دافع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن تصريحاته حول غسل الأمول في إيران، اليوم الأحد 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلا: "إذا لم تكن في إيران عمليات غسل أموال، وإذا لم تقم المجموعات المفسدة بغسل الأموال، فبأي جريمة قمتم بإعدام سلطان المسكوكات الذهبية؟".

وكانت إيران قد أعدمت وحيد مظلومين، المعروف باسم "سلطان المسكوكات الذهبية" بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله، في يوليو (تموز) من العام الماضي.

وخلال مشاركته اليوم في الاجتماع العلني للبرلمان الإيراني، رد ظريف على سؤال برلماني إيراني حول تصريحاته التي تتعلق بوجود غسل أموال في إيران "بمقدار 30 ألف مليار تومان"، قائلا: "أنا قلت إن نظام الجمهورية الإسلامية لا يدعم الإرهاب، بل هناك مجموعات ضغط تستفيد من غسل الأموال، آلاف مليارات التومانات تستخدم في غسل الأموال".

وتابع: "إذا لم تستخدم آلاف المليارات من التومانات في غسل الأموال، فلماذا اعتمدت السلطة القضائية والحكومة كتاب قوانين مكوّنًا من 60 صفحة من أجل مكافحة غسل الأموال".

يذكر أن مجموعة العمل المالي (FATF) أعلنت، يوم الجمعة 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنها ستمنح إيران مهلة نهائية لمدة أربعة أشهر، حتى فبراير (شباط) 2020 المقبل، من أجل اعتماد معاهدتي مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للدول (باليرمو).

وردًا على سؤال حول "مماطلة الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا"، دافع وزير الخارجية الإيراني عن بقاء إيران في الاتفاق النووي، موضحًا: "إن كبار المسؤولين في النظام يدركون مصلحة البلاد ويقولون إن إيران لن تجلس على طاولة المفاوضات إلا إذا قبلت [أميركا] الاتفاق النووي.. إنهم لا يقولون إن الاتفاق النووي اندثر في طي التاريخ".

تجدر الإشارة إلى أن اتفاقيات مجموعة العمل المالي "FATF" يكتنف مصيرها الغموض في إيران، خاصة اتفاقية مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للدول (باليرمو)، واتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب، حيث وافق البرلمان عليهما، فيما رفضهما مجلس صيانة الدستور، وبناءً للعمل داخل المؤسسات الإيرانية سيفصل مجلس تشخيص مصلحة النظام في الأمر، وهو ما لم يتضح بشكل نهائي حتى الآن.

وفي الوقت الذي توافق فيه الحكومة وبعض الإصلاحيين على الانضمام للاتفاقيات الأربع، تعارض بعض التيارات والشخصيات الأصولية، بدعوى أن الانضمام إلى مثل هذه الاتفاقيات يمنع طهران من تمويل حركات مثل حزب الله في لبنان وغيره من الحركات والميليشيات الموالية لإيران في الشرق الأوسط.