عارض النائب عن مدينة مهاباد التابعة لمحافظة أذربيجان غربي إيران في البرلمان الإيراني، جلال محمود زاده، الدعوة لزيادة عدد سكان البلاد، قائلا إن الشباب في الأوضاع الراهنة يضطرون إلى مغادرة البلاد "بسبب عدم وجود فرص عمل، ومع ذلك هناك من يتطلع لزيادة أعداد السكان".

وفي تصريح له، اليوم الاثنين الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال الاجتماع العلني للبرلمان الإيراني، أعلن محمود زاده أن إحصاءات البطالة في بعض المحافظات المحرومة تصل إلى أكثر من 25 في المائة، مضيفًا أنه في بعض الأسر، يوجد 4 عاطلين عن العمل من كل 5 أفراد.

وأشار البرلماني الإيراني إلى نقص الإمكانيات التعليمية والرياضية والصحية في البلاد، وقال إن أزمة كورونا جعلتنا في مأزق، ولم نتمكن من إدارة الأمور.

وبين أنه في الوقت الراهن ليس لدينا البنية التحتية اللازمة للسكان الحاليين، كما أن لدينا أقل دخل للفرد في المناطق المحرومة، ولا ينبغي أن نسعى إلى زيادة أعداد السكان في البلاد.

يشار إلى أن مشروع زيادة السكان وحماية الأسر سيتم النظر فيه وفقا للمادة 85 من الدستور، وذلك بموافقة غالبية البرلمانيين.

وتعني موافقة البرلمانيين هذه أن المشروع سيتم النظر فيه في لجنة متخصصة ولن تحتاج القرارات التي ستتخذها هذه اللجنة إلى طرحها في الاجتماع العلني للبرلمان بل ستتم إحالتها مباشرة إلى مجلس صيانة الدستور.

ومن جهتها، قالت البرلمانية الإيرانية، زهرة الهيان، خلال الجلسة العلنية، اليوم الاثنين، أن إيران ستتصدر خلال الـ20 عاما القادمة قائمة "دول العالم الأكثر شيخوخة"، وأن "السنوات الخمس إلى العشر القادمة هي فرصة ذهبية لحلحلة قضية نمو السكان".

وأضافت الهيان أنه "في عام 2100 سيصل عدد سكان إيران إلى 30 مليونًا، 50 في المائة منهم في مرحلة الشيخوخة".

تأتي تصريحات هذه البرلمانية الإيرانية في وقت تشير فيه الدراسات مؤكدة بهذا الخصوص إلى أنه مع استمرار الوتيرة الحالية، فسيتراوح عدد سكان إيران عام 2100 بين 62 إلى 70 مليون نسمة.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة إلى أن عدد السكان في إيران سيصل في العام الجاري إلى 84 مليون نسمة.

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد أكد خلال السنوات الأخيرة على ضرورة زيادة عدد السكان، وحذر مرارًا من شيخوخة السكان في إيران.

كما طالب المرشد علي خامنئي بزيادة عدد سكان إيران من خلال الإنجاب وزيادة أعداد السكان إلى 150 مليون نسمة، في حين أن عدد سكان البلاد الحالي لم يتجاوز حتى الآن 83 مليون نسمة.

وقال المرشد الإيراني في أبريل (نيسان) 2019، إنه إذا ارتفع "عدد المسلمين فستتوفر الأرضية للتطور والنمو".

تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية المزرية في إيران وانتشار المشاكل الاجتماعية، أديا خلال السنوات الأخيرة إلى عدم وجود دوافع بين المواطنين لإنجاب الأطفال.

وتظهر الإحصاءات الحكومية الرسمية في إيران أن نحو 30 إلى 40 في المائة من الإيرانيين يعيشون حاليًا تحت خط الفقر.

وعلى الرغم من هذه الأوضاع يسعى المسؤولون الإيرانيون إلى تشجيع الشعب للإنجاب وزيادة عدد السكان.