سلطاني، المحامي والسجين السياسي السابق، على ضرورة أن تقدم أسرة السجين المعلومات لوسائل الإعلام، فور إلقاء القبض عليه، وأن تنتشر هذه المعلومات على نطاق واسع.

وقال سلطاني أيضًا: "كنت وحيدًا في الحبس الانفرادي لبضعة أشهر، ولأنني لم أكن أرغب في الاستجواب، تذكرت خلال تلك الفترة أنه علي أن أضحك لبضع ساعات خلال النهار، حاولت أن أتذكر نكتة وأضحك، قلت: في النهاية، يقولون إن فلانًا مجنون، لا يمكن تقليل ضرر الحبس الانفرادي إلى الصفر، ولكن يمكن التقليل منه".

كما روى داريوش عمران، وهو سجين سابق وناشط سياسي، قصة عما حدث له في الحبس الانفرادي، قائلًا: "في اليوم الثامن والأربعين من الاستجواب، سمعت صوت امرأة تعرضت للتعذيب والاعتداء، اكتشفت لاحقًا أن هذه الأصوات كانت مسجلةً".

وأضاف عمران: "في اليوم التالي عندما رفضت الكتابة مرة أخرى، هدد المحقق باغتصاب زوجتي، وكانت زوجتي حاملًا، وفي ذلك الوقت لم أكن أعلم أنها أجهضت بسبب وجود عناصر الأمن في بيتنا، خلعت العصابة عن عيني وبصمت على كل الأوراق البيضاء وقلت: "سأعترف بكل ما تريدون، وبعد مرور نحو عامين على ذلك، ما زلت أتألم من تذكر تلك الصدمات النفسية".

وقال مصطفى نيلي، المحامي الذي مثل عددًا من السجناء السياسيين، إنه يجب أن يكون السجناء على دراية بحقوقهم.

وبحسب ما قاله نيلي فإن حق الصمت من الحقوق الأولى للمتهمين، وهو صعب في الحبس الانفرادي، ويجب أن يعلم المعتقلون أن كثرة الكلام لا تفيدهم، وستخرج أسئلة واتهامات جديدة من نفس الكلام، والإجابة يجب أن تكون مختصرة، يجب تسجيل ظروف الاستجواب في ورقة الاستجواب، اشرح ظروف الاعتقال وعدم السماح بالاتصال وعدم إعطاء الأدوية على ورقة الاستجواب.

وردًا على تصريحات نيلي، قال سعيد ملكبور، وهو سجين سابق: "الجدال مع المحقق مفيد بالنسبة للشخص المعروف، لكنه ليس مفيدًا للأشخاص المجهولين".

الحبس الانفرادي تعذيب مطلق

في إشارة إلى روايته عن الحبس الانفرادي، قال ملك بور: "كنت في الحبس الانفرادي لمدة عامين تقريبًا، وكان الشهرين الأولين تعذيبا مطلقًا بالنسبة لي، ولم أكن في  تواصل مع أي أحد في الزنزانة التي يبلغ طولها مترين في متر. نذهب إلى الحمام ثلاث مرات، عقلياً لا يوجد شيء للترفيه".

وقال إنه عندما أخرج من الزنزانة يعصبون عينيّ و "وصلت إلى النقطة التي قلت فيها سأقول كل ما يريدون، سوف يعدمونني وينتهي الأمر. إذا كتبت شيئًا مخالفًا لرأي المحقق يمزقونه هناك ويضربونني أمام المحقق. إنها ليست مسألة مساومة. الانفرادي هو تعذيب بحد ذاته".

وفي جزء آخر من حديثه ، أشار ملك بور إلى وضع المثليين المعتقلين، قائلاً إن أوضاعهم "سيئة للغاية" ، وهم يقضون كامل فترة حبسهم في الحبس الانفرادي.

وقال سعيد ملك بور: "إذا وقع شخص ما في الحبس الانفرادي ، فعلى الأهالي الإعلان عن خبر اعتقالهم منذ اليوم الأول ، والشيء الوحيد الذي يهم هو نقل أخبارهم في وسائل الإعلام".