نشطاء إيرانيون يعتبرون خطاب خامنئي في صلاة الجمعة "وقوفًا في وجه الشعب"
انتقد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة 17 يناير (كانون الثاني)، خطاب المرشد الإيراني، علي خامنئي، في صلاة الجمعة، والذي جاء بعد الاحتجاجات العامة على إسقاط الطائرة الأوكرانية، بقصف صاروخي نفذه الحرس الثوري، واعتبر النشطاء هذا الخطاب "وقوفًا في وجه الشعب".
وردًا على تصريحات خامنئي التي أدلى بها اليوم في صلاة الجمعة بشأن مقارنة الحشود التي حضرت مراسم تشييع جثمان قاسم سليماني، مع عدد المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، صادق زيبا كلام، على صفحته في "تويتر" إلى القيود الأمنية التي يفرضها النظام على منتقديه.
وكتب زيبا كلام: "إذا كان حضور الحشود معيارًا، عندها ينبغي للنظام أن يسمح للمعارضين بأن يظهروا معارضاتهم، تمامًا كما يبذل النظام جل مساعيه لخروج مؤيديه إلى الشوارع".
الجدير بالذكر أنه خلال الأيام الأخيرة شهدت الشوارع والجامعات الإيرانية في مختلف المدن، بما فيها طهران وأصفهان ومشهد ورشت وبابل وهمدان وشيراز، شهدت احتجاجات واسعة من قبل الشعب والطلاب الجامعيين، حيث تم خلالها ترديد هتافات منددة بالحرس الثوري والمرشد الإيراني، كما واجهت قمعًا من القوات الأمنية والشرطة الإيرانية.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي قد تطرق اليوم، في خطبة صلاة الجمعة، بشكل مباشر إلى المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية دون تقديم التعازي لأسر الضحايا ودون الإشارة إلى صاروخ الحرس الثوري الإيراني الذي أدى إلى إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية ومقتل جميع ركابها الـ176 شخصًا.
كما وصف خامنئي المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية بأنهم "مخدوعون وعاطفيون"، فيما اعتبر من ذهبوا إلى تشييع جثمان قاسم سليماني بأنهم "الشعب الإيراني".
ومن جهته، كتب الباحث ومدير مركز الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد الأميركية، عباس ميلاني، على صفحته في "تويتر"، واصفًا مراسم صلاة الجمعة هذه بـ"التاريخية"، مضيفًا: "إنه كرر جميع شعاراته الجوفاء والضارة ورفض تحمل المسؤولية".
وقد اعتبر بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات خامنئي بأنها "مواجهة مع الشعب ووقوف في وجهه".
وكتب ناشط يدعى، أمير مقدم، بعد خطاب خامنئي، أن سلوك الجمهورية الإسلامية "وكما كان متوقعًا لن يتحلى بذرة من التراجع أو المرونة أو مراعاة الناس، ولو حتى بشكل رمزي".
كما كتبت الصحافية في مجال العلاقات الدولية، آمنة موسوي، على صفحتها في "تويتر": "نحن الشعب، اليوم أدركنا أن لا أحد لنا إلا نحن".
كما أثارت تصريحات خامنئي حول اعتبار الهجوم على القواعد الأميركية في العراق وتشييع جثمان قاسم سليماني "من أيام الله"، أثارت رد فعل الأمين العام لحزب اتحاد الشعب، علي شكوراي راد، الذي أشار إلى الأحداث الأخيرة بما فيها "احتجاج المواطنين معدومي الدخل، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقمعهم الدموي الخاطئ"، واعتبرها "حجج الله"، منتقدًا عدم اتعاظ النظام من هذه الأحداث.
وفي المقابل، رحبت شخصيات مقربة من النظام الإيراني والحرس الثوري بتصريحات المرشد الإيراني حول الأحداث الأخيرة في البلاد. ومن هؤلاء الناشط في الباسيج والمقدم في التلفزيون الإيراني، أمير حسين ثابتي، الذي كتب أن تصريحات خامنئي والحشود الحاضرة في المصلى غيرت "أجواء الرأي العام"، محذرًا من ردود الفعل المحتملة على هذه التصريحات في الفضاء الافتراضي ووسائل الإعلام.
وأطلق مؤيدو خامنئي على "تويتر" هاشتاغ "صلاة الجمعة المصيرية" للتغريد في هذا المجال، فيما أثار تأكيد المرشد الإيراني على استمرار وتعزيز محور المقاومة وفيلق القدس، ردود أفعال من قبل بعض الشخصيات.
وفي هذا السياق، كتب مهدي محموديان، السجين السياسي السابق والناشط الإصلاحي، على صفحته في "تويتر": "بالنسبة لي، محور المقاومة يعني أبناء بلدي في سيستان-بلوشستان، وخوزستان، والمواطنين الأكراد في إيلام، وكرمانشاه، محور المقاومة يعني الشعب المنكوب بالزلزال في سربل ذهاب، وأذربيجان، يحيا محور المقاومة".
أما نظام الدين موسوي، الرئيس السابق لوكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري، فقد دعم على صفحته في "تويتر"، استراتيجية خامنئي، في الفترة التي سماها "فترة ما بعد قاسم سليماني".
كما انتقد بعض نشطاء "تويتر"، وفي المجموعات التلغرامية، عدم إشارة خامنئي في تصريحاته اليوم إلى عشرات الضحايا في مراسم تشييع قاسم سليماني، في كرمان، أو منكوبي الفيضانات في سيستان-بلوشستان.