يقول علي أکبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن مصير الاتفاق النووي واحدٌ من "أهم المخاوف العالمية". وأضاف صالحي أن الخطوة الأميركية للانسحاب من الاتفاق سيكون لها تأثير سلبي على "السلام والأمن الإقليميين والدوليين".

ووفقًا لوكالة "إيرنا" للأنباء، أشار صالحي في كلمته في الدورة الثانية والستين للاجتماع العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى 12 تقريرًا للوكالة، حيث تم التأكد من التزام إيران بالاتفاق النووي، ولكن في نهاية المطاف أمر دونالد ترامب بانسحاب أميركا من المعاهدة.

وأضاف صالحي أن إيران ملتزمة، رغم أن الولايات المتحدة الأميرکية "سواء في الإدارة السابقة أو الحالية، لم تلتزم بشکل کامل بالاتفاق النووي".

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن "التطورات والمشاورات" بين إيران والاتحاد الأوروبي، بشأن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، وحماية هذا الاتفاق، كانت "معنوية". وأکّد أنه "من الضروري إتمام هذه الخطوات باتخاذ المزيد من الإجراءات العملية والملموسة".

وأضاف صالحي أن "السياسة العنيدة" للولايات المتحدة "قد تقوّض قرار مجلس الأمن رقم 2231"، مشيرًا إلى أن القلق بشأن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي لا يرتبط بهذا البلد وحده، وإنما القلق يرتبط بـ"الظروف الصعبة للغاية في منطقتنا التي هي ملأى بالاضطرابات والتهديدات الإرهابية".

وقد وجه صالحي انتقاداته كذلك إلى الازدواجية الدولية، مشيرًا إلى إسرائيل، التي لم تنضم إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، فيما تم تنفيذ "نظام التحقق الأكثر قوة" بشأن إيران، فقال: "هذا هو أحد أبرز الأمثلة على التناقض في عالم اليوم، فيما يتعلق ببلد ملتزم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بشكل شامل، في حين أنهم أغلقوا أعينهم تمامًا فيما يتعلق بطرف غير عضو في المعاهدة، إن هذا السلوك التمييزي الفظيع يسخر من العدالة".

وكانت حکومة ترامب قد أعلنت، في مايو (أيار) الماضي، أن الولايات المتحدة ستخرج من الاتفاق النووي. كما أعلنت الحكومة الأميركية أنها ستفرض العقوبات في جولتين. بدأت الجولة الأولى من العقوبات الشهر الماضي، ومن المقرر أن تبدأ، يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، الجولة الثانية من العقوبات، والتي تتضمن مقاطعة النفط الإيراني.

وفي السياق، يعارض الاتحاد الأوروبي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وقال مسؤولو الاتحاد إنهم سيعملون على حماية الاتفاق. ومع ذلك، فإن بعض الشركات الأوروبية غادرت إيران، في هذه الفترة، خوفًا من العقوبات الأميركية. ويعلق المسؤولون الإيرانيون على ذلك بأن جهود الاتحاد الأوروبي لحماية الاتفاق ليست كافية.