بعد قرار المرشد بمنع استيراد اللقاحات الأجنبية.. نشطاء يرصدون علاج رجال الدين والمسؤولين في المستشفيات الغربية
تتواصل ردود الفعل على الأمر المباشر للمرشد علي خامنئي، بـ"منع استيراد لقاحات كورونا البريطانية والأميركية" إلى إيران، حيث أشار كثير من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي إلى سجل المسؤولين الإيرانيين وأسرهم فيما يتصل بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، منتقدين سلوكهم المزدوج في هذا المجال.
كما نشر عدد من نشطاء "تويتر"، و"إنستغرام" صورًا ووثائق من زيارة كبار رجال الدين في إيران لـ"بريطانيا" مشيرين إلى مراجعتهم واستفادتهم من المؤسسات والمعدات الطبية في الغرب.
وفي إحدى الحالات، نشر محمد مهدي صدر الساداتي، وهو ناشط افتراضي، وشقيقه عضو في مجلس الخبراء، ووالد زوجته عضو في مجلس صيانة الدستور، نشر في صفحته على "إنستغرام" جانبًا من مذكرات أكبر هاشمي رفسنجاني، في هذا الصدد.
وفي هذا الموضوع، كتب صدر الساداتي: "أصبح من الشائع أن يثق المسؤولون وأقاربهم بالأطباء في لندن على مر السنين، ولم يشعر أي منهم أن طبيبًا بريطانيًا قد يضرهم، وإن كان بشكل غير محسوس".
وخلص إلى أنه "يبدو أن قضية حظر اللقاح الإنجليزي ليست مجرد قضية طبية، وأنها نوع من الدبلوماسية".
ومن خلال نظرة خاطفة على مذكرات أكبر هاشمي رفسنجاني نطالع قائمة طويلة من رجال الدين وكبار المسؤولين الحكوميين والمعينين من قبل علي خامنئي، وروح الله الخميني، في هذا الصدد.
وكان معظم هؤلاء المسؤولين ورجال الدين قد أكدوا في خطاباتهم ومواقفهم مرارًا على "عداء" الدول الغربية لإيران، وهاجموا أيضًا الأفكار والمعتقدات والسياسات "العلمانية"، و"الليبرالية" في هذه البلدان.
كما كان هؤلاء المسؤولون قد شجبوا "أسلوب الحياة الغربية" للشعب الإيراني والمجتمع الإيراني.
*عباس واعظ طبسي
وفقًا لمذكرات هاشمي رفسنجاني، في سبتمبر (أيلول) 1992، كان عباس واعظ طبسي، رئيس مؤسسة "أستان قدس رضوي" وممثل المرشد في خراسان، قد ذهب إلى لندن لإجراء جراحة في القدم.
وكتب هاشمي في هذه المذكرات أن واعظ طبسي ذهب في هذه الرحلة مع ابنه، و"تأثر بنظامهم وتقدمهم".
وكان واعظ طبسي عضوًا في مجلس الخبراء ومدير مدرسة خراسان الدينية.
* محمد رضا مهدوي كني
ذكر هاشمي رفسنجاني، في جزء آخر من مذكراته، في ديسمبر (كانون الأول) 1985، أنه تم حجز مكان في لندن لعلاج محمد رضا مهدوي كني، الذي كان يعاني من مرض في القلب.
وقد كان مهدوي كني، الرئيس السابق لمجلس خبراء القيادة والأمين العام لجمعية رجال الدين المناضلين، ورئيسًا لجامعة الإمام الصادق.
ونشرت مواقع إلكترونية تابعة للنظام الإيراني، في وقت لاحق، صورة لمهدوي كني في بريطانيا مع محسن دعاكو، إمام جمعة شميرانات السابق.
* عبد الكريم موسوي أردبيلي
في عام 1982، ذهب عبد الكريم موسوي أردبيلي، الرئيس السابق للمحكمة العليا إلى أوروبا لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات بعد تلقيه تسهيلات بالعملة الصعبة.
يشار إلى أن موسوي أردبيلي كان أعلى مسؤول قضائي في إيران من 1981 إلى 1989 وأيضًا إمام الجمعة المؤقت لطهران. كما كان عضوًا في مجلس خبراء القيادة والمدعي العام.
وقد ورد اسم هذا المسؤول القضائي الكبير في البلاد في قضية إعدامات معارضي النظام الإيراني عام 1981 مما عرضه لانتقادات من منظمات حقوق الإنسان.
* محمود هاشمي شاهرودي
كان رئيسًا أسبق للقضاء في إيران، وحكم على العديد من منتقدي ومعارضي النظام بالسجن خلال رئاسته، وكان أحد المسؤولين الذين أثارت رحلته إلى ألمانيا في العقد الماضي ردود فعل واسعة.
وفي عام 2017، أدى نشر صورة له إلى الكشف عن رحلته إلى هانوفر لتلقي العلاج. وعندما عاد هاشمي شهرودي من الرحلة، وقال إنه قام برحلة قصيرة إلى ألمانيا "بإصرار من أحبائه".
* عائلة روح الله الخميني
كانت زوجة وابن روح الله الخميني، أول مرشد للنظام الإيراني، قد سافرا أيضًا إلى بريطانيا وإسبانيا لتلقي العلاج.
وذكر هاشمي رفسنجاني في مذكراته الصادرة في مارس (آذار) 1993: "قبل الظهر ذهبت برفقة عفت [زوجتي] لزيارة زوجة الإمام التي كانت تعاني من وعكة صحية؛ وكانت قد سافرت إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج، لكنها لم تحصل على أي نتائج، إلا أنها كانت في حالة معنوية جيدة".
ووفقًا لهذه المذكرات، فقد سافر أحمد الخميني أيضًا إلى إسبانيا عام 1981 لمعالجة عيونه.
تجدر الإشارة إلى أن أسماء بعض المسؤولين الآخرين الذين، ذكرهم هاشمي رفسنجاني، والذين فضلوا تلقي العلاج في الغرب، مذكورة في الجدول أدناه.