بعد السفير الألماني.. حملات إعلامية ضد دبلوماسيين أوروبيين في طهران
اتهمت صحيفة "وطن إمروز" المقربة للتيار المتشدد في إيران، اليوم الثلاثاء 5 مايو (أيار)، عددًا من السفراء الأوروبيين في طهران بـ"التجسس والعمل ضد نظام الجمهورية الإسلامية"، مطالبة بـ"محاسبتهم".
جاء هذا الهجوم بعد يوم من قيام الصحيفة الإيرانية نفسها بتوجيه اتهامات ضد السفير الألماني لدى إيران والمطالبة بـ"محاسبته"، وذلك عقب قرار الحكومة الألمانية بإدراج حزب الله في قائمة الجماعات الإرهابية.
وفي غضون ذلك، نفت وزارة الخارجية الألمانية اتهام سفيرها في طهران بـ"التجسس" الذي ورد في عدد أمس الاثنين من صحيفة "وطن إمروز"، وقالت لـ"إيران إنترناشيونال": "لا توجد صلة بين السفير الألماني في إيران والقرار الأخير لوزارة الداخلية الألمانية باعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية".
يذكر أن صحيفة "وطن إمروز" وصفت السفير الألماني في طهران، مايكل كلوفر بيرشتولد، في عدد أمس الاثنين، بأنه "جاسوس صهيوني"، وقالت إن تحركات الحكومة الألمانية "باعتبار حزب الله اللبناني إرهابيًا، تهديد خارجي لمواقف الجمهورية الإسلامية وأمنها ومصالحها الوطنية".
وأكدت "وطن إمروز" أن "الرد الحاسم على السفير الألماني في طهران، مايكل كلوفر بيرشتولد، يمكن أن يكون رسالة قوية من إيران إلى الحكومة الألمانية لمنع تكرار مثل هذه التوترات".
يشار إلى أن صحيفة "وطن إمروز" التي يملكها مهرداد بذرباش، هي إحدى النوافذ الإعلامية المقربة من جبهة بايداري المتشددة في إيران.
وبالإضافة إلى هجومها على السفير الألماني، وجهت "وطن إمروز"، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 5 مايو (أيار)، اتهامات ضد السفراء وموظفي السفارات الأوروبية، بما في ذلك فرنسا والدنمارك والمملكة المتحدة وهولندا وأستراليا.
وكتبت "وطن إمروز": "بالإضافة إلى السفير الألماني، أصبحت السفارات الأوروبية مراكز لمتابعة مختلف المشاريع الأمنية والسياسية في السنوات الأخيرة، في ضوء الكثير من تنازلات وزارة الخارجية الإيرانية".
وحذرت "وطن إمروز" من وجود السفير الفرنسي لدى إيران، لكونه كان "سفير بلاده لدى كوريا الشمالية وباكستان، وهما دولتان تمتلكان أسلحة نووية".
ثم اتهمت الصحيفة، السفارة الهولندية في طهران "بمواصلة أنشطتها في مثلث هولندا- الناتو- إسرائيل" وأكدت أن "هذه السفارة تعمل كملجأ إسرائيلي في إيران".
وأشارت "وطن إمروز" إلى طرد موظفتين بالسفارة الهولندية "قبل عامين"، وكتبت أن هاتين الموظفتين كانتا "عميلتين استخباريتين" واتهمتهما بأنهما "طائر السنونو، الذي بات يرمز إلى نساء الاستخبارات، ويخدعان دبلوماسيين من دول أخرى في حفلات داخل سفارات في طهران".
كما اتهمت الصحيفة وزارة الخارجية الإيرانية بالتغاضي عن "الأنشطة المناهضة للأمن، وعمليات التجسس من القوات التي تدخل إيران تحت ستار السفراء".
وفي مؤتمره الصحافي، أمس الاثنين، رد عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، على مقال صحيفة "وطن إمروز"، ووصفها للسفير الألماني بأنه "ضابط استخبارات"، وقال: "إن وزارة الاستخبارات هي السلطة المخولة لتحديد القضايا الأمنية والمتعلقة بهذه القضية، ولا يمكن لوسيلة إعلامية أن تنسب في تقاريرها أي شيء إلى أي شخص في هذا الصدد".
تجدر الإشارة إلى أن نشر الاتهامات ضد السفارات في وسائل الإعلام الإيرانية، في السنوات الأخيرة، أدى إلى ردود فعل سلبية، مثل الهجوم على السفارة البريطانية في عام 2011، والهجوم على سفارة السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد عام 2015. والهجوم على السفارة الدنماركية عام 2005، وإجراءات أخرى مماثلة.