"الاتحاد من أجل نويد" تتحول إلى ساحة مواجهة بين مؤيدين ومعارضين لـ"مقاطعة الرياضة الإيرانية"
بعد انتشار حملة تدعو لمقاطعة الرياضية الإيرانية في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب إعدام المصارع الرياضي نويد أفكاري، انضمت شخصيات رياضية وسياسية وحقوقية إلى الحملة وتباينت وجهات النظر بين المؤيدين والمعارضين لفكرة مقاطعة الرياضة الإيرانية.
وهناك العديد من الشخصيات البارزة التي شاركت في هذه الحملة، التي أطلق عليها اسم "الاتحاد من أجل نويد" مثل مسيح علي نجاد الصحفية والناشطة في مجال حقوق النساء، وشيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام، ومحمد رضا فغاني الحكم الدولي الإيراني المعروف، بالإضافة إلى أعضاء في فرق رياضية ونشطاء وسجناء سياسيين سابقين.
واعتبر سردار باشايي، بطل المصارعة الرومانية في العالم، في مقطع فيديو أن مقاطعة الرياضة الإيرانية هي "خطوة صغيرة" من أجل أم نويد وأمهات من هم على شاكلة نويد أفكاري، مشيرًا إلى العنصرية التي تمارسها إيران بحق الرياضيين.
كما شاركت شخصيات أخرى في هذه الحملة عبر نشرها لمقاطع فيديو، ويمكننا أن نشير في هذا الخصوص إلى شخصيات مثل: إحسان رجبي العضو السابق في منتخب الجودو لإيران، ومجيد فلاح قائد منتخب إيران لرياضية المواي تاي (الملاكمة التايلاندية)، وشيوا أميني عضو منتخب كرة الصالة النسائية، وأمير كمالي العدّاء في منتخب إيران سابقًا والبريطاني حاليًا.
وأشار سردار باشايي ومجيد فلاح إلى قضايا مثل: منع النساء من الحضور في الملاعب، والعنصرية الممارَسة بحق الرياضيين المنتمين إلى أقليات عرقية، وكذلك موضوع الحجاب الإجباري، ونشر العنصرية من خلال منع الرياضيين من اللعب في مواجهة لاعبين إسرائيليين، وكذلك إجبار الرياضيين على المشاركة في طقوس دينية خاصة، معتبرين هذه القضايا أدلة كافية على ضرورة مقاطعة الرياضة الإيرانية.
وتأتي هذه الحملة بعد أن أقدمت السلطات القضائية في إيران بإصدار وتنفيذ حكم الإعدام بحق المصارع الرياضي نويد أفكاري البالغ من العمر 27 سنة بعد مشاركته في احتجاجات عام 2018، وذلك على الرغم من الدعوات المطالبة بإلغاء الحكم وإعادة النظر في الملف والمسار القانوني لمحاكمته.
كما أدانت أطراف أوروبية وأميركية ونشطاء حقوقيون هذا الإعدام، معتبرين أنه انتهاك صريح لحقوق الإنسان في إيران.
ینبغي تقديم النظام الإيراني إلى العدالة
يرى أنصار مقاطعة الرياضة الإيرانية أنها "دعوى لتحقيق العدالة" لنويد أفكاري ومحاربة التمييز المنهجي في الرياضة في البلاد.
كما أن فاطمة سبهري، سجينة سياسية سابقة ومن الموقّعين على خطاب استقالة المرشد الأعلى، علي خامنئي، هي أيضًا من بين المؤيدين لهذه الحملة، وترى أنها مواجهة مع "نظام إيران غير الشرعي".
وتقول مسيح علي نجاد في مقطع فيديو نشرته بهذا الصدد: "نظام يحرم نصف سكانه من النساء من حق اختيار رياضتهم المفضلة، النظام الذي يقتل الأبطال، هل مكانه في المحاكم الدولية أم في الرياضات العالمية. أجيبوا أنتم؟"
من جانبها، انتقدت شيرين عبادي تدخل السياسة في الرياضة، وقالت إنه تسبب في خروج "أفضل الأبطال" من البلاد والمنافسة تحت أعلام الدول الأخرى.
المعارضون: لا تحرموا الناس من الفرح
في غضون ذلك، عارض عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني هذه الحملة.
ووصف الأستاذ الجامعي محسن ميلاني الرياضة بأنها "أداة إسعاد" للشعب، ووصف المقاطعة بأنها "تفاقم" الوضع. وأشار بعض المستخدمين الآخرين، في رفضهم لهذه الحملة، إلى الآثار السلبية للعقوبات على تبادل وتوريد الأدوية في البلاد.
واتهم الصحفي فريد مدرسي، على موقع تويتر، شيرين عبادي بأنها تفتقر إلى "حنان الأم وحب الزوجة" بسبب دعمها لهذه الحملة.
ومع ذلك، قوبلت تغريدته على الفور بردود فعل المستخدمين الآخرين. وانتقدوا وأدانوا تحريض "مدرسي" على قضايا الجنس والأنوثة والقضايا الشخصية والعائلية للسيدة عبادي.