روحاني: الانخفاض الشديد في مستوى المياه الجوفية خطر بالغ
حذر الرئيس حسن روحاني، من وضع احتياطيات البلاد من المياه، وقال إن المياه الجوفية واجهت انخفاضًا شديدًا بسبب السحب المفرط، وأن استمرار هذا الوضع "سيكون سببًا في سخط الطبيعة وغضب الله".
وأشار حسن روحاني، اليوم، في اجتماع مع وزير الزراعة وكبار المديرين في وزارة الزراعة، إلى السحب المفرط من المياه الجوفية، وقال: "في وقتٍ من الأوقات، كنا نصل إلى الماء على عمق 30 مترًا، لكننا الآن نصل إليه على عمق 300 متر. وهو ما يشير إلى أننا سحبنا بإفراط".
وقد حذر رئيس الجمهورية الإسلامية من هذا الوضع، وأضاف: "اعلموا أن أي شخص يظلم الطبيعة، فالطبيعة لن تسامحه، وإذا تسامحت، فسيكون لفترة قصيرة . نحن نجلب سخط الطبيعة وغضب الله".
تجدر الإشارة إلى أن إيران تشهد هذا العام واحدة من السنوات الأكثر جفافًا في نصف القرن الماضي، وفقًا لما قاله رضا أردکانيان، وزير الطاقة الإيراني، حيث انخفض منسوب المياه الجوفية في البلاد مترًا بسبب السحب المفرط.
وبسبب انخفاض نصيب الفرد من الثروة المائية، تم حظر 355 سهلا من 609 سهول في البلاد.
وتطلق تسمية السهل المحظور على السهل الذي ينخفض فیه مستوى منسوب المياه الجوفية بشكل منتظم.
يشار إلى أن نحو 45 في المائة من الآبار في إيران هي آبار غير قانونية. ويقدر اعتماد البلاد- في الاستعمال- على موارد المياه الجوفية بنسبة 55 في المائة.
وأضاف حسن روحاني: "إذا لم تكن هناك مياه، فستکون هناك مشاكل أخرى".
وقال عضو اللجنة الزراعية في البرلمان الإيراني، علي أکبري، في أغسطس (آب) الماضي، إن 85 في المائة من موارد المياه الجوفية في إيران نضبت. واعتبر السحب المفرط من المياه الجوفية في البلاد هو السبب وراء ذلك، وذکر أن من مخاطر التي تنتج عن سحب المياه الجوفية هبوط الأرض.
ووفقًا لما قاله أکبري، فإن سحب المياه الجوفية کان لدرجة أن سهل طهران ينخفض کل سنة 18 سنتيمترًا وما زال قيد الهبوط.
ووصف المسؤولون الإيرانيون، أکثر من مرة، قضية المياه بأنها قضية أمنية. وفي يوم الأربعاء الماضي الموافق 2 يناير (کانون الثاني) تجمع مزارعو أصفهان مرة أخرى، احتجاجًا على عدم حصولهم على حصتهم من المياه، وحاولت قوات الأمن تفريقهم من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع ومهاجمة المتظاهرين.
وقد تجمع مزارعو أصفهان في مدن مختلفة من المحافظة منذ شهر أکتوبر (تشرين الأول) احتجاجًا على عدم توفير المياه لزراعة الخريف. ووفقًا لما قاله المزارعون، فإن الحظر المفروض على الزراعة وعدم وفاء الحكومة بوعودها للتعويض عن الخسائر المالية الناجمة عن عدم وجود زراعة، ملأ حياتهم وحياة عوائلهم بالمشاكل.
وفي كلمته، يوم الاثنين، أشار حسن روحاني إلى أن العبء الرئيسي لأمن البلاد يقع على عاتق المزارعين، قائلاً إنهم "يوفرون احتياجاتنا الغذائية والأساسية والحيوية، ويجب أن نؤمن المزارعين بطريقة ما، بحيث يكونون متأكدين من أنهم إذا كانوا سيتضررون هذا العام، فسيتم تعويضهم في سنة أخرى".
وأضاف الرئيس: "ولكن من غير المعروف هل ستزيد مياهنا أم ستنخفض.. ولسوء الحظ، فإن احتياطيات المياه الجوفية الخاصة بنا ليست جيدة. لقد استخدمنا بعض الأشياء من قبل (...) وقدمنا ترخيصات غير صحيحة".
يشار إلى أن إيران تزداد حرارةً وجفافًا تدريجيًا. كما انخفض متوسط هطول الأمطار خلال 10 سنوات من 250 ملم إلى 217 ملم، على مدى السنوات الخمسين الماضية، في حين زاد متوسط درجة الحرارة في البلاد کل عقد 0.4 درجة مئوية.
ومن بين 177 سدًا کبيرًا في إيران، هناك 78 سدًا يخزن أقل من 40 في المائة من المياه. وبسبب نقص الأمطار، قياسًا بالعام الماضي، انخفضت المياه الداخلة إلى السدود بنسبة 33 في المائة، كما انخفض خروج المياه بنسبة 28 في المائة. وفي المتوسط، فإن 49 في المائة فقط من مخازن السدود ملأى بالمياه.
ومنذ يناير (كانون الثاني) 2018 فصاعدًا، ازداد عدد الاحتجاجات حول شح المياه. وكان وزير الطاقة الإيراني قد حذر، في وقت سابق، من أن هذا الاتجاه لا يتغير، وأن التعامل معه ينبغي تغيير أسلوب الاستهلاك وإدارة المياه.