وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الثلاثاء 28 سبتمبر (أيلول)، التصريحات الأخيرة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بشأن مناورات الحرس الثوري الإيراني على الحدود بين البلدين بـ"المستغربة"، وقال: "هذه قضية سيادية وتتم من أجل السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها".

وأضاف خطيب زاده أن بلاده لن تتسامح مع تواجد الكيان الصهيوني، وإن كان شكليا، بالقرب من حدودها وستتخذ ما تراه ضروريا لأمنها القومي.

يشار إلى أن جمهورية أذربيجان لها علاقات قوية مع إسرائيل، وقد احتجت طهران مرارًا على هذه العلاقات، لكن حدة التوتر بين طهران وباكو تصاعدت بعد أن اعتقلت أذربيجان سائقي شاحنات إيرانيين، بتهمة دخولهما منطقة قره باغ بشكل غير قانوني.

وبعد ذلك، نشرت تقارير عن إرسال الحرس الثوري الإيراني معدات حربية إلى المناطق الحدودية بين إيران وأذربيجان.

كما قال حسن عاملي، ممثل المرشد الإيراني وخطيب الجمعة في أردبيل، حول هذه المناورة العسكرية للحرس الثوري: "إسرائيل هي عدونا اللدود وقد أتت إلى أذربيجان للتآمر على إيران. ويقوم الحرس الثوري الإيراني بإجراء مناورات أمام عدوه، ويبعث برسالة إلى إسرائيل يحذرها من مغبة ارتكاب الأخطاء".

لكن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعرب يوم الاثنين عن دهشته من إجراء إيران مناورات عسكرية بالقرب من نهر أرس على الحدود بين البلدين، قائلا إن "مثل هذا الإجراء لم يكن يحدث خلال الثلاثين عاما من استقلال أذربيجان".

وانتقد علييف في تصريح أدلى به إلى وكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول" توقيت إقامة هذه المناورات، والتي تأتي بعد تحرير أذربيجان أراضيها في قره باغ بيد قواتها، وقال علييف إن "أذربيجان تتصرف بمسؤولية كبيرة هنا أيضا، وآمل أن تكون ردود الفعل العاطفية على إجراءاتنا القانونية مؤقتة".

وردًا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "إن إيران أبدت دائمًا معارضتها لأي احتلال للأراضي، وشددت على ضرورة احترام السيادة الأرضية للدول والحدود المعترف بها دوليًا".

وبينما شدد علييف على أن وصول الشاحنات الإيرانية إلى منطقة قره باغ كان قد حدث سابقا أيضا، قائلا: "في يوليو (تموز)، أمرت موظفي مكتب الرئاسة بالتحدث مع السفير الإيراني في أذربيجان، لأننا أردنا حل هذه القضية وديًا ووقف العملية المذكورة".

وأشار إلى أن أذربيجان أرسلت مذكرة رسمية إلى طهران في أوائل أغسطس (آب) الماضي، على خلفية دخول الشاحنات، كما استدعت السفير الإيراني في باكو إلى مقر وزارة الخارجية، وطالبته بوقف هذا الأمر.

وتأتي تصريحات علييف بعد أن أكد السفير الإيراني في باكو، عباس موسوي، ان "العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان قوية لدرجة بحث لا تستطيع الأوساط الأجنبية خدش العلاقات بين البلدين".

ووصف موسوي وقف سائقي الشاحنات الإيرانية التي دخلت إلى قره باغ بأنه إجراء "تعسفي".