كورونا وكوادر التمريض في إيران.. أجواء أمنية وتأخير للرواتب
بينما يؤدي الارتفاع السريع في أعداد المصابين بفيروس كورونا في إيران إلى زيادة الضغوط على الكوادر الطبية في المستشفيات، تشير التقارير الرسمية إلى استمرار عمل الممرضين والممرضات وسط تأخير ملحوظ في دفع رواتبهم لعدة شهور والنقص الواضح في المعدات الطبية.
وقد تم، أمس الخميس 5 مارس (آذار)، نشر صور على شبكات التواصل الاجتماعي، لمجموعة من الممرضين في المختبر التابع لمستشفى الزهراء، في مدينة رشت، شمالي إيران، وهم يحملون لافتات، احتجاجًا على التأخير في دفع رواتبهم.
وحمل الممرضون الذين يضعون كمامات طبية خاصة بفيروس كورونا، لافتة مكتوبًا عليها: "لم نتقاض رواتبنا منذ 7 أشهر، سنهزم كورونا".
ووصف مهدي شادنوش، مفوض وزير الصحة الإيراني في محافظة كيلان أوضاع المستشفيات بأنها "مؤلمة"، داعيًا مؤسسات الإغاثة والجمعيات الخيرية إلى المساعدة في توفير احتياجات الشريحة الضعيفة لمواجهة كورونا.
وفي الوقت نفسه، أطلق مركز مكافحة أزمة كورونا في جامعة مشهد للعلوم الطبية حملة لجمع التبرعات النقدية والمساعدات من الشعب، لحماية المتدربين ومساعدي الأطباء في المستشفيات المتخصصة في محافظة خراسان الرضوية.
كما تم نشر صور من مدن طهران وكرمان ونيسابور، لعدد من الممرضين وهم يواجهون نقصًا ملحوظًا في المستلزمات الأساسية من أجل رعاية مرضى كورونا.
ويؤكد أحد الملفات الصوتية المنتشرة في وسائل الإعلام أن عددًا من الأطباء والكوادر الطبية في مستشفى "سيد الشهداء" في منطقة كلوبندك، أضربوا عن العمل، احتجاجًا على نقص الكمامات ومستلزمات السلامة، وقاموا بترك مقر عملهم.
الأجواء الأمنية في المستشفيات
بعدما أعلن النائب عن مدينة قم في البرلمان الإيراني، عن مغادرة 4 أطباء أخصائيين في مجال الرئة، مدينة قم، بؤرة تفشي فيروس كورونا، بعث رئيس جامعة العلوم الطبية في محافظة كلستان، شمالي إيران، عبد الرضا فاضل، برسالة إلى المشرف على مستشفيات المحافظة، حذر فيها كوادر التمريض من مغبة عدم الحضور في أوقات العمل.
وكتب عبد الرضا فاضل، في رسالته المذكورة، أن الممرضين أو الممرضات ستتم إحالتهم إلى أمن المستشفى الذي يعملون فيه، إذا لم يحضروا أو إذا غادروا عملهم، وسيواجهون "الجلد والسجن" بعد إحالتهم إلى الادعاء العام.
من جهة أخرى، تشير بعض التقارير إلى تشديد الأجواء الأمنية وحضور ممثلين من القضاء الايراني وقوات الشرطة في المستشفيات التي تخضع للحجر الصحي من أجل السيطرة على الأوضاع.
وقال أحد المرافقين لأحد المرضى المصابين بفيروس كورونا، في تصريح أدلى به إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، إن استمارة خروج المرضى بعد العلاج يجب أن يوقعها ممثل الادعاء العام.
وفي بعض الحالات تقوم القوات الأمنية بتتبع الممرضين والأشخاص الذين يقومون بتسجيل وبث مقاطع الفيديو عن نقص الإمكانيات والتجهيزات الطبية.
تأخر الرواتب لمدة 18 شهرًا
قبل تفشي فيروس كورونا في إيران، قال وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال اجتماع المجلس الأعلى للتمريض في إيران، إن بعض الممرضين لم يتقاضوا رواتبهم منذ 18 شهرًا.
وقبل ذلك، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلنت وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، عن تجمع عدد من الممرضات والممرضين في مستشفى "الزهراء" في أصفهان، احتجاجًا على تأخير مستحقاتهم.
وقال أحد الممرضين المحتجين لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، إن بعض الكوادر العلاجية لم يتقاضوا رواتبهم منذ 9 أشهر.
نقص الإمكانيات ووفاة الممرضين
وكان بعض الممرضين والممرضات وأعضاء الكوادر الطبية في المستشفيات قد نشروا، خلال الأيام الماضية، تعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي، أعلنوا فيها عن خطورة عملهم في المستشفيات، بسبب نقص المستلزمات الطبية الأساسية، بما في ذلك القفازات الطبية، والملابس الصحية المناسبة للأمراض المعدية.
وقد أكد هذا الموضوع وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، خلال كلمته التي وجهها إلى منظمة الصحة العالمية.
وكتب ظريف مؤخرًا على صفحته في "تويتر": "هناك حاجة عاجلة في إيران إلى هذه المستلزمات: كمامات N-95، وكمامات ثلاثية الطبقات، وجهاز تنفس اصطناعي، وملابس غرف الجراحة، وأجهزة فحص فيروس كورونا، وأغطية واقية، وواقي الوجه والجسم".
تجدر الإشارة إلى أن نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية في المستشفيات الإيرانية يأتي في الوقت الذي تفيد فيه التقارير بوفاة 3 أشخاص على الأقل من كوادر التمريض والعلاج في طهران وكيلان بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.