صحف إيران تستعد للذكرى الأربعين للثورة بإبراز الأزمات المعيشية للمواطن.. وبعضها يترقب "مؤتمر وارسو"
لم يتبق على الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية سوى أيام قليلة. وقد نشرت أغلبية الصحف الإيرانية اليوم تقارير وصورًا تذكّر بالأيام الأخيرة للحكم الملكي الإيراني وهروب الشاه للخارج، قبل وصول الخميني عام 1979.
وبعيدًا عن هذا الحدث التاريخي المهم لإيران، فصحف اليوم تطرقت كل واحدة منها إلى زاوية من زوايا الأزمات الإيرانية.
صحيفة "ابتكار" انتقدت التبذير في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وصحيفة "إطلاعات" كان مقالها الافتتاحي حول عجز الحكومة عن تحسين ظروف البلاد. أما صحيفة "كيهان" الأصولية فقد ذهبت كعادتها إلى تحدي "مؤتمر وارسو"، وكتبت: "أعداء الجمهورية الإسلامية يريدون أن لا نحتفل بذكرى الثورة الإسلامية، لكنهم يتناسون أن الجمهورية الإسلامية معجزة".
أما صحيفة "آرمان" فقد أجرت حوارًا مع المحلل والنائب السابق أحمد شيرزاد، الذي توقع من خلال إجاباته أن يكون أحد الأصوليين هو الرئيس القادم لإيران، "لكنه لن يكون مثل محمود أحمدي نجاد".
ومن ناحية ثانية، خصصت صحيفة "اعتماد" مقالا حول الشأن الأميركي، وكتبت أن ترامب خلف وعوده الانتخابية التي قال فيها إنه سيعيد مكانة الولايات المتحدة في العالم، وقالت الصحيفة الإيرانية إن الولايات المتحدة أصبحت شريكًا غير موثوق للدول الأخرى.
"اعتماد": الكفاح من أجل هزيمة "وارسو"
ينعقد "مؤتمر وارسو"، الذي يهدف إلى إيجاد إجماع عالمي ضد إيران، يوم الثالث عشر من فبراير (شباط) القادم.
يقول الكاتب كوروش أحمدي، في صحيفة "اعتماد" أن هدف المؤتمر أكبر من الضغط على إيران.
يرى كاتب الصحيفة أن هدف الحكومة الأميركية "المتطرفة" هو الكشف عن سياساتها العالمية من خلال هذا المؤتمر، وأحد أهدافها هو الضغط على إيران، وأهدافها الأخرى هي انهيار الاتحاد الأوروبي، ودعم السياسات الشعبوية في العالم.
ويؤكد الكاتب على دعم الدول الأوروبية غير الراغبة بالمشاركة، ويوصي بتجنب خلق الأزمات أو الدخول فيها.
"سازندكي": نحتاج إلى تأسيس مجلس شيوخ
أكد البرلماني الأصولي المعروف محمد رضا باهنر، في حوار مع صحيفة "سازندكي" أن البلاد بحاجة إلى تأسيس مجلس شيوخ.
يقول باهنر إن بنية البرلمان الحالية وتركيز البرلمانيين على حل مشاكل مدنهم وأقاليمهم جعلتهم يهملون المصالح الوطنية العليا، لذلك- كما يقول السياسي الأصولي الإيراني- فإن البلاد بحاجة إلى تأسيس مجلس شيوخ شبيه بالبرلمان البريطاني.
ويرى باهنر أن مجلس تشخيص مصلحة النظام ليس مؤهلا للعب دور مجلس الشيوخ، حيث إن أعضاءه غير منتخبين.
"آرمان": ليس لدى إيران صديق حقيقي واحد
"المؤامرات المتواصلة".. عنوان مقال افتتاحي كتبه الخبير في العلوم السياسية، علي خرم، في صحيفة "آرمان"، عبّر من خلاله عن استيائه من السياسة الخارجية الإيرانية.
وقد قال علي خرم إن إيران ليس لديها حتى صديق واحد قابل للثقة في العالم.
الروس في قضية تحديد أسعار النفط، وتنسيقهم مع إسرائيل في سوريا، كشفوا عن أنهم لا يعيرون أي اهتمام للمصالح الإيرانية.
تركيا تبحث عن غاز رخيص من إيران، وسياساتها حيال إيران غير ثابتة.
يرى هذا الأستاذ الجامعي أن الأوروبيين، يريدون المحافظة على استقلاليتهم أمام الولايات المتحدة، ولذا فهم الأكثر ثقة لإيران، شريطة ابتعاد طهران عن خلق التوترات.
ينقل خرم عن وزير الخارجية الألماني أنه قال: "إن تجسس العناصر الإيرانية في ألمانيا يشبه إطلاق النار على النفس".
كما يرى المحلل السياسي الإيراني أن "مؤتمر وارسو" هو مقدمة لإيجاد تحالف عسكري ضد إيران، ويقول إن موقف إيران يجب أن يكون دعم الدول التي لا ترغب في المشاركة في هذا المؤتمر.
"همدلي": أزمة العملة ثقل على كاهل المعيشة
رغم أن سوق العملة ظل هادئًا، خلال الفترة الماضية، ولم تشهد البلاد ارتفاعًا شديدًا آخر في سعر الدولار، لكن التضخم لا يزال مرتفعًا.
تقول "همدلي" في تقريرها إن المصانع أصبحت مشلولة وما زالت لم تتمكن من استعادة حيويتها بعد اضطرابات العملة.. المصانع الإيرانية، كما تقول الصحيفة، تشتري المواد الأولية بأسعار مضاعفة، قياسًا بالأسعار الماضية، وهذا ما جعلهم يرفعون أسعار منتجاتهم.
وتقول "همدلي" إن الحكومة لم تتمكن بعد من ضخ مبلغ أربعة مليارات دولار في السوق، لاستيراد المواد الأولية. كما أن الحكومة والمصانع المنتجة لا تزال مدينةً للبنوك الداخلية.
"آفتاب يزد": ناقلات تهريب الوقود والتلاميذ
كما ذكرنا سابقًا، في رصدنا الصحافي، فقد أصبح تهريب الوقود إلى الخارج، في المناطق الحدودية والفقيرة في إيران، "عملا" يوميًا لكسب لقمة العيش، فحيث تتفشى البطالة، يضطر المواطنون المقيمون في المناطق الحدودية إلى حمل الوقود في سيارات الشحن وبيعها خارج البلاد.
اليوم ذكرت صحيفة "آفتاب" أن "ناقلات الوقود أصبحت أيضًا وسيلة لتوصيل التلاميذ إلى المدارس في المناطق النائية والمحرومة، لندرة مدارس.. يركب الأطفال في هذه السيارات المحملة بالوقود لعدة كيلومترات، رغم خطورتها، كي يصلوا إلى مدارسهم. وفي حال لم تكن هناك ناقلات تهريب الوقود فإن كثيرًا من هؤلاء الطلاب يتركون المدارس. كما أن هناك خطرًا آخر يهدد التلاميذ وهو أن السيارات لا تقف في الطريق، خوفًا من الشرطة، لذلك يجب على هؤلاء التلاميذ الصغار القفز من السيارة وهي تخفّض من سرعتها، الأمر الذي أدى حتى الآن إلى مصرع كثير من التلاميذ الصغار".