قامت السلطات الإيرانية، صباح أمس السبت، بتنفيذ حكم الإعدام بحق نويد أفكاري الذي تم اعتقاله في شيراز، جنوبي إيران، بعد احتجاجات أغسطس (آب) 2018، بتهمة قتل حسين تركمان، حارس الأمن في دائرة المياه في شيراز. وعلى الرغم من أن هذا الحكم قد أصاب العالم بصدمة وحزن عميق إلا أنه لم ينل من اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد إلا النزر اليسير، وهي أيضا اكتفت بسرد الرواية الحكومية عن الحادثة.

ووفقًا لما ذكره محامي نويد أفكاري، فإن الوثيقة الوحيدة التي استندت إليها المحكمة في توجيه تهمة القتل، هي اعترافات نويد أفكاري؛ في حين كان نويد قد أعلن أن هذه الاعترافات تم انتزاعها منه تحت التعذيب.

وفي شأن متصل، نجد أن عناوين الصحف اكتظت بخبر إصدار المحكمة حكما قضائيا بحق على أكبر طبري النائب التنفيذي لمكتب صادق لاريجاني خلال رئاسة الأخير للقضاء، وجاء الحكم بالسجن 31 عاما في تهمتي "قيادة" شبكة رشى، و"تلقي رشاوى متعددة".

وبحسب ما ذكره، المتحدث باسم القضاء، غلام حسين إسماعيلي، فقد حُكم على طبري أيضًا بالسجن لمدة 12 عامًا ونصف العام بتهمة غسل الأموال. كما حُكم على المدعى عليه بـ"الفصل الدائم من الوظيفة الحكومية، ومصادرة الممتلكات الناتجة" عن تلقي رشاوى، ودفع غرامة قدرها 120 مليار تومان.

وكتبت الصحف، لاسيما الصحف الأصولية، عن الموضوع بشكل مكثف، لكي تصور رئيس قضائها بأنه حامل لواء مكافحة الفساد، ووصفت "وطن امروز" هذا الحكم بـ"الحكم الأكبر" مشيرة إلى اسم المدان (أكبر طبري)، فيما عنونت "حمايت" التابعة للقضاء الإيراني بـ"محطة العدالة"، فيما قالت "كيهان" مدافعة عن قرار المحكمة بأن ذلك هو "نتيجة خيانة العدالة".

أما صحيفة "عصر ايرانيان" فانتقدت القرار معتبرة أنه خفيف بحق من قام بالفساد طوال 20 سنة وأن الحكم الصادر بحقه لا ينسجم مع حجم الجرائم التي ارتكبها.

وصحيا ذكرت صحيفة "آرمان ملي" أن طهران تشهد أسوأ وضع بالنسبة لانتشار فيروس كورونا،  مستشهدة بكلام الخبير الطبي علي رضا زالي الذي قال إن  طهران أصبحت بؤرة تفشي الفيروس وهي لا يمكن مقارنتها مع المحافظات الأخرى وقد تجاوزت وضعية المرحلة الحمراء.

وحسب تقرير الصحيفة، ففي الأسبوع الماضي شهدت طهران ارتفاعا بنسبة 30 في المائة في عدد الوفيات، ونقلت تصريحات بلدية طهران وقولها إنه لا توجد إدارة واحدة للتعامل مع جائحة كورونا، وإن الناس أصبحوا حائرين لا يعرفون ماذا يجب عليهم أن يفعلوا.

كما عنونت بعض الصحف الإصلاحية مثل "آفتاب يزد"، و"شرق"، بخبر وفاة رجل الدين المقرب من الإصلاحيين یوسف صانعي، عن عمر تجاوز 83 عامًا، واصفة إياه بالفقيه النشط وتلميذ الخميني، ومرجع التقليد المجدد في عالم التشيع.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"جهان صنعت": خطوط حمراء أمام كشف الفساد الاقتصادي

تناولت صحیفة "جهان صنعت" أداء السلطة القضائية وطريقة تعاطيها مع ملفات الفساد الاقتصادي التي أصبحت في الآونة الأخيرة حديث الناس والموضوع الأكثر سخونة وتداولا لدى الرأي العام الإيراني.

وانتقد مرتضى شهبازي الناشط الحقوقي ورئيس نقابة المحامين النظرة السائدة حول التعامل مع ملفات الفساد، لأن الإيرانيين حسب اعتقاده لم يتوصلوا بعد إلى الإيمان بوجود فساد منظم في البلاد، مشددًا على ضرورة أن تكون هناك برامج وإرادة وطنية جادة لمكافحة الفساد الذي بات يضرب أعمدة البلد.

وقال شهبازي إن من شروط تحقيق هذه الغاية والتغلب على الفساد هو وجود مؤسسات مدنية ووسائل إعلام مستقلة وجريئة، مضيفًا: "يجب أن يكشف الصحافيون الفساد دون خوف أو قلق، وحتى لو أخطأت وسائل الإعلام فلا ينبغي أن تتم معاقبتها لكننا لا نزال نواجه خطوطا حمراء في الكشف عن الفساد".

كما انتقد الناشط الحقوقي الانتقائية الموجودة في اختيار المحامين من جانب السلطة القضائية وعدم وجود محامين مستقلين في ملفات الفساد الاقتصادي لأن ذلك يتعارض مع المادة 35 من الدستور الإيراني، حسب رأيه.

"شرق": ارتفاع العملات الأجنبية بسبب الخروج من البورصة

استبعدت صحيفة "شرق" أن تتم السيطرة على اضطرابات الأسواق بعد قرار إلغاء منع البنوك والمصارف من الاستثمار في سوق البورصة، مؤكدة أن تجاوز سعر الدولار لـ26 ألف تومان وأوقية الذهب 12 مليون تومان يدل على أن السيولة العائمة تخرج من البورصة وتستثمر في قطاعات أخرى.

ويوصي الخبراءُ الحكومة والبنك المركزي بأن تتم زيادة فوائد البنوك لكي يسهل جلب هذه الاستثمارات إلى العملة المحلية.

ویقول النشطاء الاقتصاديون أن الجميع في هذه المرحلة يشترون ولا يبيعون وهو ما يقوي التوقعات التي ترى أن أسعار العملات سوف تواصل الارتفاع.

"ستاره صبح": التطبيع مع إسرائيل نتيجة تشدد السياسة الخارجية الإيرانية

قال قاسم محب علي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإقليمية لصحيفة "ستاره صبح" إن اتفاق البحرين مع إسرائيل يأتي في إطار استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية لتشكيل تحالف ضد إيران، مؤكدا أن ظهور مواقف متشددة من مسؤولين إيرانيين من شأنه أن يوحد الأطراف العربية ويشكل إجماعا عربيا ضد طهران.

بدوره توقع فريدون مجلسي أن تنضم دول عربية أخرى إلى مسار إبرام اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وقد تبادر دول عربية مثل عمان وقطر والسعودية إلى مثل هذه الاتفاقيات.

ورأى الخبراء أن هذه الأحداث تكشف عن ظهور واقع سياسي جديد في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر صلاح الدين هرسني المحلل السياسي في مقال بصحيفة "جهان صنعت" أن الهدف النهائي للتطبيع مع إسرائيل هو عزل إيران وكبحها، معتقدًا أن هذه التحولات هي نتيجة للنهج المتشدد والكامن في السياسة الخارجية الإيرانية.