تصريحات متناقضة لمسؤولي الحكومة الإيرانية حول دخول النساء للملاعب
قال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء 11 سبتمبر (أيلول)، إنه نظرًا "للظروف الراهنة" فإن دخول النساء في الملاعب "لا يصب في المصلحة".
وبعد مرور يومين على وفاة مشجعة كرة القدم الإيرانية سحر خداياري، التي أحرقت نفسها احتجاجًا على عقوبة السجن 6 أشهر، بسبب حضورها في ملعب آزادي، خرج هذا المسؤول الإيراني عن صمته، مصرحًا: "لقد ناقشنا هذا الأمر قبل عدة أشهر في اجتماع الحكومة، ونعتقد أنه لا مانع لحضور النساء في الملاعب إذا كانت الظروف مناسبة للنساء، ولكن نظرًا للأجواء الراهنة وإهانة المشجعين بعضهم لبعض، ونشوب اشتباكات فيما بينهم، فإن حضور النساء لا يصب في المصلحة (العامة)".
وتابع: "تم تكليف وزير الرياضة بمناقشة الأمر مع مسؤولي الأندية الرياضية لتوفير أجواء مناسبة، من منطلق المعايير الأخلاقية، لحضور النساء في الملاعب، وكذلك توفير مكان مناسب لدخول النساء وجلوسهن والمرافق الصحية. فإذا كانت أجواء الملاعب قائمة على المبادئ الأخلاقية، فلا مانع من حضور النساء هناك".
کما قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة، إنه بإمكان المرأة الحضور في جميع الألعاب الوطنية، مؤكدًا أن "موضوع المرحومة سحر [خداياري] وموضوع حضور النساء في الملاعب تمت مناقشته يوم الأحد الماضي في اجتماع الحكومة".
وأضاف ربيعي أن "الحكومة توافق على حضور النساء في الملاعب، ووفقًا للتقارير التي أدلى بها وزير الرياضة، فإن البنية التحتية اللازمة مثل الممرات والأمكنة والمرافق الصحية المنفصلة متوفرة في جميع الملاعب، ولا يوجد ملعب يفتقر إلى هذه البنى التحتية".
وأكد ربيعي أنه "يجب على الرجال الالتزام بالمبادئ الأخلاقية لمعالجة بعض المخاوف"، واعدًا الإيرانيات بالحضور في جميع المباريات الوطنية، ولفت إلى أن "الأوضاع تتجه نحو حضور النساء في مباريات الدوري الإيراني أيضًا".
وتعليقًا على وفاة سحر خداياري، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) طالب السلطات الإيرانية "بضمان حرية وأمن النساء اللائي ينشطن في مجال الحملات المشروعة لإنهاء الحظر المفروض على النساء من الحضور في الملاعب الإيرانية.
وفي وقت سابق، أكد رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم أن النساء يمكن أن يدخلن الملاعب الإيرانية في تصفيات كأس العالم لكرة القدم القادمة، في الوقت الذي تم فيه اعتقال 6 نساء، اشتهرن فيما بعد باسم "فتيات الحرية"، بتهمة محاولة دخول الملاعب الإيرانية.
وعلى الرغم من عدم وجود قانون محدد بشأن هذه المسألة، فإن النساء يتم منعهن في إيران من الحضور في ملاعب كرة القدم (وبعض الألعاب الرياضية الأخرى).
وتعتبر مراجع الدين في إيران من أشد المعارضين لحضور المرأة في الملاعب، وكان قد اعتبر المرجع الديني في مدينة قم، ناصر مكارم شيرازي في وقت سابق، أن أجواء الملعب في إيران ليست "مناسبة" لحضور النساء.
ومع ذلك، فإن التمهيد لإمكانية دخول النساء في الملاعب كان من بين وعود الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال حملته للانتخابات الرئاسية.