زار مرشد الجمهورية الإسلامية معرض الشركات القائمة على المعرفة لمدة ساعتين، وأصبح كلامه، على الرغم من سلبیته، عنوانًا لبعض الصحف، ووُضعت صورة خامنئي، وهو یتفقد منتجات المعرض، علی الصفحات الأولی للصحف.

كتبت صحیفتا "جوان"، و"صدای اصلاحات"، نقلاً عن خامنئي: "لا تتركوا عائقًا یقف في طريق الشباب". وربما کان تأکید علي خامنئي على "ضرورة عبور الاقتصاد النفطي"، الذي أبرزته صحیفة "ایران"، ربما كان أهم نقطة في هذه الزیارة.

من ناحية أخرى، التقى حسن روحاني بموظفي وزارة الاستخبارات في القصر الرئاسي، وتم إرسال محتوى الاجتماع إلى وکالات الأنباء، دون صورة، ويبدو أنه ليس الخبر فقط، بل العنوان الرئيسي أیضًا کان مُعدًا مسبقًا، لأن جميع الصحف، الإصلاحية والأصولیة، غطت، علی حد سواء، توصية الرئيس للنواب وكبار مديري وزارة الاستخبارات، تحت عنوان "مجتمع آمن.. وليس یحکمه الأمن".

تجاهلت صحيفة "اعتماد" اليومية هذه اللقاءات، وغطت اعتقال عمال هفت تبه الذين كانوا متوجهين إلى طهران للقاء البرلمانيين، وعنونت علی صفحتها الأولی: "رحلة غیر مکتملة من هفت تبه إلى طهران".

من بين أخبار السياسة الخارجية، أبرزت صحيفة "مردم سالاري" عنوان "شرط طهران للتفاوض مع المملكة العربية السعودية"، ولكن عندما تقرأ الأخبار بعنایة، تجد التصریح الدعائي الصادر عن وزير الخارجية الإيراني، القائل: "إذا كان السعوديون يتعاملون مع القضايا الإقليمية من خلال التفاوض ولیس القتل، فمن المؤكد أنها ستجد الجمهورية الإسلامية إلی جانبها"، وباستثناء ذلك لن تجد هناك أثرًا لهذه "الشروط" التي وضعتها طهران للتفاوض مع السعودیة.

المخاوف بشأن الوضع الكردي في سوريا بعد موافقة ترامب وأردوغان على سحب القوات الأميركية من شمال سوريا كانت دافعًا لكي تختار الصحف عناوینها علی النحو التالي:

"حلیف منتصف الطريق"، کان عنوانًا لصحیفة "ابتکار"، أما صحیفة "جوان" فقد کتبت عن "یأس حلفاء أميركا غير المسبوق"، و"جهان صنعت" عن "المعايير المزدوجة لترامب"، لكن صحيفة "سازندكي"، الناطقة باسم حزب کاركزاران، ضمت صوتها إلی صحیفة "رسالت" الأصولیة، وعنونت "أميركا ذهبت"، وتمام عنوان صحیفة "رسالت": "بقي بشار.. ذهبت أميرکا".

بالإضافة إلى ما سبق، تحدثت صحیفة "آرمان ملي" مع آية الله محسن غرویان، عالم الدین المقرب من حركة الإصلاح، وعنونت قوله: "محاربة الفساد تبدأ من البرلمان أولاً". کما أصدرت "آرمان ملي" تقريرًا عن ضجة معارضي الحكومة لإلغاء خطاب الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد؛جيفري ساكس، وهو الخبير الذي وصفه حسين شریعتمداري، أمس، بأنه مساعد خاص لسوروس، وألقی باللوم علی وزارة العلوم لدعوته.

أما صحيفة "همدلي" فکتبت عن "ثورة الإصلاح"، وخلصت في تقریر لها، حسب تصور المنظرين الإصلاحيين، إلی أن الإصلاحيين فقدوا مصداقيتهم ومواردهم ورأسمالهم الاجتماعي.

يمكننا الآن أن نستعرض بعض تفاصيل الأخبار في صحف اليوم على النحو التالي:

"آرمان": رحلة غیر مکتملة لعمال هفت تبه إلى طهران

تم إلقاء القبض على عدد من العمال الذين كانوا في طريقهم إلى طهران، للذهاب إلى البرلمان. سردت صحيفة "اعتماد" قصة احتجاجات عمال هفت تبه، منذ لقاء محمد خنيفر بممثل ولي الفقيه في محافظة خوزستان، ثم رسالة العمال المؤلفة من 16 فقرةً، إلى أعضاء البرلمان، حتی احتجاز خنيفر وثلاثة آخرين کانوا ینوون الذهاب إلی البرلمان.

هؤلاء العمال كانوا ضیوفًا لدی البرلمانیین، وکان من المتوقع أن يحتج النواب جميعًا على اعتقالهم. ولكن في محادثة مع النائب الوحيد لمدینة الشوش، نقلت صحيفة "اعتماد" قوله إن "الأشخاص الثلاثة الذين أرادوا الذهاب إلى طهران تم استدعاؤهم، في وقت سابق، من قبل الادعاء العام، وإن احتجازهم لا علاقة له بالسفر إلى طهران".

وردًا علی سؤال حول ما إذا كانت قضايا عمال هفت تبه تندرج في نطاق إجراءات النائب عن المدينة؟ فقد تخلی سید راضي نوري، نائب مدینة الشوش في البرلمان، عن مسؤولیته وقال لمراسل صحیفة "اعتماد" إن التعامل مع قضایا النقابات العمالية هو مسؤولية المحافظ، وإن المسائل القضائية مرتبطة أيضًا بالعدالة.

وعلى عكس نائب مدینة الشوش، احتج بعض النواب على الاعتقالات. وقد وجه علي رضا محجوب، رئيس فصيل العمال البرلماني، وسهيلا جلودار زاده من اللجنة الاجتماعية، وجها تحذیرًا للقضاء بشأن هذه الاعتقالات. وقرأ محجوب رسالة العمال- المکونة من 16 فقرةً- في البرلمان، وفي النهایة قال: "يحيا العامل".

"كيهان": لماذا وكيف ومن خطط للاضطرابات في العراق؟

تدعي "كيهان" أن الاضطرابات العراقية كانت من تحريض السفارات الأميركية والبريطانية والهولندية.

وهي الاحتجاجات التي بدأت بقضية كسب الرزق والفساد الاقتصادي، وانتهت بشعارات ضد الحشد الشعبي وإيران.

تؤكد "كيهان" أن جميع مناطق الاحتجاج كانت شيعية، باستثناء بغداد، حيث شهدت محافظات النجف وكربلاء وذي قار وميسان مظاهرات واضطرابات، وخلفت 104 قتلی وأكثر من 6000 جریح حتى الآن.

وعلى عكس وسائل الإعلام الأخرى، أعلنت "كيهان" عن نهاية الاضطرابات، وأن الحكومة العراقية قدمت حزم دعم للشعب المحتج، وأنها على استعداد لتحسين الوضع الاقتصادي للشعب العراقي من خلال اتخاذ الترتيبات اللازمة.

وكررت "كیهان" زعم صحيفة "الأخبار" اللبنانيةِ من أن الاضطرابات في العراق تم التخطيط لها منذ شهور.

ترى "كيهان" أن هدف اللاعبین الأجانب من الاضطرابات في العراق كان محاولة إضعاف العلاقات بين طهران وبغداد، من جهة، والرد على سياسات رئيس الوزراء العراقي عبد المهدي تجاه المطالب الأميركية، من جهة أخری.

وتدعي "كيهان" أن الاضطرابات في العراق هي جزء من لغز أكبر في المنطقة، ضد محور المقاومة. كما تتوقع "كيهان" أن تبدأ احتجاجات مماثلة في لبنان قريبًا.

"آرمان ملي": ليس لدى السلطة إرادة للإصلاح   

قال قاسم میرزائي نیکو، عضو فصيل الأمل في البرلمان، في حديث مع صحیفة "آرمان ملي"، عن مشارکة الإصلاحيين في الانتخابات، إنه على الإصلاحيين وضع الشروط لأنفسهم، وليس للسلطات.

أي أن یعدوا ويقدموا أشخاصًا مؤمنین بالإصلاح ومتمسکین بمبادئهم. ثم إذا رفض مجلس صيانة الدستور أهلیتهم، فإن مهمة الإصلاحيين ستنتهي.

لم يقل ميرزائي نيكو شيئًا عن موقف الإصلاحيين بعد استبعادهم، لكن النائب قال إنه لا توجد إرادة في السلطة لإصلاح الأمور.

تحدثت "آرمان ملي" أيضًا إلى محسن غرویان حول الفساد الاقتصادي في الجمهورية الإسلامية ونقلت عنه أن الفساد أضر بسمعة العلماء ورجال الدين كعناصر أساسية في الحكم، بينما يتوقع الناس المزيد من الحكومات الدينية.

وبالإشارة إلى رشاوى القضاة في قضايا الفساد، يعتقد غرويان أن الفساد كان خفيًا لسنوات عديدة، وقد تم الکشف عن بعض حالات الفساد الآن.

ويقول غرویان إن الفساد أدی إلى عدم الوثوق بالحكومة والمسؤولين، ومن الصعب استعادة تلك الثقة. والحل هو وجود نواب موثوقين ومصلحین في البرلمان، لمنع الفساد عن طريق سن القوانين.

"رسالت": "بقي بشار".. وذهبت أميركا

في مقابلة مع خبراء العلاقات الدولية، ناقشت صحیفة "رسالت" أسباب وعواقب الانسحاب الأميركي من سوريا.

وفي هذا السياق، يرى أمير موسوي، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أن "انسحاب القوات الأميركية من سوريا کان تعهد ترامب الانتخابي، بالإضافة إلی أن الوجود الأميركي في سوريا لم یعد مجدیًا، لأن الجیش السوري یهیمن على البلاد باستثناء مدينة إدلب وشرق الفرات.. وقد بقي بشار الأسد ولم يستطع داعش والقوات التكفيرية القیام بأي شيء.. وبالنظر إلى التفاهمات بين إيران وروسيا بشأن سوريا، فإن هذه الدول الثلاث مصممة على الاستيلاء على مدينة إدلب، ولیس أمام الولايات المتحدة إلا خیاران، إما المشاركة في مواجهة عسكرية مع روسيا وإيران وسوريا، وإما الاستسلام، وكلا الخیارین مرّ. لهذا السبب أعلن ترامب قراره بمغادرة سوريا".

وقال علي بیجدلي، أستاذ جامعي وخبير سياسي، لصحیفة "رسالت"، إن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا هو لأغراض سياسية. كما أعرب بیجدلي عن قلقه من "الغزو التركي" لأجزاء من سوريا، وقال إن "احتلال" جزء كبير من شمال سوريا قد لا يمكن حله بسهولة.

وأشار بيجدلي إلى "الدور الاستراتيجي لسوريا بالنسبة لإيران"، وأنه إذا تم اقتطاع جزء من سوريا، فلن يكون ذلك مقبولاً لدى إيران وروسيا.