عناوين الصحافة الإيرانية اليوم مختلفة ومتنوعة، حتى إنها احتوت في يوم واحد على اسم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، والقائد الأخميني كوروش.

الرئيس الأميركي، قبل أربعين عامًا الذي صادف حكمه انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، قال في تصريحات جديدة إن الصين تخطت الولايات المتحدة في النمو الاقتصادي والتكنولوجيا، وذلك لأن الولايات المتحدة انشغلت بالحروب. وأضاف كارتر صراحة أن أميركا تحب الحرب، وأنها منذ تأسيسها حتى اليوم كانت في حروب ما عدا 16 عامًا فقط.

هذا التصريح استندت عليه الصحف الأصولية لكي تثبت لقرائها أن الولايات المتحدة دولة حروب، وأن كل ما قاله المرشد خامنئي كان صحيحًا.

صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري نشرت صورة كبيرة للرئيس الأسبق كارتر مع تعبيرات "مبشرة" بأن الولايات المتحدة أصبحت خلف الصين.

وفي مقالة افتتاحية في "جمهوري إسلامي" نقرأ في الموضوع نفسه أن "الأميركيين مع كل هذا الإنفاق على الحروب في الشرق الأوسط، لم يحصلوا على أي شيء".

الفيضانات لا تزال المحور الرئيسي للأخبار، وحضور الحشد الشعبي زاد على هوامش الفيضانات، حيث تطرقت صحيفة "همدلي" في تقرير حول حساسيات المواطنين تجاه الحشد الشعبي، وقارنت بين الحشد وجمعية الإمام علي الخيرية المستقلة.

وقد جاء في الأخبار أن السلطات الأمنية منعت نشاط جمعية الإمام علي الخيرية في مناطق الفيضانات. الأمر الذي يثير تساؤلات لدى القراء الذين لا يرون فرقًا بين الحشد الشعبي وجمعية الإمام علي، فكيف يُسمح للعراقيين بالمساعدة في الفيضانات فيما يتم منع النشطاء الإيرانيين؟

وفي موضوع آخر، منذ أيام انتشرت شائعة مفادها أن موقع السجلات المدنية في البلاد لن يقبل بعد اليوم إطلاق اسم كوروش على المواليد. صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية كان لها تقرير حول الموضوع.

لكن هناك مشاكل أكبر من اسم كوروش ذكرتها الصحافة؛ صحيفة "آفتاب" نشرت تقريرًا عن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها الممرضون، وأن الكثيرين منهم أصبحوا يفضلون الخروج من البلاد على العمل في مستشفيات بلادهم..

أما صحيفة "جهان صنعت" فحذرت من شيوع الأمراض المعدية في مناطق الفيضانات ووصفتها بالقنبلة الموقوته.

"جوان": حان وقت الخروج من الاتفاق النووي

تساءلت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال افتتاحي: بعد أن كشفت فرنسا عن نواياها وذكرت أن إيران لا يمكنها تخصيب اليورانيوم بأي حال من الأحوال، حتى بعد انتهاء فترة الاتفاق النووي، هل حان وقت الخروج من هذه المعاهدة؟

وانتقدت الصحيفة التابعة للحرس الثوري، بعد ذكر هذه المقدمة، حجج المؤيدين للبقاء في الاتفاق النووي، حيث يرون أن الاتفاق يمنع من اتحاد أوروبا والولايات المتحدة ضد إيران، وفي حال الخروج منه ستتجنب روسيا والصين أيضًا دعم إيران.

وقد ذكرت صحيفة "جوان" أن الأميركيين والأوروبيين فعلوا كل ما بوسعهم ضد الجمهورية الإسلامية، ولم نشهد خلافًا ملحوظًا بينهما.

وحول الصين وروسيا قالت الصحيفة إن الدولتين مدينتان لإيران، حيث كسرا هيمنة الولايات المتحدة، لذلك فإن دعمهما لا علاقة له بالاتفاق النووي.

"آرمان": الخطوة المقبلة لأميركا هي محاصرة إيران إقليميًا

قال الخبير في العلاقات الدولية، مهدي مطهري نيا، إن الأوروبيين لن يخسروا الولايات المتحدة من أجل إيران في هذه المرحلة.

وأضاف مطهري نيا، في حديث مع "آرمان"، أن الأوروبيين ينبغي أن يصلوا إلى المرحلة الأخيرة، ويتخذوا قرارهم حول البقاء في الاتفاق النووي والالتفاف على العقوبات الأميركية، والمرحلة الأخيرة ستتبين بعد أشهر، حسب رأي الخبير الإيراني، وأنه يجب الانتظار كي نرى إلى أي حد ستزيد الولايات المتحدة من ضغوطها على الأوروبيين.

ويقول مطهري نيا، أيضًا، إن الأميركيين سيسعون في المرحلة المقبلة إلى تضييق الخناق على إيران في الشرق الأوسط، ومن أجل ذلك تقوم واشنطن بمحاولات التقريب بين الدول العربية وإسرائيل لتأسيس اتحاد ضد طهران.

"همدلي": من الحشد الشعبي إلى جمعية الإمام علي 

صحيفة "همدلي" كتبت تقريرًا عن ردود الأفعال حول حضور قوات الحشد الشعبي في مناطق الفيضانات في الأهواز، وتطرقت في الوقت نفسه إلى هجوم صحيفة "كيهان" ضد جمعية الإمام علي الخيرية.

ووفقًا لتقرير "همدلي"، لا يعلم المسؤولون في الأهواز شيئًا عن طريقة وكيفية حضور الحشد الشعبي، ولا يزال من غير الواضح من هي الجهة التي قامت بدعوة القوات العراقية إلى إيران.

وقال نائب مدينة الأهواز في البرلمان، علي سواري، إنه لم ير هذه القوات، وإنه سمع فقط بأن الحشد جاء بمهمة إغاثية.

هذا في حين يتم وضع حدود ضد النشطاء الإيرانيين المستقلين، حيث هاجمت صحيفة "كيهان"، جمعية الإمام علي المحلية التي ذهبت أيضًا إلى مناطق الفيضانات للمساعدة. وقد اتهمت الصحف الأصولية هذه الجمعية بالعلاقة مع البهائيين. وفي المقابل ذكرت صحيفة "همدلي" أن جناحًا من النظام يعارض حضور المؤسسات المدنية المستقلة في الميادين الاجتماعية.

"اعتماد": نحن والعرب إخوة

كتب نيوشا طبيبي، مقالاً تحت عنوان "نحن والعرب إخوة"، جاء فيه أن الإيرانيين يشتركون مع العرب في الدين والتقاليد، وحتى في ذائقة الأكل.

وتطرق كاتب صحيفة "اعتماد" إلى حضور المجموعات الإغاثية العراقية في خوزستان، وقال إن هذه المجموعات جاءت للمساعدة لبلد يعتبر مقربًا لهم. والمثير في الموضوع كما يقول الكاتب أن العراقيين يعتبرونه ردًا للجميل، حيث إن الإيرانيين وقفوا إلى جانب العراق ضد هجوم داعش.

وخاطب نيوشا طبيبي في آخر مقالته مشاهير السينما الذين أعلنوا معارضتهم ضد حضور الحشد الشعبي، وقال: "كيف تُعتبر مساعدة العراقيين العفوية أمرًا سيئًا، ومساعدة الأوروبيين القليلة أمرًا إيجابيًا؟".. واتهم الكاتب مشاهير السينما المعارضين لحضور قوات التعبئة العراقية في إيران بمعاداة العرب.

"جهان صنعت": المواطنون فقدوا الأمل في شراء اللحوم

ارتفاع أسعار اللحوم والمواد البروتينية الأخرى، مثل الدجاج، جعل كثيرًا من المواطنين الإيرانيين ينصرفون عن شراء اللحوم. هذا في حين أن أسعار الفاكهة والخضراوات تستمر في ارتفاعها بطريقة لافتة، حتى إن البصل وصل إلى عشرة آلاف تومان للكيلو الواحد.

وتقول "جهان صنعت" في تقريرها إن المساعدات الحكومية المالية، باتت لا تكفي لشراء البصل والبطاطس. ثم تضيف الصحيفة أن كثيرًا من المواطنين باتوا يلجأون إلى شراء البضائع الرديئة والنفايات.