إطلاق قمر إيراني عسكري.. "ردع" أم تهديد أمني؟.. وإحصائيات كورونا الرسمية غير الواقعية.. أبرز عناوين اليوم
نقلت الصحف اليوم ردود الفعل الأجنبية والمحلية على إطلاق القمر الصناعي العسكري "نور" إلى مدار حول الأرض. بوصفه أول قمر صناعي للجمهورية الإسلامية، وادعى قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أن إيران أصبحت الآن قوة عظمى، مضيفًا أن وجود الحرس الثوري الإيراني في الفضاء سيحسِن من قوة الردع في البلاد.
لكن محسن أمين زاده، مساعد وزير خارجية حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، تناول استراتيجية الردع في مقال نشرته صحيفة "شرق"، قائلاً إن تطوير القوة العسكرية دون تناسب مع القوة الاقتصادية أمر خطير.
يذكر أن الولايات المتحدة علقت على إطلاق القمر الصناعي، واصفة إياه بأنه انتهاك لقرار الأمم المتحدة رقم 2231. وقالت إنها ستحيل ملف إيران إلى مجلس الأمن.
صحيفة "كيهان" علقت بدورها على تعليق الولايات المتحدة، وأعربت عن اعتزازها بأن الولايات المتحدة والدول الغربية احتجت على إجراءات الحرس الثوري الإيراني على مستوى عال، واصفة إياها بعلامة على "النجاح الاستراتيجي" لمشروع الحرس الثوري الإيراني.
كما أعربت "كيهان" عن سرورها لأن الحرس الثوري نجح في إنهاء هذا المشروع "الحساس"، بحسب الصحيفة، دون أن تصل معلوماته للعدو. وحسب الصحيفة فإن هذا المشروع ليس نجاحًا استراتيجيًا عسكريًا فحسب، بل أيضًا نجاح في مجال الصناعة والتقنيات المتفوقة لأنه يظهر مدى تطور تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية.
تجدر الإشارة إلى أن أول قمر صناعي أطلق إلى الفضاء يعود إلى عام 1957، وبقي يدور حول الأرض مرة كل 92 دقيقة لمدة ثلاثة أشهر.
يمكننا الآن أن نقرأ معًا مقتطفات من الصحف.
"شرق": استعراض القوة العسكرية من دون قوة اقتصادية يعني كوريا الشمالية
يعود ربط الردع بالقوة العسكرية إلى فترة الحرب الباردة، لكن اليوم تغيرت عناصر القوة الوطنية، بطريقة لا تخلق فيها القوة العسكرية العالية والقوة الاقتصادية المنخفضة هيبة دولية لأي بلد.
ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق محسن أمين زاده، أن العلاقات الاقتصادية بين الدول تلعب دورًا بناء، ليس فقط في الردع الاقتصادي، ولكن أيضًا في الردع العسكري، مضيفًا أن اقتصاد الاكتفاء الذاتي والانطوائي لا معنى له، ومنع أي علاقات اقتصادية لأي سبب، بما في ذلك الاعتبارات السياسية والأمنية، مكلف للمصالح الوطنية والأمن القومي وزيادة ذلك خطيرة جدًا.
يعتقد الدبلوماسي الإيراني السابق أن وضع القوة الاقتصادية الإيرانية في العالم يتدهور ويضعف بشكل خطير، وهذا الوضع يضر بشدة بمكانة إيران ومصداقيتها، على الرغم من قدرتها العسكرية أو نفوذها الإقليمي، مضيفًا أن إظهار تفوق القوة العسكرية دون قوة اقتصادية متناسبة مع ذلك يمكن أن يضع البلاد في وضع مشابه لكوريا الشمالية دوليًا.
"ستاره صبح": إحصائيات كورونا الرسمية غير واقعية
في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، أكد مسعود يونسيان، عضو هيئة التدريس في جامعة طهران للعلوم الطبية، أن إحصائيات كورونا في إيران الرسمية أقل مما هي عليه في الواقع، لأن اختبارات الفيروسات ليست دقيقة للغاية. حيث يتم الإعلان عن نصف الحالات فقط، وإجراء الاختبار لنصف المرضى الموجودين في المستشفى.
وبحسب النائب السابق لمدير جامعة طهران للعلوم الطبية، فإن الإحصائيات أعلى بنحو 20 مرة مما يتم الكشف عنه رسمياً.
وفيما يتعلق بسياسة الحجر الصحي، يعتقد يونسيان أنه عندما نواجه مرضًا غير معروف مثل فيروس كورونا، وهو شديد العدوى، يجب أن يتم فرض الحجر الصحي، واتباع إرشادات منظمة الصحة العالمية، معتبرًا أن سياسة إعادة فتح الأعمال التي انتهجتها الحكومة لا تستند إلى المعرفة والمنطق.
"اعتماد": عدم القدرة على التكيف أساس عدم النجاح
تناول عباس عبدي في مقاله عدم القدرة على تنفيذ السياسات في إيران، ويستشهد بمثالين لتوضيح أن هيكل صنع السياسات في إيران يتخذ أحيانًا قرارات أو سياسات بسبب آراء تقليدية، أو بسبب المفاهيم الأمنية الخاطئة. ويتخذ قرارات أو سياسات يرفض التراجع عنها.
ويشير عبدي إلى طقوس رؤية هلال شهر رمضان، وتركيب كاميرات لرصد الهلال من قبل النظام، في نفس الوقت الذي يعلن فيه عن إطلاق القمر الصناعي.. ويسأل عبدي كيف يمكن الثقة في الحسابات الرياضية لمعهد الجيوفيزياء بجامعة طهران لإطلاق القمر الصناعي دون الاعتماد على هذه البيانات في إعلان بداية شهر رمضان.
ويعتبر عبدي أن السبب الوحيد لذلك هو تحويل الفعل العادي إلى عمل طقسي وديني، وهو يعتقد أن عدم قبول التغييرات وعدم القدرة على التكيف هو أساس جزء مهم من السياسات غير الناجحة في إيران.
"إيران": أوقات صعبة للمرأة المعيلة
كتبت ليلى أرشد، المرشدة الاجتماعية، في مقال في صحيفة "إيران" حول تأثير كورونا على وضع النساء المعيلات، معتبرةً أنها تجربة مريرة ومؤلمة، وموضحةً أن العديد من النساء ربات الأسر يعشن في أحياء فقيرة أشبه بالكهوف، في حالة سيئة حتى في ظل الظروف العادية، لكن مشاكلهن ازدادت مع تفشي فيروس كورونا.
وتضيف المرشدة الاجتماعية أن "عددا من النساء فقدن وظائفهن. وأغلبهن من العاملات في قاعات الاستقبال أو المطاعم أو يكسبن رزقهن كبائعات متجولات، والآن جلسن في البيوت بسبب تفشي فيروس كورونا.. إن بطالة هؤلاء النساء تأتي في ظروف فرضت عليهن، بالإضافة إلى تكاليف المعيشة، تكاليف صحية ونفقات طبية. والعديد من هؤلاء النسوة اضطررن إلى إرسال أطفالهن للشوارع لكسب لقمة العيش، رغمًا عن إرادتهن، وهذا يمثل تهديدا لصحتهن ودخلا أقل لأن الناس أقل رغبة في الشراء. وكل هذه الظروف ستؤثر سلبًا على المجتمع في مرحلة ما بعد كورونا".