هدايا بملايين الدولارات من "ماهان" الإيرانية لصناعة الطيران الفنزويلية والسورية
منذ عام 2007 وحتَّى الآن، لعبت شركة ماهان للطيران- باعتبارها واحدة من الركائز الاقتصادية والاستراتيجية الهامة للحرس الثوري الإيراني- دورًا مهمًا في دعم الجمهورية الإسلامية لدول الحلفاء الإقليميين وعبر الإقليميين.
من خلال إنفاق مليارات الدولارات من الموارد الوطنية وعائدات النفط، قامت شركة "ماهان" للطيران بإصلاح الطائرات المملوكة لبعض شركات الطيران، بما في ذلك الخطوط الجوية السورية (Syrian Air)، وأجنحة الشام للطيران، وشركة كونفياسا (Conviasa)، والخطوط الجوية الأرمينية، والناصر للطيران، كما قامت بتأجير الطائرات مجانًا أو إهدائها.
وفي الحالة الأحدث، صباح يوم 17 مارس (آذار) 2010، أقلعت طائرة "إيرباص-إيه-340" وعلیها رسوم الخطوط الجوية السورية ومعرف البلد "YK – AZB" من مطار مهر آباد الدولي وانتقلت إلى مطار الإمام الخميني. وعقب التحقيق اتضح أن هذه هي ثاني طائرة إيرباص-إيه-340 تتبرع بها إيران للخطوط الجوية السورية، وسيتم نقلها قريبًا إلى دمشق.
ويمكن اعتبار هذا الأمر منطلقا لكي يتم التطرق في هذا التقرير لفحص دور ماهان في دعم شركات الطيران التابعة للدول الحليفة للجمهورية الإسلامية.
مساعدة كونفياسا (الخطوط الجوية الفنزويلية)
في خريف 2019، قررت شركة الطيران الفنزويلية (كونفياسا)، استئناف رحلاتها الدولية إلى وجهات مزدحمة ونائية، بعد عامين.. ولتحقيق هذه الغاية، احتاجت الشركة إلى استخدام طائرتها الكبيرة وبعيدة المدى الوحيدة، وهي طائرة إيرباص-إيه-340 والتي بسبب عدم القدرة المالية للشركة، هبطت في مطار سيمون بوليفار الدولي منذ 2017.
في يوليو (تموز) 2019. عرض مسؤولو الحكومة الإيرانية على نظرائهم الفنزويليين الدعم الفني وإطلاق طائرة إيرباص-إيه-340 المتوقفة عن العمل، حتى توفر هي في المقابل رحلات دولية من كراكاس إلى دمشق وطهران.
بعد الاقتراح، سافر وفد من وزارة الخارجية الإيرانية، يرافقه العميد المتقاعد في القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، محمد مهدي مغفوري، وهو كبير مستشاري المدير التنفيذي لشركة "ماهان" وممثل عن فيلق القدس في ماهان، إلى كاراكاس للتفاوض على إطلاق الطائرة الكبيرة بعيدة المدى التابعة لكونفياسا. بعد ذلك، سافر وفد فنزويلي، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة كونفياسا، إلى طهران، وزار منشأة ماهان وحظيرة التصليح في مطار الإمام الخميني، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركتين.
طائرة "إيرباص-إي 3040- 2011" المملوكة لشركة كونفياسا، في يناير 2020، أثناء خضوعها لتصليحات في حظيرة ماهان بمطار الإمام الخميني في طهران
بعد أسبوع من وصول الطائرة إلى كراكاس، بدأت رحلاتها اليومية إلى أهم حليف إقليمي لفنزويلا في أميركا الجنوبية، وهي كوبا. باستخدام طائرة إيرباص-إيه-340. وبدأت أيضًا رحلات كونفياسا إلى بنما ونيكاراغوا. وأخيرًا، في 18 يناير (كانون الثاني) 2020، طارت الطائرة إلى دمشق ثم إلى طهران، وفي طريق العودة من إيران، في 22 يناير (كانون الثاني)، توقفت مرة أخرى في دمشق.
كانت هذه بداية جديدة بالنسبة لرحلات كونفياسا إلى إيران وسوريا، وهي رحلات بالإضافة إلى نقل الركاب، تنقل مواد تصدرها وزارة الدفاع الإيرانية إلى فنزويلا.
بعد 16 يومًا، في 7 فبراير (شباط)، حظرت وزارة الخزانة الأميركية جميع طائرات ركاب كونفياسا، والسبب الرئيسي هو إجراء تصليح كبير على إيرباص-إيه-340 بمساعدة شركة ماهان الجوية، وكذلك استخدامها في نقل قوات فيلق القدس والأسلحة إلى سوريا وفنزويلا.
مساعدة الخطوط الجوية السورية
حتَّى عام 2006، استخدمت الخطوط الجوية السورية طائرتي ركاب كبيرتين من طراز "بوينغ-747-إس-بي" مصنوعتين سنة 1974 لرحلات الركاب على المسارات البعيدة والمزدحمة. ولكن بحلول الوقت الذي يجب أن يتم فيه التصليح الشامل في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار)، اضطرت الشركة إلى استخدام الطائرات ذات الجسم الضيق للرحلات الجوية الأجنبية، بل وفقدت القدرة على الطيران في كثير من الطرق الأوروبية حتى إنها أضاعت فرصة الطيران في كثير من الخطوط الأوروبية.. وتسببت الحرب الأهلية السورية أيضًا في عدم تمكن الشركة من إرسال طائرتي "بوينغ-747-إس-بي"، إلى المملكة العربية السعودية، لإجراء تصليحات كبيرة في شركة السلام، وقد حرمت الشركة لسنوات من الطائرات ذات الجسم العريض.
قبل تسليم أول طائرة إيرباص إلى الخطوط الجوية السورية، تم تسليم هذه الطائرة التابعة لشركة ماهان، بشكل مؤقت، إلى الخطوط السورية
في عام 2017، عقب إعلان الخطوط الجوية السورية عن الحاجة إلى طائرة ركاب ذات جسم عريض، كلّفت وزارة الخارجية الإيرانية شركة ماهان للطيران مسؤولية إيجاد وشراء طائرة من طراز إيرباص-إيه-340 للشركة السورية.
ولكن بالنظر إلى استغراق الوقت، نقلت ماهان مؤقتًا طائرة إيرباص-إيه-300 تحمل هوية البلدEP - MNM إلى الخطوط الجوية السورية.
هذه الطائرة في 4 أغسطس (آب) 2019 نجحت في اختبار الطيران الأخير بعد إجراء تصليح شامل، وتم نقلها إلى دمشق بعد ذلك بثلاثة أيام. وتم استخدام الطائرة في وقت لاحق في الخطوط المزدحمة إلى الكويت ودبي والنجف وبغداد ومشهد وطهران.
طائرة إيرباص التابعة لشركة ماهان للطيران تم تسليمها منذ أغسطس (آب) 2016 وحتى فبراير (شباط) 2017، بشكل مؤقت، إلى شركة الخطوط الجوية السورية، لإجراء رحلات في المجالات الجوية التي لديها مسافرون كثيرون مثل دبي والكويت
هبطت هذه الطائرة المصنوعة قبل 16 عامًا، في مطار مهر آباد في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 وتم نقلها إلى شركة فارسكو (فجر آشيان) لتصليح السيارات من أجل تسليمها إلى الخطوط الجوية السورية. وبعد التحضير، أقلعت الطائرة من طهران إلى دمشق في 10 فبراير (شباط) 2017.
أول طائرة إيرباص "A340-313x" التی اشترتها شرکة ماهان للطيران لصالح الخطوط الجوية السورية. (أكتوبر/ تشرين الأو 2016 – قبل تحضير الطائرة للتسليم)
وتم طلاء الطائرة بألوان الخطوط الجوية السورية وحصلت على الهوية السورية YK - AZA.
وبعد إرسال الطائرة إلى سوريا، عادت طائرة إيرباص-إيه-300 التي تم نقلها مؤقتًا إلى الشركة، إلى البلاد.
لم يكن توفير طائرة إيرباص-إيه-340 للخطوط الجوية السورية المساعدة الوحيدة التي قدمتها خطوط ماهان لسوريا، ففي السابق، تم تصليح طائرتين من طراز إيرباص-إيه-320 لهذه الشركة في مطار الإمام الخميني بحظيرة إصلاح ماهان.
تسليم ثاني طائرة من طراز إيرباص-إيه-340 للخطوط الجوية السورية
أقلعت طائرة إيرباص-إيه-340، التي خضعت مؤخرًا لإصلاح في "فجر آشيان"، من مطار مهر آباد في 15 و16 مارس (آذار)، وهبطت في رحلة تجريبية شمالي يزد.
عند التسريح، قامت الخطوط الجوية السورية بالرسم على طائرة إيرباص-إيه-340 وحصلت على هوية YK - AZB السورية وتم نقلها من مطار مهر آباد إلى مطار الإمام الخميني، ليتم نقلها إلى دمشق في غضون أيام قليلة وتكون ثاني طائرة ذات جسم عريض في سوريا.
ووفقًا لخبير تقني في شركة ماهان، تحدث إلى كاتب هذا التقرير، فإن صيانة وتصليح طائرات إيرباص-إيه-340 من مسؤولية خبراء ماهان التقنيين. ولهذه الغاية، يتم إرسال خبراء فنيين إلى دمشق لإجراء الإصلاحات الصغيرة لطائرة إيرباص-إيه-340 ويحصلون على مكافأة يومية قدرها 100 دولار من شركة ماهان، وتصرف المكافأة من ربح رحلات الطائرة إلى وجهات مثل الكويت ودبي. ولكن بسبب تدمير حظيرة إصلاح الخطوط الجوية السورية في إحدى الضربات الجوية الإسرائيلية ونقص المعدات اللازمة، يجب نقل الطائرات إلى طهران لتصليحها بشكل كبير.
ما أهداف الجمهورية الإسلامية من دعم الخطوط الجوية الفنزويلية والسورية؟
دعم ماهان للدول المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية لا يقتصر على سوريا وفنزويلا. وللمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) 2007، تم إهداء طائرة ماهان (إيرباص-إيه-300) برقم الهوية الوطنية الأرمينية EK - 30039 إلى العراق، وكانت هذه الطائرة ذات الجسم العريض، قبل أغسطس (آب) 2006، تستخدم من قبل شركة ماهان للرحلات الداخلية والدولية.
في سبتمبر (أيلول) 2007، تم نقل الطائرة إلى شركة فارسكو (فجر آشيان) لإصلاح الطائرات لتكون جاهزة للتسليم للحكومة العراقية. وبعد الانتهاء من العمل الفني، رسم عليها العلم العراقي وخصص لها المعرف YI - APX ID العراقي.
في يناير (كانون الثاني) 2008. نُقلت الطائرة إلى بغداد واستخدمت بعد ذلك مرارًا وتكرارًا لنقل قادة الحكومة العراقية حول العالم، وخاصة إيران، حيث أصبح جميع أفراد طاقمها من شركة ماهان، وكانت ماهان مسؤولة عن صيانتها، وعلى سبيل المثال، في 7 أغسطس (آب) 2008 طار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى طهران على متنها.
أول طائرة أهدتها شركة ماهان إلى دولة أجنبية بطلب من المسؤولين الإيرانيين. هذه هي طائرة إيرباص A300B4-2 التي تم إهداؤها للعراق في أكتوبر 2007 للعراق، وغالبا ما تم استخدامها لرحلات رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي
ماهان، باعتبارها الذراع الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني، والتي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الأهداف السياسية والعسكرية لهذه القوة، كانت دائمًا مسؤولة عن حماية الحلفاء الإقليميين وعبر الإقليميين للجمهورية الإسلامية. وفي هذا الصدد، فإنها تنفق الكثير من أرباح الرحلات الداخلية والخارجية وكذلك الموارد الوطنية، بينما تمتلك شركة إيران للطيران (هما) ثلاث طائرات فقط ذات جسم عریض، بما في ذلك طائرتان من طراز إيرباص-إيه-330، وطائرة واحدة من طراز إيرباص-إيه-300 للرحلات الجوية الأوروبية والآسيوية ولا تستطيع شراء المزيد من الطائرات. شركة ماهان التي تمتلك 16 طائرة ركاب ذات جسم عريض، تشتري طائرة ذات جسم عريض لصالح الخطوط الجوية السورية، وهو مجرد جزء بسيط من النفقات التي تدفعها الجمهورية الإسلامية لمغامراتها الإقليمية وعبر الإقليمية من عائدات النفط في البلاد.