اتهامات متبادلة بين "فقهاء" في هرم السلطة الإيرانية بالكذب واستغلال النفوذ
رد الرئيس السابق للقضاء رئيس مجلس مصلحة النظام الحالي، صادق آملي لاريجاني، اليوم الأحد 18 أغسطس (آب)، في خطوة غير مسبوقة، علی تصریحات محمد یزدي، الرئيس الأسبق للقضاء، متهمًا إیاه بالكذب، وبث الإشاعات، والتشهير، والتلفظ بكلمات "غير دقيقة، وغير مبررة، بل وفارغة".
في هذا الرد، نفى السید لاریجاني تقارير عن احتمال هجرته إلى النجف، وكتب أيضًا أن مدير مكتبه لم يتم اعتقاله.
کما سأل لاريجاني عن المعرفة الدينية لمحمد يزدي، وكتب: "هل سبق لك أن درست كيف ينظر العلماء في قم إلى أعمالك وأقوالك؟ وإلی أي مدی یأخذونها علی محمل الجد؟".
وفي المقابل، كان محمد يزدي قد قال، في وقت سابق، إن وجود لاريجاني في قم لم يكن له أي تأثير. كما قال أيضًا إن لاريجاني بنى قصرًا باسم الحوزة العلمية.
وردًا على هذا الجزء من حدیث يزدي، رد لاريجاني قائلاً: "كان مبنى مركز أبحاث أمانة الخبراء، الذي انتزعته من السلطات، بشتی الذرائع، وجعلته مقرًا لعملك کنائب لرئیس مجلس الخبراء، کان علی نفس الشاکلة، ولکنك لم تقل إنهم بنوا قصرًا، بل انتقلت إلیه بکل سرور".
كما دافع الرئيس السابق للقضاء عن أدائه خلال فترة رئاسته، وقال إن انتقادات يزدي غیر صحيحة.
يذكر أن كلا من محمد يزدي، وصادق لاريجاني، يعتبران من كبار رجال الدين في جمهورية إيران الإسلامية، وقد تولى كلاهما رئاسة السلطة القضائية، وهما عضوان في مجلس صيانة الدستور بوصفهما "فقهاء".
تجدر الإشارة إلى أن تصریحات محمد يزدي، المثيرة للجدل، حول صادق لاريجاني، أثارت جدلاً، لدرجة أنها طغت علی الأزمة الإيرانية الأميركية.
وكان صادق لاريجاني قد تم استهدافه بالنقد من قبل الإذاعة والتلفزیون، وبعض الأصوليين، حيث يُزعم أن صادق لاريجاني كتب خطابًا إلى المرشد، احتجاجًا على اعتقال أكبر طبري، مدير مكتبه أثناء توليه رئاسة القضاء، وهدد بذهابه إلی النجف للتدریس إذا استمرت هذه الحملة.
تناولت الصحف المستقلة والإصلاحية الحملات غير المسبوقة ضد صادق لاريجاني، الذي يشغل الآن منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، ونشرت صحيفة "آرمان ملي" تقریرًا بعنوان "نهاية الصداقة مع صادق لاريجاني".
وفي هذا السياق، تكهنت صحیفة "آرمان" أن الأصوليين غير راضين عن ترشيح علي لاريجاني (شقيق صادق لاريجاني) المحتمل للرئاسة عام 2021، وبالتالي يريدون تعريض مكانة عائلة لاريجاني للخطر عن طريق استهداف صادق لاريجاني.
كما دافع محمد تقي فاضل ميبدي، في صحيفة "اعتماد"، عن مکانة المرجعیة الدینیة، وقال: "ينبغي علی رجال الدين رفيعي المستوى في قم الرد على كلمات يزدي حتى لا يتم تشویه المدرسة الدينية".