تحرك ترامب تجاه إيران وضع منافسيه الديمقراطيين في مأزق سياسي
في مذكرة تحليلية، أفادت قناة "إن بي سي نيوز" الأميركية بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وضع خصومه الديمقراطيين في مأزق سياسي قبيل الانتخابات الرئاسیة لعام 2020، عن طريق الأمر بقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.
يشعر الديمقراطيون بالقلق من أن ترامب سوف یثیر حربًا أخرى في الشرق الأوسط، مع توخي الحذر، في الوقت نفسه، في الثناء على مقتل واحد من أكثر الشخصيات كرهًا في العالم.
كتب جوناثان إلين أن الديمقراطيين يترددون بين إدانة ما قام به ترامب أو الإشادة به، فقد أظهروا بعضًا من کلا الخيارين. الاستثناء الوحيد هو السيناتور بيرني ساندرز، الذي أدان ترامب بشدة بسبب هذا القرار.
أما الثلاثة الآخرون، نائب الرئيس السابق جو بايدن، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، إليزابيث وارين، وعمدة ساوث بود السابق بيت بوتيدج، فقد اتبعوا أسلوبًا آخر.
وقد قال بوتیدج: "يد سليماني ملطخة بالدماء في عمليات لا حصر لها ضد مصالح وحلفاء ومواطني أميركا"، مضيفًا أن هذا الإجراء "يجب أن لا یکون بدایة حرب لا نهاية لها".
تقول "إن بي سي نيوز" إن التحدي ليس في الجناح الليبرالي داخل الحزب الديمقراطي الذي لا يهتم بأي عمل من أعمال ترامب، بل في الناخبين المترددين الذين قد يقتنعون بأن قتل متشدد كبير هو خطوة جيدة ویصوتون لصالح ترامب.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، في بيان، أول من أمس الجمعة، بعد مقتل سليماني، مذكّرًا بكلمات بايدن قبل ثماني سنوات: "هذا الصباح قتل إرهابي إيراني كبير".
وکان جو بايدن قد قال، في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2012: "بن لادن مات، وجنرال موتورز على قيد الحياة"، لكن بايدن قال عن الهجوم على سليماني، معربًا عن قلقه بشأن العواقب: "يجب أن تتم العدالة لسليماني". وقال أيضًا: "تصرفات ترامب زادت من خطر الحرب مع إيران".
وأشار بعد ذلك إلى الاختلافات بين بن لادن وقاسم سليماني، قائلاً إن بن لادن كان رئيسًا لجماعة إرهابية دولية وليس له منصب حكومي، بينما كان سليماني عضوًا بارزًا في الحكومة الإيرانية.
تجدر الإشارة إلى أن الديمقراطيين يعلمون أن الشعب الأميركي حساس لأي شيء يعني الالتزام المالي طويل الأجل، أو التجنيد لحرب أجنبية، وقد استفاد ترامب من ذلك في جولته الثانية من الحملات الانتخابية.
أما إليزابيث وارن فقد غيرت رأيها، بین ليلة وضحاها، وقالت: "نحن على شفا حرب مكلفة أخرى في الشرق الأوسط، لم نصل إلى هنا عن طريق الصدفة، السبب هو أن الرئيس المتهور وحلفاءه وحكومته هم الذين أتوا بنا إلى هنا".
وكان بيرني ساندرز هو الوحید الذي ناقش سلوك ترامب بحزم، مشيرًا إلى التناقض بين وعود ترامب الانتخابية وأدائه. وكتب: "يعد ترامب بوقف الحروب التي لا تنتهي، لكن تصرفه يأخذنا إلی مسار آخر".