رحبت وسائل إعلام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتحليلاتها، التي تُظهر الارتياح والفرح بأخبار التفجير الناتج عن "التخريب" في ميناء الفجيرة، وحرق عدد من السفن التجارية، بما في ذلك ناقلتان نفطيتان سعوديتان؛ وهو نهج يمكن اعتباره انعكاسًا منسقًا مع وجهة نظر السلطات العسكرية والسياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في هذا الصدد، أشارت وکالة أنباء "مهر" المقربة من الأصوليين، في تحليل شامل، إلى "الفراغ الأمني" في الإمارات. ووصفت "النفي الغريب" لخبر تفجيرات يوم الأحد بأنه "فضيحة كبرى". وحتى وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) وصفت تفجيرات الفجيرة بأنها "كابوس أصحاب ناطحات السحاب في جنوب الخليج الفارسي". 

وفي وقت سابق، بث التلفزيون الحكومي الإيراني مقابلة مع علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، الذي قال: "إن وضع الأميركيين في المنطقة يشبه قطعة اللحم بين أسناننا، وإذا أقدم (الأميركيون) على خطوة فسنضربهم في الرأس".. وهي مقابلة تم نشر نصها المكتوب أيضًا على المواقع الإلكترونية الداخلية، ومن بينها موقع "تابناك"، التابع للقائد السابق للحرس الثوري والأمين الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي.

وفي تحليله المبالغ فيه والساذج لقدرات إيران الهجومية، والضعف الدفاعي الأميرکي، قال علي حاجي زاده، في التلفزيون الإيراني الحكومي: "نظرًا لوجود حاملة طائرات تحمل على الأقل 40 إلى 50 طائرة، وقوات قوامها نحو 6 آلاف جندي على متنها، فضلاً عن القواعد الأميركية في قطر والإمارات والبحرين وأفغانستان التي تقع في مدى الصواريخ الإيرانية عالية الدقة، فإن التهديدات السابقة أصبحت الآن فرصة بالنسبة لنا".

حاجي زاده في زعمه التلفزيوني، الموجّه بالتأکيد للمشاهدين في الداخل، لم يشرح، وطبعًا لم يُسأل: هل بمجرد تحديد مكان الهدف، يمكن ضمان إصابته والقضاء عليه أم لا؟

الحقيقة هي أن المنشآت والمعدات العسكرية للقوات المتعددة الجنسيات الموجودة في المناطق المجاورة لمياه الخليج، تمتلك أكثر القدرات الدفاعية والهجومية تطورًا في الوقت الحالي، في حين أن القوة الهجومية الحالية الإيرانية ضد الولايات المتحدة ودول جنوب الخليج الفارسي، قديمة وقليلة وقائمة على القدرات الصاروخية ذات "القدرات التكتيكية".

إن الرؤوس الحربية المتفجرة للصواريخ الإيرانية، حتى إذا تم تحسين قدرات الاستهداف الخاصة بها، أو أصبحت- حسب قول حاجي زاده- "عالية الدقة"، فإن قدرتها التدميرية في حالة إصابة الهدف، محدودة.

وعلی الرغم من أن الزوارق السریعة التابعة لقوات الحرس الثوري البحریة تشكل تهديدًا خطيرًا للسفن التجارية وناقلات النفط التي تمر أو ترسو في منطقة الخليج ، ولکن منذ هجوم عناصر تنظيم القاعدة على المدمرة الأميرکية "يو إس إس كول" في عام 2000، وخاصة بعد المناورات البحرية لعام 2002 للتمرن على كيفية التعامل مع تهديدات الزوارق السریعة، زادت قدرات الدفاع الأميركية بشكل كبير لمواجهة تهديد هذه الزوارق.. 

الهجوم على حاملة الطائرات الأميركية إبراهام لينكولن (فئة نيميتز بسعة 100 ألف طن ومجهزة بـ90 طائرة ومروحية) من تحت الماء وباستخدام الطوربيد، غير ممكن، نظرًا للقدرات الدفاعية لمثل هذه الحاملة مزدوجة الجدار. وحتى الآن، لم يضرب طوربيدٌ أيَّ حاملة طائرات حديثة ولم يسبب لها أضرارًا.

أما إذا أصيبت بصاروخ من الجو، فلن تغرق حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن"، ولإلحاق أضرار جسيمة بها فمن الضروري استخدام صواريخ كروز فوق سرعة الصوت الروسية الصنع والتي يطلق عليها "ياخوت" بالرؤوس الحربية النووية. والتي لا تملكها الجمهورية الإسلامية حاليًا.

ولکن الدعايات الإعلانية، مثل المقابلة التلفزيونية الأخيرة مع حاجي زاده، والاستفزازات غير المسؤولة والمنسقة من قبل وسائل الإعلام الداخلية الإيرانية، بعد نشر خبر عملية الفجيرة، وحرق عدد من السفن التجارية وناقلات النفط في الخليج، هذه الدعاية يمكن أن تغير بسرعة طبيعة التوترات السياسية والإعلامية الحالية في المنطقة، وتجعل اتخاذ إجراء عسكري انتقامي أمرًا لا مفر منه، مما يمهد الطريق لوضع مختلف، لا شك أنه سيكلف إيران أكثر مما تتكلفه مع استمرار الوضع الحالي.