حرمان نحو 4 ملايين قروي من المياه الصحية في ظل تعهد روحاني بتوفيرها مجانًا
في حين أفاد كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين بالوصول المجاني والتغطية الواسعة لحصول القرويين على مياه الشرب الصحية، تشير التقارير الرسمية إلى أن نحو 4 ملايين من سكان الريف في البلاد ما زالوا محرومين من المياه الصحية والمستدامة.
وقد أعلن وزير الطاقة رضا أردكانيان في إحصائياته الأخيرة التي أعلن عنها في نوفمبر (تشرين الثاني)، أن 82 في المائة من سكان الريف الإيراني يحصلون على مياه شرب صحية ومستدامة.
ووفقًا لآخر إحصائيات مساعد دائرة تطوير القرى والمناطق المحرومة في البلاد، والتي تشير إلى وجود نحو 21 مليونًا من سكان الريف والبدو في إيران، فلا يزال نحو 3 ملايين و780 ألف شخص محرومين من الوصول إلى المياه.
وفي غضون ذلك، تحدث الرئيس حسن روحاني مؤخرًا في اجتماع للحكومة عن توفير المياه "المجانية" للناس، نافيًا أن تكون تصرفات الحكومة مجرد "شعار" للفئات ذات الدخل المنخفض.
أليس من المخجل أن نرسل صناديق الاقتراع للقرى؟
وفي محافظة كرمان، قال بهرام أميري، ممثل مجلس المحافظات، لوكالة أنباء (إيلنا)، اليوم الثلاثاء 15 ديسمبر (كانون الأول)، إن 60 قرية في جيروفت تعاني من نقص المياه منذ أكثر من 8 سنوات وإن السلطات لم تتخذ أي إجراء في هذا الصدد.
وأعلن أميري عن عدم استكمال عملية إسالة المياه في بعض القرى، مضيفًا: "إلي متى نكذب على الناس؟ أليس من المخجل أن نرسل صندوق الاقتراع إلى هذه القرى غدًا؟".
ومن جهة أخرى، كتبت صحيفة "همشهري"، في تقرير لها، أمس الاثنين، أنه قبل 10 سنوات انقطعت مياه قرية تسمى "زالوب" في محافظة إيلام، بسبب "إهمال المقاول وتآكل الشبكة"، ومنذ ذلك الحين يتم تزويدها بالمياه بواسطة صهاريج.
كما أعلنت "همشهري" عن خطر انتشار كورونا والمياه الملوثة على السكان.
أزمة في يزد وخوزستان وسيستان-بلوشستان
في بعض محافظات البلاد، تعتبر مشكلة الإسالة والحصول على مياه الشرب مشكلة طويلة الأمد وأكثر خطورة بالنسبة لسكان الريف.
وكانت مشكلة عدم الوصول إلى المياه الصحية في سيستان-بلوشستان مثيرة للجدل في الغالب. وقبل فترة، أشار ممثل جابهار في البرلمان، معين الدين سعيدي، إلى اضطرار امرأة لممارسة "الدعارة" ثم الانتحار بسبب عدم تمكنها من الحصول على مياه الشرب، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحذيرًا من المساعد السياسي بوزارة الداخلية.
ويقول محافظ سيستان إن 76 قرية ما زالت تزود بالمياه بواسطة الصهاريج. ويحصل الكثير من سكان الريف على المياه من أحواض المياه الملوثة، حيث تتراكم مياه الأمطار في الحفر.
وقد أدى ذلك حتى الآن إلى غرق العديد من الأطفال والقرويين الآخرين.
وفي الآونة الأخيرة، حظي نقص المياه في منطقة الغيزانية في خوزستان باهتمام وسائل الإعلام. حيث لا تزال أكثر من 80 قرية محرومة من الوصول إلى المياه والمرافق الصحية الأخرى. فيما تجمع أهالي الغيزانية في يونيو (حزيران) للاحتجاج على شح المياه وواجهتهم الشرطة وأطلقت عليهم النار.
وتعتبر محافظة يزد من المحافظات التي تعاني من أزمة في هذا المجال، وبحسب تقرير لوكالة "مهر" للأنباء، في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فإن قرابة 80 في المائة من سكان 650 قرية مأهولة قد عانوا من نقص المياه باعتبارها "أزمة خطيرة"، ونتيجة لذلك غادرها بعض القرويين إلى المدن.
وفي هرمزجان، قال مدير عام دائرة المياه والصرف الصحي إن 385 قرية في المحافظة، والتي يزيد عدد سكانها على 330 ألف نسمة، تواجه "نقصًا في المياه".