خاتمي: المطالبون بإسقاط النظام قد ينجحون
حذر الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، من أنه في حال فقد الشعب أمله في الإصلاحات فستقوى فكرة إسقاط النظام شيئًا فشيئًا، قائلا إن المطالبين بإسقاط النظام قد ينجحون في ما يرمون إليه.
ووفقًا لموقع "خاتمي"، دعا زعيم الإصلاحات البارز، السبت 6 يوليو (تموز)، في اجتماع مع أعضاء جمعية المهندسين، إلى المحاولة من أجل صياغة استراتيجية للإصلاحيين. وقال: "كلما زاد عدد (الناخبين)، أصبح دعاة إسقاط النظام أقل تأثيرًا".
وكان خاتمي قد حذر في مارس (آذار) الماضي، خلال لقاء مع کتلة "أميد" البرلمانية، من الفشل في تنفيذ الإصلاحات في الجمهورية الإسلامية، وقال إنه من الصعب دعوة المواطنين للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وأضاف أن شرط المشاركة في الانتخابات المقبلة هو حصول تغيير خلال هذا العام المتبقي قبل بدء الانتخابات البرلمانية.
لكن من غير الواضح ما إذا كان التغيير الذي تحدث عنه الرئيس الأسبق قد حدث أم لا، لكن مواقفه الجديدة تشير إلى رغبته في تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات.
يذكر أنه في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية التي حدثت في يناير (كانون الثاني) 2019 بإيران في أكثر من 80 مدينة، كان هناك جدل سياسي واسع النطاق حول التکتلات السياسية الداخلية في إيران والمشاركة في الانتخابات.
وقد تم رفع شعارات مثل "الإصلاحي.. الأصولي، لقد انتهت اللعبة" خلال الاحتجاجات، والتي أبرزت حجم التشابه بين طبيعة الاتجاهين السياسيين في إيران (من وجهة نظر المحتجين)، وهو ما استدعى كثيرًا من ردود الفعل، وخاصة من قبل الإصلاحيين.
الشخصيات الإصلاحية لم تهتم بالقاعدة الاجتماعية لهذه الشعارات لكن في الوقت نفسه حذروا باستمرار من آثار شيوع مثل هذه الأدبيات.
وفي هذا الصدد، خلال العامين الماضيين، بدأت بعض الشخصيات الإصلاحية من خلال تكرار شعار "ضرورة الوحدة الوطنية" وكذلك التحذير من احتمال نشوب حرب، في محاولات للتقرب السياسي من المجموعات الأصولية.
وتسعى هذه الجهود إلى تحقيق أهداف قصيرة الأجل مثل رفع الإقامة الجبرية عن مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، بالإضافة إلى الحصول على تأييد أهلية المرشحين الإصلاحيين للدخول في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقد أشار رئيس اللجنة الاستراتيجية الإصلاحية، محسن رهامي، يوم 6 يوليو (تموز)، خلال مقابلة مع صحيفة "سازندکي" إلى تفعيل لجنة على مدار العامين الماضيين للحد من الخلافات بين الأصوليين والإصلاحيين، قائلًا إن جلسات اللجنة تعقد مرة كل أسبوعين.
ووفقًا للسيد رهامي، فإن أحد أهداف اجتماعات هذه اللجنة المشتركة هو "أن لا ينتهي أمل المواطنين في صناديق الاقتراع".
وقد توقع هذه الرمز الإصلاحي أنه في المستقبل، ستدخل بعض وجوه جبهة الاستقامة في جلسات اللجنة".
يشار إلى أن احتمال إجراء حوار مع عناصر جبهة الاستقامة، التي يصفها الإصلاحيون عادةً بأنها "متطرفة"، سيكونُ غير مسبوق.
ويمكن أن تكون هذه الجهود انعكاسًا إلى حد ما لمخاوف الجماعات الإصلاحية التي، من جهة، تشعر بالقلق من إخراجها من دائرة السلطة بواسطة الأصوليين، ومن ناحية أخرى، مع تزايد الاستياء الاجتماعي، يشعرون بالقلق إزاء تراجع القوة الاجتماعية وضعف سلة التصويت الخاصة بهم.
وفي الوقت نفسه، فإن هذه السلسلة من المحاولات الإصلاحية النفعية لها معارضة؛ ففي الأيام الأخيرة، قال بعض الإصلاحيين الآخرين مثل محسن صفائي فراهاني إنه غير مستعد للانتخاب بين "السيئ والأسوأ" في الانتخابات البرلمانية لعام 2021، وإنه إذا لم "تتغير الظروف" فعلًا فلن يقوم بالتصويت.
وأدَّت هذه التصريحات لصفائي فراهاني التي أثارها في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين"، إلى بعض ردود الفعل داخل التيار.
كما قال بهزاد نبوي، وهو شخصية إصلاحية بارزة، ردًا على هذه التصريحات: "إن الذهاب إلى الانتخابات بحماس مهم للأمن القومي، ولا نعرف طريقًا غير الذهاب إلى الانتخابات".