كانت العناوين العريضة  للصحف الإيرانية اليوم الاثنين منقسمة بين اتفاق مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي مع المسؤولين الإيرانيين، وزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وإلغاء التأشيرات بين إيران والعراق. 

في قضية الاتفاق مع الوكالة الدولية كان تساؤل بعض الصحف الإصلاحية هو لماذا يتم اعتبار الاتفاق في حكومة رئيسي المدعومة من المرشد إنجازا بينما مثل هذا الاتفاق في فترة الرئيس السابق حسن روحاني، خيانة للمصالح الوطنية؟ 

لكن الهدف من هذا الاتفاق في نظر بعض الصحف الصادرة اليوم هو الحيلولة دون إصدار قرار جديد في الوكالة يدين طهران في ملفها النووي.

حول الموضوع اختارت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة عنوان: "اتفاق الوكالة الدولية وإيران على مواصلة التعاون بين الطرفين". 

صحيفة "آرمان ملي" كان عنوانها: "خطوة إيجابية: اتفاق في طهران وتفاوض في فيينا". أما صحيفة "آفتاب يزد" فاختارت عنوانا مثيرا: "تنازلنا أم تنازلوا؟". ومن يقرا تفاصيل ما ورد في تقرير الصحيفة لن يفهم في النهاية من تنازل أمام الآخر.

صحيفة "كيهان" المقربة للمرشد والمتشددة أمام أي اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الحكومة السابقة التزمت الصمت أمام هذا الاتفاق، بل وفضلت في صفحتها الأولى الحديث عن

انخفاض سعر الأسمنت بدل زيارة غروسي لطهران التي حظيت باهتمام محلي وعالمي. صحيفة "خراسان" الأصولية والداعمة لإبراهيم رئيسي، كتبت: "اتفاق مشروط"، ونقلت عن مصدر وصفته بـ"المطلع" أن الاتفاق تم بشرط، هو أن لا يتم إصدار أي قرار ضد إيران في الوكالة الدولية.

وعن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لطهران فقد انصب الاهتمام على موافقة الكاظمي على إلغاء التأشيرات بين البلدين الجارين. أما بعض الصحف الاقتصادية فكتبت أن الرئيس رئيسي أكد للكاظمي على ضرورة تنفيذ العراق لالتزاماتها المالية لإيران، وإعادة الأموال الناتجة عن بيع طهران الغاز والكهرباء للعراق. 

صحيفة "جوان" المقربة للحرس الثوري الإيراني زعمت أن متابعة ملف مقتل قاسم سليماني في بغداد كان من بين مطالب إبراهيم رئيسي من الكاظمي. 

"تبخر السعرات الحرارية من مائدة الأسر الإيرانية" كان عنوان صحيفة "دنيا الاقتصاد" الأول. الصحيفة كتبت في تقريرها عن انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء بأكثر من 50 في المائة خلال العشرة أعوام الماضية، و35 في المائة لمنتجات الألبان و34 في المائة في استهلاك الأرز.

يمكننا الآن أن نتابع تفاصيل بعض الأخبار في بعض الصحف الأخرى..

"ابتكار": سئمنا من تسييس كل شيء

الإحصاءات والمشاهدات لا تعطي بشرى جيدة عن الظروف الاقتصادية والمعيشية للشعب. إنَّ الكثير من الناس لم يروا لون اللحم والدجاج منذ فترة طويلة، بل يضطرون إلى دفع الكثير مقابل طعام بسيط مثل الخبز والزبادي.

لكن في خضم هذه الأزمة، لا يزال لكل شيء لون ورائحة سياسية. الآن يمكن وصف أي حديث أو نقد بأنه سياسي. قضايا مهمة مثل التطعيم تأثرت بالخلافات السياسية. واليوم، مع كل التأخيرات، تكثفت عملية التطعيم فقط من خلال تغيير المناخ السياسي.

تم أيضًا تسييس قضية العقوبات، التي تؤثر بشكل مباشر على معيشة الناس، والآن اعتبر الأصوليون كل خطوة من خطوات الحكومة الجديدة إيجابية، وكانت الخطوات نفسها في الحكومة السابقة سلبية. في الواقع، يجب الاعتراف بأن كلا التيارين الرئيسيين في البلاد، أي الأصوليين والإصلاحيين، يتظرون للأمور بتحيز. غير مهتمين بالناس الذين يقعون ضحية في نتائج هذه الصراعات غير المثمرة.

ربما كان من الممكن أن يكون للاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكثير من الجدل في الإدارة السابقة، بينما يُنظر إليه اليوم على أنه إنجاز دبلوماسي إيجابي.

العراقيل السياسية التي تحول دون الاتفاقات والعلاقات الدولية بسبب عدم تطابق الخط الآيديولوجي والسياسي لن تجلب الحظ السياسي للفصيل المنافس، لكن الناس على دراية بهذا النوع من الصراع غير المثمر، وستتحمل جميع التيارات التكلفة.

"جهان صنعت": منع استيراد اللقاح كارثة ما زلنا ندفع ثمنها

كتب محمد بلوري، أحد الصحافيين الاجتماعيين البارزين، في افتتاحية "جهان صنعت" اليوم، عن الخطأ الكارثي المتمثل في منع استيراد اللقاحات الأجنبية بينما كان المجتمع في أشد الاحتياج إليه، والوعود بإنتاج لقاحات محلية.

وقال "بلوري" في افتتاحية صحيفة "جهان صنعت" إن "هذه السياسة قتلت آلاف الأشخاص وما زلنا نشهد أكبر عدد من الضحايا بين المتضررين من هذا الخطأ الفادح... وبسبب نقص الأسرّة في المستشفيات، نرسل المرضى المصابين الذين حالتهم سيئة إلى منازلهم بدلًا من الحجز، وتذهب العائلات إلى الصيدليات للعثور على المصل وكبسولات الأكسجين".

وفي جزء آخر من المقال يكتب: "في مثل هذه الحالة التي يكون فيها المجتمع مضطربًا نفسيًا وجسديًا، نرى هجرة كبيرة للأطباء والطاقم الطبي والممرضين".

"اعتماد": الاتفاق الأخير سيمنع صدور قرار من مجلس المحافظين ضد إيران

في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" قال محلل السياسة الخارجية، حسن بهشتي بور، إن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيستمر حتى لا تتكرر أحداث 2006-2010 بشأن إصدار قرارات مجلس الأمن ضد إيران.

ويعتبر "بهشتي بور" زيارة "غروسي" والاتفاق الأخير كافيًا لمنع صدور قرار من مجلس المحافظين ضد إيران.

ويقول إن العقوبات لا يمكن رفعها إلا من خلال المفاوضات. والقدرة النووية المتزايدة ستساعد في رفع العقوبات.

ومن جانبه وصف علي بيكدلي، أستاذ العلاقات الدولية، في مقال له، الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة بأنه "انسحاب إيران في الوقت المناسب". وكتب بيكدلي أن إيران وافقت على منع رفع القضية إلى مجلس الأمن.

وأكد بيكدلي أيضًا أنه من الخطأ تصور أن تكون المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قريبة جدًا من مفاوضات الاتفاق النووي.