حاولت الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 13 أبريل (نيسان)، تعويض صمتها المطبق يوم أمس للتعليق على حادث نطنز النووي والذي وقع أول من أمس الأحد، وخلف أضرارا كبيرة في أكبر موقع نووي إيراني في محافظة "أصفهان" وسط إيران.

وتنوعت عناوين الصحف وطريقة تعاطيها مع الموضوع، حيث حاولت الصحف المقربة من الحكومة التأكيد على ضرورة أن لا تؤثر هذه الحادثة على مسار المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، وهو ما ترغب فيه إسرائيل وتريده بعد قيامها بـ"الحادث التخريبي"، حسب قراءات هذه الصحف وتحليلها.

أما الصحف الأصولية مثل "كيهان" فصبت جام غضبها على مفاوضات فيينا، ودعت الوفد الإيراني إلى ضرورة ترك المفاوضات، وعنونت بالقول "الانسحاب من مفاوضات فيينا ومعاقبة إسرائيل ردا على العمل التخريبي في نطنز"، وأكدت أن مثل هذه الأعمال لابد وأن تكون الولايات المتحدة الأميركية ضالعة فيها. كما أشارت "جام جم" إلى الموضوع وكتبت "تخريب الصهاينة في نطنز واستثمار الغرب في فيينا".

أما الصحف الإصلاحية فدعت في المقابل إلى ضرورة البقاء في المفاوضات وعدم الانسحاب منها بعد حادث نطنز وكتبت "آفتاب يزد": "ليس من المصلحة الانسحاب من المفاوضات"، داعية إلى ضرورة استغلال الحادث والاستفادة منه لمصلحة البلاد، كما نقلت "ابتكار" تصريح وزير الخارجية ظريف وقوله "سننتقم من إسرائيل نفسها"، في إشارة إلى عدم اعتبار واشنطن متورطة في هذا الحادث.

على صعيد متصل أشارت صحف أخرى إلى مطالبة نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، توبيخ المؤسسة التي كانت مسؤولة عن تحديد ومنع أعمال "العدو الأكبر" للبلاد لكنها لم تنجح في ذلك. وعن تصريحات جهانغيري عنونت "آرمان ملي" و"إيران" وقالتا: "نائب الرئيس: تكاليف عدم تحمل المسؤولية.. كارثية للبلاد".

وفي شأن اقتصادي أشارت صحيفة "تجارت" إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة في البلاد في ظل أزمة كورونا وكذلك استمرار العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسبب ملفها النووي. وقالت الصحيفة إن الأعمال والمهن أصبحت في "الوضعية الحمراء"، كما ذكرت الصحيفة أن الاقتصاد الإيراني يعاني من عدم الاستقرار ويتم علاجه بالوعود والكلام. 

كما أشارت صحيفة "اقتصاد ملي" إلى معضلة التضخم في البلاد وأكدت أن البنك المركزي الإيراني فشل في تقليل نسب التضخم على الرغم من البرامج والخطط التي أعدت لذلك.

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى

"جوان": الإصرار على التفاوض بعد حادث نطنز.. سيضعف موقف إيران التفاوضي

قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، تعليقا على حادث نطنز وتزامنه مع المفاوضات النووية في فيينا، إن "الإصرار على التفاوض في هذا الظرف سيبعث برسائل للعدو والصديق مفادها أننا نريد الاتفاق بأي ثمن كان، الأمر الذي سيجعل إيران تتحمل ضغوطا أكثر من قبل الأطراف الأخرى ويضعف موقفها على طاولة التفاوض".

وذهبت الصحيفة أنه لا يصح البقاء في هذه المفاوضات بحجة أن ذلك يحقق رغبة إسرائيل، موضحة أنه لا يجوز في هذا الموقف أن تضع إيران عزتها وكرامتها على طاولة المفاوضات، لكي لا تفشل هذه المفاوضات وتحقق رغبة إسرائيل.

ونوهت الصحيفة إلى أن منشأة نطنز النووية، هي الموقع الوحيد الذي أقرت أطراف الاتفاق النووية فعاليته، لكن مع ذلك فقد تم استهدافه مرتين ولا يزال المسؤولون الإيرانيون مستمرين في المفاوضات، مؤكدة أن "روح الاتفاق النووي باتت تقبع تحت أنقاض منشأة نطنز النووية".

"إيران": حادث نطنز "التخريبي" فرصة لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم

حاولت صحيفة "إيران" الحكومية التقليل من وطأة حادث نطنز النووي ونقلت تصريحات لوزير الخارجية، جواد ظريف، ورئيس منظمة الطاقة، علي أكبر صالحي، ذكرا فيها بأن هذا الحادث يمكن التعامل معه كفرصة لإيران لزيادة طاقتها على تخصيب اليورانيوم، بعد تبديل أجهزة الطرد المركزي الحالية بأجهزة أكثر تطورا وحداثة.

وأكدت الصحيفة أن مفاوضات فيينا سوف تستمر على وتيرتها الحالية ولن تتأثر بما حدث يوم الأحد، ونقلت عن صالحي قوله إن هذا الاستهداف لموقع نطنز النووي يدل على مدى النجاح الذي حققته إيران على الصعيد النووي خلال السنوات الأخيرة وهو إنجاز يعزز موقف طهران في المفاوضات النووية في فيينا.

"وطن امروز": بلغ السيل الزبى

انتقدت صحيفة "وطن امروز" الأصولية سياسات الحكومة ورئيسها حسن روحاني في ملف أزمة كورونا، وأكدت أن أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا أنفسهم باتوا يؤكدون أن فيروس كورونا بات خارجا عن سيطرة الحكومة، مستغربة من موقف رئيس الجمهورية الذي يطالب بضرورة الوحدة وعدم المعارضة، بعد أن أشار إلى التصريحات المتناقضة التي تخرج من مسؤولين في وزارة الصحة وآخرين في اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا.

وأكدت الصحيفة أن معظم المستشفيات في المدن والمحافظات المصنفة في الوضعية الحمراء (عالية الخطورة)، باتت عاجزة عن استيعاب المرضى الجدد بعد أن أصبحت أسرتها غير قادرة على استيعاب المرضى، وبات المصابون الجدد ينتظرون فراغ هذه الأسرة.

"جمهوري إسلامي": غموض حول نتائج زيارة رئيس وزراء كوريا الجنوبية 

أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة إلى زيارة رئيس وزراء كوريا الجنوبية، تشونغ سي كيون، إلى طهران واجتماعه بالمسؤولين الإيرانيين لمناقشة أزمة الأموال الإيرانية المجمدة، وقالت إنه على الرغم من زيارة المسؤول الكوري إلى طهران فإن هناك أسئلة واستفسارات حول مستقبل العلاقات بين البلدين لا تزال دون أجوبة. 

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين إيران وكوريا قد تكدرت خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي ومغادرة الشركات الكورية من الأسواق الإيرانية، وتجميد أموال إيرانية لدى سيول بحجة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.