بعد توقف دام 70 يومًا عن عرض شحنة جديدة من النفط في البورصة، عرضت شركة النفط الوطنية الإیرانیة  مليون برميل من النفط الخفيف بسعر 52 دولارًا و42 سنتًا في البورصة.

وذکرت وکالة الطلبة الإيرانية "إيسنا" اليوم الثلاثاء  22 يناير (كانون الثاني) أنه "على الرغم من تمديد مدة الشراء، فلم یتقدم حتى الآن أي مشترٍ لهذه الشحنة".

وفي أکتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، تم عرض مليون برميل من النفط في البورصة، وتم بيعها على مرحلتين في الآونة الأخيرة، وادعى وزير النفط الإیراني بیغن نامدار زنغنه، أن القطاع الخاص قد نجح في تصدير هذه الشحنة.

وتقول إيران إن أسماء عملائها النفطيين سرية ولا تقدم أية معلومات عن الشركات أو البنوك الخاصة التي قامت بشراء النفط في البورصة وتبيعه لمصافي التكرير الأجنبية.

يشار إلى أن فشل بيع النفط في البورصة حدث في الوقت الذي تحسنت فيه ظروف العرض قياسًا بالفترات السابقة، حيث كان على عميل النفط تسليم 20 في المائة على الأقل من المبلغ في البورصة بالعملة الصعبة، ولكن الآن يمكنه تسوية 100 في المائة من قيمة الشحنة بالريال الإيراني، خلال ثلاثة أشهر.

ومع انسحاب الولايات المتحدة الأميرکیة من الاتفاق النووي، انخفضت صادرات النفط الإيرانية بشدة، وقررت الحكومة بيع جزء من نفطها للقطاع الخاص ليقوم العميل بنفسه بتسويق النفط.

وليس من الواضح حتى الآن لماذا لا يرغب القطاع الخاص في شراء النفط مرة أخرى؟ ولكن السعر المعروض جيد جدا للنفط الخفيف، حيث إن سعر مؤشر برنت الذي يقارب سعر النفط الإيراني تقريبًا، هو 62 دولارًا و46 سنتًا، والمعروض من النفط الخفيف يقل 10 دولارات عن أسعار الأسواق الدولية، وهو ما يبدو جذابًا للغاية.

ولكن من المحتمل أن يكون لفشل عرض النفط في البورصة عوامل أخرى، منها عدم قدرة القطاع الخاص على التسويق، والنقل، وتأمين وبيع النفط، أو سوق الطاقة غير الشفاف في إيران.

وذكرت وكالة أنباء "فارس" مؤخرًا أن "مسؤولي وزارة النفط، بموافقة المجلس الاقتصادي الأعلى، يبيعون النفط الخام بشروط أكثر جاذبية وأسعار أقل في البورصة. هذا الإجراء، الذي سيجري من خلال التفاوض مع المشترين في أجواء غير شفافة وغير تنافسية في غرفة مظلمة، بطبیعة الحال ستضعف سوق البورصة".

وحول مبيعات النفط بطرق موازية في البورصة، قال الرئيس التنفيذي لبورصة الطاقة، سيد علي الحسيني، في مقابلة له مع وکالة "فارس" للأنباء: "إن هذا الموضوع من الآفات التي أصابت بورصة الطاقة، والبورصة معترضة على ذلك".

وبشكل أساسي، فإن أي إجراء يؤدي إلى فتح قنوات أخرى إلى جانب السوق التي تعرض فيها السلع بشفافية، بالتأكيد سيكون خطأً".

ووفقًا للتقارير الأخيرة، فقد بلغت صادرات إيران من النفط الخام نحو مليون برميل يوميًا. وأفادت وكالة الطاقة الدولية مؤخرًا بأن إجمالي صادرات إيران من النفط الخام ومكثفات الغاز انخفضت إلى 1.3 مليون برميل يوميًا.

یذکر أن إيران صدرت في العام الماضي 2.2 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، و300 ألف برميل من صادرات المكثفات الغازية.

والمكثفات الغازیة هي نوع من النفط الخام الخفیف جدًا وعالي الجودة وعالية السعر، وينتج من حقول الغاز مثل حقل فارس الجنوبي، ويستخدم بشكل رئيسي في إنتاج أنواع الوقود عالية الجودة والبتروكيماويات.