قال أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإیراني، علي شمخاني، الیوم الاثنین 21 ینایر (کانون الثاني)، إن الولايات المتحدة الأميرکیة تسعى إلى الحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

جاء تصريح شمخاني، تعليقًا على الشروط الاثني عشر التي طرحها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو- بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأميرکي، دونالد ترامب، رسميًا، انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران- خلال مقابلة له مع مجلة "دراسات السياسة الخارجية" الفصلية، حيث قال: "إن النقاط الاثنتي عشرة التي أدلى بها [بومبیو] في خطابه، منها سبع نقاط تتعلق بقضايا إقليمية، وبوجود إيران في العراق وسوريا، مما يعكس حقيقة أن قضیة أميركا مع إيران، ليست في الموضوع النووي، إنهم یعملون علی تدمير موقع إيران في حربها ضد الإرهاب والتطرف".

واللافت في تصريحات شمخاني الأخيرة، أنها على الرغم من كونها تستدعي تصريحات ومواقف قديمة، لكنها تشير للداخل الإيراني إلى إمكانية التفاوض مع الجانب الأميركي بخصوص شروط بومبيو، على ما يرى مراقبون، أو ربما كانت جسًا لمدى وجود الموافقين على التفاوض مع الولايات المتحدة في الداخل الإيراني.

ومن ضمن الشروط التي طرحها وزير الخارجية الأميركي: "الإعلان عن الجوانب العسكرية للأنشطة النووية الإيرانية، والوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، ووقف برنامج تطوير الصواريخ الباليستية، وإطلاق سراح السجناء مزدوجي الجنسية، ووقف الدعم الإيراني لحماس وحزب الله اللبناني والجهاد الإسلامي، وعدم التدخل في شؤون العراق واليمن وسوريا، وعدم دعم طالبان".

ووصف شمخاني تركيز الولايات المتحدة الأميرکیة على سياسات إيران الإقليمية بأنه "تحجج"، مضيفًا: "إن إيران دخلت سوریا والعراق لمحاربة داعش، بناءً على طلب رسمي من حکومتي سوریا والعراق، وسنکون بجانب الحکومات الشرعية لهذین البلدين في مواجهة الإرهاب وترسيخ الأمن، إلى حين تطلب منا الحكومات الشرعية لهذين البلدين غير ذلك".

وكانت الحكومة الأميركية قد اشترطت مشاركتها في إعادة إعمار سوريا، بخروج إيران من هذا البلد الذي مزقته الحرب وتعمل علی تشكيل ائتلاف إقليمي للضغط على إيران والحد من نفوذها في العراق.

وشدد أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على أن إيران تحاول "تحقيق مكانة متفوقة في المنطقة". وقال: "لسوء الحظ، فإن قادة بعض دول المنطقة تنسق توجهاتها تجاه إیران حسب أوهام نظریة المؤامرة، وهذا التقييم تجاه إيران يصب في مصلحة النظام الصهيوني".

وأضاف شمخاني أن "الأميركيين لديهم قدرة على العمل وفق الحروب النفسية، ويصورون التوجه الإيراني الداعي إلى الوحدة بین البلدان الإسلامية، بوصفه تصديرًا للثورة أو نشرًا للتشيع".

ويمكن اعتبار هذه التصريحات، وفق مراقبين، على أنها ردة فعل على تصريحات بومبيو، الذي كرر وصف السلوك الإیراني في المنطقة بأنه مدمر ويتوافق مع فكرة تصدير الثورة.

واعتبر شمخاني أن التحدي الأكبر في السياسة الخارجية الإیرانیة هو "العداء الأميركي".

ووفقًا لما قاله شمخاني، فإن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي لا يعني فقدان جميع فرص إیران".

وأضاف شمخاني أن الدول الأوروبية أبلغت إيران بأنها ستسهل المعاملات الاقتصادية لطهران إذا لم تنسحب إیران من الاتفاق النووي، وإذا كانوا مترددین في هذا الموضوع، فإيران لن تنتظر. ومع ذلك أكد أنه "لم ولن نکون من المبادرين بانتهاك الاتفاق النووي".

وقال شمخاني، في إطار التحضير لحل الأزمة في اليمن، إن خطة إيران بشأن اليمن، تمت دراستها مع بعض الدول الأوروبية "ويمكن أن تكون أساسًا جيدًا لحل سياسي".