أطلق عدد من نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين، داخل إيران وخارجها، حملة "الاتحاد من أجل زم" لملاحقة من قاموا بخطف وإعدام الصحافي ومدير قناة "آمد نيوز"، روح الله زم. وذلك بهدف الضغط على النظام الإيراني للتوقف عن الاختطاف والقتل.

وأكد النشطاء، الذين بدأوا هذه الحملة، الأحد 3 يناير (كانون الثاني)، عبر هاشتاغ #الاتحاد من أجل زم (#United4Zam)، على الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك "تويتر"، أنهم لن يكتفوا بتطبيق "تويتر"، ويدعون إلى "تحقيق دولي" في جرائم النظام الإيراني من خطف وإعدام المتظاهرين والنشطاء السياسيين والصحافيين.

ولفتت الحملة إلى أن "روح الله زم، الصحافي المناهض للنظام الإيراني والذي يعيش في فرنسا، اختطفه النظام العام الماضي، خلال رحلة عمل إلى العراق، مضيفةً أن "زم كان لاجئًا سياسيًا في فرنسا، وبدأ مسيرته الصحافية مع "سحام نيوز"، وكان صاحب موقع القناة التلغرامية "آمد نيوز"، إحدى أشهر وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية".

وتابعت الحملة أنه بعد تحمل "15 شهرًا من الحبس الانفرادي، تعرض روح الله زم للتعذيب دون الاتصال بمحام ودون الاتصال بأسرته، وفي النهاية حوكم وأُعدم دون أن يتمكن من الاتصال بمحام من اختياره".

وشددت الحملة على أنها ليست قائمة على أساس فرد، وأن هدفها الأساسي هو "رفع دعوى وإرسال تقارير إلى منظمات وشخصيات حقوق الإنسان، وخاصة الصحافيين ووسائل الإعلام غير الفارسية".

وجاء في رسالة تم نشرها بالتزامن مع حملة "الاتحاد من أجل زم"، أن الحملة دعت بالتحديد الاتحاد الأوروبي والبرلمانات الأوروبية إلى "إظهار الجدية في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان وإرهاب الدولة، وأن يكون وصول المراسلين والمفتشين المستقلين وملاحقة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران شروطًا مسبقة قبل المفاوضات والمعاهدات، بما فيها الاتفاقات الاقتصادية والسياسية، بين أوروبا إيران.

وذكرت حملة "الاتحاد من أجل زم" أيضًا أنه "في حال وجود أي مفاوضات أو اتفاق مع إيران، فإن الشرط الأول لإقامة العلاقات التجارية هو الوقف الفوري للعمليات الإرهابية وعمليات الخطف والمضايقات التي يتعرض لها النشطاء السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان والنشطاء المدنيون داخل وخارج حدود إيران".

إلى ذلك، شددت حملة "الاتحاد من أجل زم" في رسالتها، على وجوب استهداف مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "بفرض عقوبات هادفة وجادة حول العالم" بسبب "مشاركتها في الاعترافات القسرية والتعذيب ومسؤوليتها عن بث الاعترافات القسرية على مدى العقود الأربعة الماضية"، وتعليق ترخيص نشاطها في الدول الأوروبية.

وأضافت حملة "الاتحاد من أجل زم" أن اختطاف روح الله زم وإعدامه "ليس الجريمة الوحيدة للنظام الإيراني في الساحة الدولية، ففي السنوات الأخيرة تم اختطاف العديد من المعارضين لنظام طهران من دول أخرى أو اغتيالهم خارج إيران".

وجاء في الرسالة أنه في السنوات الأخيرة اغتيل مسعود مولوي، وسعيد كريميان، في تركيا، وأحمد نيسي في هولندا، وإقبال مرادي في العراق، ومحمد إبراهيم صفي زاده في أفغانستان، ومحمد رجبي وسعيد تمجيدي، اثنان من متظاهري نوفمبر اللذين حصلا على حق اللجوء في تركيا وأعيدوا إلى إيران وحكم عليهم بالاعدام.

وفي الأشهر الأخيرة، تم اختطاف ناشطين سياسيين آخرين وهما، جمشيد شارمهد، ألماني الجنسية، وحبيب أسيود، وهو مواطن سويدي، في الدول المجاورة لإيران، ويواجهان حاليًا أحكامًا بالإعدام والسجن طويل الأمد.

وحتى الآن، قام عدد من النشطاء المدنيين والسياسيين والحقوقيين بدعم حملة "الاتحاد من أجل زم"، بمن فيهم شيرين عبادي، المحامية الناشطة في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي نشرت مقطع فيديو قالت فيه: "لقد تم خداع روح الله زم في العراق، وتم اختطافه، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة جائرة دون السماح له بتوكيل محام من اختياره، وقتل على الفور دون أن تتاح له فرصة طلب إعادة المحاكمة".

وأضافت عبادي أن كل ما حدث مع زم كان مخالفًا لمعايير حقوق الإنسان ومبادئ العدالة في إيران نفسها، و"للأسف لم يكن روح الله زم فقط، بل قتل أيضًا العديد من الأشخاص الذين سُجنوا بسبب كتاباتهم".

ودعمًا لحملة "الاتحاد من أجل زم"، قالت عبادي إن أي صوت يسمع العالم ما حدث في إيران هو مساعدة كبيرة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في إيران، ونحن نقول لا للاختناق والرقابة، ولا للإعدام، ولا للضغط الذي يمارس على الشعب الإيراني.