صحف إيران ترصد إرهاصات "التضخم المنفلت".. وتداعيات "تعيين صهر الرئيس"
قضية تعيين صهر رئيس الجمهورية مستشارًا في إحدى الوزارات، تتصاعد في الصحافة الإيرانية، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان حسن روحاني قد ألغى هذا القرار الخاص بصهره أم لا؟
المثير أيضًا أن وزير الصناعة وهو المتهم الأول في هذا التعيين، لم يرد حتى الآن، ولا أثر أيضًا لصهر روحاني، كامبيز مهدي زادة.
وأجرت صحيفة "آفتاب يزد" حوارات مع عدد من نواب البرلمان، وفي هذه الحوارات حذر النواب وزير الصناعة من أنه في حال لم يتراجع عن قراره فسيواجه سخط البرلمان.
كما كتب المحامي والخبير القانوني علي نجفي توانا، مقالا في صحيفة "آرمان" تحت عنوان "منع الريعية في التعيينات"، وذكر أن "المواطن كان يتأمل بعد قرار منع توظيف المتقاعدين، أن تنفتح دائرة المسؤولين المغلقة، لكن تعيينات الأقارب التي نشهدها في هذه الأسابيع، لم تترك أملا، وبات المواطنون لا يتحملون هذا النوع من الريعية".
وأنه "ليس مقبولا أن يقوم المسؤولون بتعيين أقارب المسؤول الأكبر، لكسب رضاه".
اللافت في الموضوع أن الصحف الأصولية، التزمت الصمت حيال تعيين صهر الرئيس مستشارًا في وزارة الصناعة، وأن من أثار هذا الموضوع هي الصحف الإصلاحية والمستقلة.
وعشية الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، تظهر رويدا رويدا، الشخصيات القديمة والمؤثرة في الساحة السياسية، ليعربوا عن أسفهم حول الأوضاع الجارية، منهم عبد الله نوري وزير الداخلية الأسبق في فترة الإصلاحات.
وقال نوري في جمع من النساء الإصلاحيات إن الشعب لم ينل حقه بعد أربعين عامًا من انتصار الثورة.
حديث نوري كان العنوان الأبرز في صحيفتي "اعتماد"، و"شرق" الإصلاحيتين. حيث اعتذر وزير الداخلية الأسبق عن الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وما دمنا تكلمنا عن الاقتصاد، فلنذكر أن صحيفة "ابتكار" حذرت من "تضخم منفلت" قالت إنه في طريقه إلى اقتصاد البلاد.
أما صحيفة "كيهان" الأصولية فكانت من بين القلائل من الصحف التي تطرقت إلى مصرع قدرة الله منصوري قائد مقر ثامن الأئمة التابع للحرس الثوري، حيث توفي منصور كما نشر الإعلام الإيراني بسبب طلقة بالخطأ أصابت رأسه أثناء تنظيفه سلاحه.
"شرق": خطر عدم تفاوض إيران وأوروبا
حذر علي خرم، الخبير في العلاقات الدولية في مقال نشرته صحيفة "شرق" من عدم تفاوض إيران وأوروبا، وقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى الإطاحة بالنظام الإيراني، ويريد أن ينفذ خطة الإطاحة قبل خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف خرم أن "العبور من هذه المرحلة ومواجهة مشاريع الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام، لن يكون سهلا، ويجب القيام بإصلاحات داخلية وخارجية.. في هذا الوضع يعد وقف التفاوض مع الأوروبيين من أسوأ الأشياء التي يمكن فعلها، حيث ستكون فرصة كبيرة لأميركا وإسرائيل لتأزيم العلاقات بين طهران والاتحاد الأوروبي".
"ابتكار": التضخم المنلفت في طريقه لاقتصاد إيران
خصصت صحيفة "ابتكار"، تقريرها الأول للأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعبر خبراء في هذا التقرير، عن قلقهم من أن يواجه الاقتصاد الإيراني تضخمًا منفلتًا في الفترة القادمة. والتضخم المنفلت هو ارتفاع كبير في الأسعار وهبوط كامل في العملة الوطنية، الأمر الذي حدث في فنزويلا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
رغم ذلك كان بصيص من الأمل حاضرًا في تقرير "ابتكار"، حيث ذكرت أنه رغم ارتفاع الأسعار، لا يمكن أن نعتبر ذلك تضخمًا منفلتًا، وهناك لا تزال الفرصة سانحة للحيلولة دون حدوث التضخم المنفلت. وحذرت "ابتكار" الحكومة من أن رفع السيولة وزيارة الرواتب قد تؤدي إلى حدوث التضخم المنفلت.
"اعتماد": سُلّم الإصلاحات
قبل أيام، قال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، إن الحكومة تجد نفسها بعيدة عن الإصلاحيين المتطرفين، واليوم رد عليه إصلاحيان اثنان، هما: علي تاجرنيا، ومحمد نعيمي، في صحيفة "اعتماد".
قال تاجرنيا مخاطبًا مدير مكتب الرئيس، ساخرًا: "رجاء لا تتألم، وبدلا من هذه التصريحات قل لنا ماذا حدث كي يتجنب اليوم كثير من الإصلاحيين دعم حسن روحاني".
أما محمد نعيمي فقد وصف الإصلاحيين بالسلّم، حيث استغلهم كثير من الانتهازيين في الصعود حسب تعبيره.
وأضاف نعيمي أن خطأ حسن روحاني هو أنه وظف هؤلاء الانتهازيين الذين لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية، في حكومته.