عقب تقارير عن مقتل واختفاء ما لا يقل عن 23 مواطنًا أفغانيًا على أيدي حرس الحدود الإيراني، أصدرت حركة طالبان بيانًا وصفت فيه الحادث بأنه "قاس للغاية"، ودعت طهران إلى التحلي بالرحمة.

وفي البيان الذي صدر اليوم الأحد 3 مايو (أيار)، دعت حركة طالبان السلطات الإيرانية إلى معاملة المواطنين الأفغان على أساس "الرحمة والأخوة الإسلامية ومبادئ حسن الجوار".

كما وصفت حركة طالبان الحادث بأنه "مؤلم" ودعت المسؤولين الإيرانيين إلى التحقيق فيه "بعناية"، ومعاقبة مرتكبيه، ومنع حدوثه مرة أخرى في المستقبل.

ومن جهتها، شكلت وزارة الخارجية الأفغانية، أمس السبت، لجنة "للتحقيق في مقتل عدد من المواطنين الأفغان على الحدود مع إيران".

وقد جاءت ردود الفعل الأفغانية في أعقاب تقارير تفيد بمقتل 23 شخصًا، على الأقل، من أصل 57 مواطنًا أفغانيًا، دخلوا الأراضي الإيرانية بشكل غير قانوني، مساء أول من أمس الجمعة، عبر معبر ذو الفقار، واعتقلهم حرس الحدود الإيراني.

كما نقلت وسائل الإعلام الأفغانية عن شهود عيان قولهم إن عناصر تابعة لحرس الحدود الإيراني أجبروا المواطنين الأفغان على إلقاء أنفسهم في مياه النهر.

وقالت طالبان في بيانها إن سبب هجرة المواطنين الأفغان هو "الفقر والمعاناة"، وإنهم يذهبون إلى الدول المجاورة، "للبحث عن عمل يومي بسبب ظروفهم القاسية".

وفي غضون ذلك، أعلنت القنصلية الإيرانية في هرات أن "حرس حدود الجمهورية الإسلامية وقوات إنفاذ القانون لم يحتجزوا أي مهاجر أفغاني".

الشرطة الإيرانية: إنه عمل شبكات معارضة

وفي المقابل، ذكر موقع شرطة إيران الإخباري أن الفيديو الذي نشر في هذا الصدد لا علاقة له بالحدود الإيرانية الأفغانية المشتركة. ونسبت الشرطة الإيرانية نشر الفيديو إلى "قنوات وشبكات معادية ومضادة للثورة".

واستمرارًا لردود الفعل في أفغانستان، قال عبد الستار حسيني، ممثل فراه في مجلس النواب الأفغاني، إن عناصر حرس الحدود الإيراني ألقوا 50 عاملاً أفغانيًا في مياه النهر بعد تعذيبهم، واصفًا الحادث بأنه "جريمة لا تغتفر".

وقال حسيني إن العمال أُلقي بهم في الماء بعد كسر أيديهم وأقدامهم بالعصي.

من ناحية أخرى، أعرب المكتب الإقليمي للجنة حقوق الإنسان في هرات عن قلقه إزاء المعاملة غير الإنسانية للاجئين والعمال الأفغان، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري.

وأشار أشرف سادات، رئيس شبكة مؤسسات المجتمع المدني في هرات، إلى أنه إذا لم يتم التحقيق في الحادث في أقرب وقت ممكن، فإن المجتمع المدني في هرات سيحتج.